الخميس 2 أيار 2024

أموال “سوبر ليغ” تقلّب مواقف رئيس الفيفا

النهار الاخباريه- وكالات
تبدو مواقف السويسري جيوفاني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متضاربة تجاه مشروع إنشاء بطولة جديدة (السوبر ليغ)، في قارة إفريقيا، في الوقت الذي رفض إقامتها بالقارة الأوروبية.
وكان جيوفاني وراء فكرة مشروع "السوبر ليغ" واقتراحها على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مبرراً سعيه بـ"تطوير كرة القدم ورفع مداخيل الأندية".
الفيفا تدعم السوبر ليغ في إفريقيا
الحديث عن إنشاء بطولة جديدة تحت مسمى "سوبر ليغ" خرج للعلن لأول مرة على أرضٍ إفريقية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حيث استغل جيوفاني رئيس الفيفا، مشاركته في ذكرى مرور ثمانين عاماً على تأسيس نادي "تي بي مازيمبي" الكونغولي بمدينة لومومباشي، للحديث عن مشروع يراوده، يهم إطلاق دوري إفريقي يضم أفضل الأندية في القارة.
ولم يكتفِ رئيس الـ"فيفا" بذلك، بل كشف عن الخطوط العريضة لهذا المشروع الجديد، إذ قال: "سنضع أفضل 20 نادياً في إفريقيا في بطولة تُشبه الدوري، وهو ما قد يُحقق عائدات مالية قد تصل إلى ثلاث مليارات دولار، على مدار دورة مدتها خمس سنوات، وستكون ضمن أفضل عشر بطولات حول العالم".
الفيفا يرفض السوبر ليغ في أوروبا
مباشرة، بعد إعلان 12 نادياً أوروبياً تنتمي لدوريات إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، أبريل/نيسان 2021، عزمها إطلاق دوري "سوبر ليغ" في أوروبا، سارع الفيفا إلى التصدي للمشروع بشراسة بلغت حد تهديد الأندية المعنية بعقوبات، ما تسبب في تقسيم الأندية الأوروبية بين مساند للفكرة ورافض لها، خاصة أن الأندية التي وقفت خلف المشروع ترى فيه طوق نجاة من الأزمة المالية، التي خلفتها تبعات فيروس كورونا على النشاط الرياضي في القارة.
من جهته، وصف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، المشروع بـ"الانفصالي"، ولوح بحرمان الأندية صاحبة المبادرة من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، بل ومنعها من المشاركة في دورياتها المحلية.
الفيفا أيضاً، في شخص رئيسه إنفانتينو جيوفاني، ساند موقف الاتحاد الأوروبي بشدة، وانتقد إنشاء هذا الدوري، إذ قال جيوفاني إن "على الأندية الداعية إلى إطلاق مسابقة دوري السوبر الأوروبي تحمّل عواقب قراراتها، ونحن داخل الاتحاد الدولي لا يمكن لنا إلا أن نعارض بشدة إنشاء دوري السوبر، إنه دوري مغلق، وانشقاق عن الهيئة الحالية".
وأضاف المتحدث "من واجبنا حماية نموذج الرياضة الأوروبية، وبالتالي إذا قررت مجموعة ما الذهاب في طريقها يتعين عليها تحمل عواقب خياراتها".
المال يصنع المواقف
التناقض الذي ميّز مواقف رئيس الاتحاد الدولي تجاه دوري "سوبر ليغ" بين إفريقيا وأوروبا ليس موقفاً عاطفياً من إنفانتيني جيوفاني، أو خوفاً على قيم الروح الرياضية والتنافس العادل بين جميع الأندية، فرئيس الفيفا لم يعارض إطلاق البطولة الجديدة في أوروبا، إلا لأن الاتحاد الأوروبي لن يكون مشرفاً بشكل مباشر عليها، وبالتالي لن يتحكم في الإيرادات والمداخيل المالية التي ستجنيها الأندية من وراء "سوبر ليغ".
إدريس عبيس، الخبير في التحليل الرياضي، يرى أن موقف الرفض في مقابل الدعم للبطولة ذاتها في قارتين مختلفتين من قبل جيوفاني له منطلقات اقتصادية محضة، وأن رئيس الفيفا كان سيدعم ويرحب بالسوبر ليغ الأوروبي لو كان الاتحاد الأوروبي للعبة هو من سيُشرف على تنظيم المنافسات، تماماً كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الإفريقي، الذي سيكون المسؤول -تحت مظلة الاتحاد الدولي- عن المسابقة الجديدة".
وقال المتحدث في تصريح لـ"عربي بوست"، إن "خبراء الاقتصاد الرياضي توقعوا أن الأندية الأوروبية، التي طرحت فكرة إنشاء الدوري، كانت ستجني 3.5 مليار يورو (4.19 مليار دولار) في الموسم الواحد، عبر شركات الإشهار والنقل التلفزيوني، الذي يستهدف حوالي 4 مليارات مشجع لكرة القدم عبر العالم".
وأضاف المتحدث "كانت أندية مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وليفربول، وأرسنال، وتشيلسي، وتوتنهام، وريال مدريد، وبرشلونة، وأتلتيكو مدريد، وإنتر ميلانو، ويوفنتوس، وميلان ستحصل على حصة الأسد منها، وبطبيعة الحال لن يجلس مسؤولو (ويفا) و(فيفا) مكتوفي الأيدي وهم يرون أموالاً طائلة تمر عبر قنوات ليس لهم حق التحكم فيها".
واعتبر عبيس، الذي شغل منصب مدير فني للعديد من الأندية في المغرب وتونس والسعودية والإمارات، أن "إقامة السوبر الإفريقي تحظى بدعم رئيسي الاتحادين الإفريقي والدولي، لأنه سيُجرى تحت إشرافهما، وستكون لجانهما الجهة المخولة بالمفاوضات مع الشركات والقنوات التلفزيونية، وستستفيد من مداخيل مهمة، بينما توزع مبالغ أقل أهمية على الأندية الإفريقية التي ستكون (أحصنة سباق) داخل هذا الدوري الجديد".
هل سينجح السوبر ليغ في إفريقيا؟
يعقد المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) اجتماعاً، يوم 16 من يوليو/تموز 2021، على هامش المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا، التي ستجمع بين فريقي الأهلي المصري وكايزر شيفس الجنوب إفريقي، يوم 17 من الشهر نفسه، على ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.
وسيكون ملف دوري "السوبر الإفريقي" أهم ملف على طاولة "كاف" خلال الاجتماع، حيث سيتفق الأعضاء على وضع آليات تنفيذ المشروع، كبطولة جديدة ستنضم لباقي المنافسات الكروية التي تُنظم  في إفريقيا، والتي من المقرر أن تضُم كبار أندية القارة السمراء.
ويدعم باتريس موتسيبي، رئيس الكاف، مشروع الدوري بشدة، ويعتبره إضافة قوية لكرة القدم الإفريقية، كونها سترفع مستوى الأندية الكبرى في دول القارة، وتمنحهم أرباحاً إضافية ضخمة.