الجمعة 3 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

كنيسة بيزنطية تعود إلى الحياة بعد اكتمال ترميمها في قطاع غزة


النهار الاخباريه  غزه

تحولت كنيسة بيزنطية تعود إلى القرن الـ 5 الميلادي في مدينة غزة، إلى تحفة فنية معمارية بعد انتهاء أعمال الترميم فيها، لتصبح صالحة لاستقبال الزوار، وتبقى موروثاَ ثقافياَ وتاريخياَ للشعب الفلسطيني.

الترميم استمر على مدار عامين، واستطاع المختصون إعادة الهيئة الخارجية والداخلية للكنيسة وغالبية الأجزاء الأساسية، ويقول جمال أبو ريدة المدير العام لدائرة الآثار في قطاع غزة 

لوكالة النهار الاخباريه 

إن الكنيسة هي من أهم المعالم في بلاد الشام، حيث اشتملت على معالم أثرية لم تشتمل عليها بعض الكنائس في المنطقة، وتحتوي على مجموعة من لوحات الفسيفساء، مثل أشجار النخيل والفاكهة، وأنواع الطعام المشهورة لدينا، وأنواع أخرى غير المعروفة، وهذا الترميم الذي تم هو تأكيد على جذور الفلسطيني في هذه الأرض.

وتبلغ مساحة الموقع الذي اكتشف في عام 1997، 800 متر مربع ويتكون من صحن الكنيسة حيث تؤدي الصلوات والشعائر الدينية، وثلاثة أروقة وأثار بنيت في الفترة البيزنطية، وخارج الكنيست توجد مائدة رخامية كان المتعبدون ينتظرون حولها القساوسة لتقبل القرابين ، وعدة قبور يعتقد أنها لقساوسة وداعمين للكنيسة.

وتقول المرشدة السياحية ناريمان خلة إن "الموقع يتكون من 3 أروقة، الأول، مخصص للقساوسة والرهبان، والثاني رواق الصلاة، والثالث هو رواق التعميد".

وأضافت أن "الكنيسة تحتوي على 16 نصا تأسيسا باللغة اليونانية القديمة، حيث تعدّ من أكبر النصوص التأسيسية داخل الكنائس، بالإضافة إلى نقوش وزخارف مختلفة، منها الحيوانية والنباتية والهندسية ، فضلاً عن الزخارف الحيوانية التي تشمل الأسود والغزلان والأسماك البحرية، لافتةً إلى أن هذه الأنواع تشير إلى الاستقرار والهدوء الذي ساد الحياة المسيحية في قطاع غزة".

الترميم واجه معوقات كانت أبرزها الحصار المفروض، والذي منع دخول بعض المواد اللازمة لعملية الترميم، وكذلك تعرض الموقع الأثري خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة إلى أضرار خلال القصف الإسرائيلي على منطقة جباليا شمال قطاع غزة، لكن بعد سنتين من الجهد المبذول من وزارة السياحة والأثار والجهات المانحة، تم تجهيز الموقع لاستقبال الزوار، لرؤية صرح تاريخي شاهد على حقب تاريخية مرت على فلسطين.

يذكر أن مدينة غزة، من مدن العالم القديمة، وخضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، والمسلمين، وبحسب مراجع تاريخية، فقد حولت الإمبراطورية البيزنطية، المعابد الوثنية التي بنتها الدولة الرومانية في غزة، إلى كنائس.