الخميس 2 أيار 2024

هل استعدت "إسرائيل" للوقوف في وجه تمرد الوسط العربي؟

مع اندلاع المواجهة الأخيرة، كتبت عن "عربدة" الفلسطينيين في القرن الأخير، مثل الإنجاز المؤقت للعنف منفلت العقال، والثمن الرهيب لهذا التسيب في المدى المتوسط والبعيد. في أثناء المواجهة مع حماس، أثبت المواطنون العرب في "إسرائيل" – يضاف إليهم أعمال الشغب بحق جيرانهم، والسلب والنهب، والفتك وأعمال الرعاع، وكراهية وطنية لاذعة في المظاهرات وزعامة كاذبة وعديمة المسؤولية – أنهم لم يتعلموا الدرس التاريخي من فشل حركتهم الوطنية المتواصل.

بالطبع، لم يشارك الجميع في الهجمات على جيرانهم اليهود، ولا حتى الأغلبية. الذنب الجنائي يعود لقلة صغيرة، والتحريض القومي المتطرف والفظ يعود لأقلية كبيرة ومهمة. ولكن المسؤولية عن الإسناد القبلي الذي منحه راعو هذا الجمهور للسلوك الإجرامي لهذه لأقلية الصغيرة وللتضامن الواسع مع العدو في أثناء الحرب، ملقاة على الجماعة بأسرها. "المشاغبون" هم من يولون جدول الأعمال. وفي الانتفاضة الثانية أيضاً لم يكن معظم الفلسطينيين "إرهابيين"، ولكن المجتمع سجد لهم.

إن غياب حساب النفس على هذا التسيب في المجتمع العربي في "إسرائيل" يحز عميقاً في وعي الجمهور اليهودي. والنتائج المحتمة لهذا الاعتراف ستدفعه قبل كل شيء الأغلبية العربية التي تريد الاندماج في الهامش المدني والاقتصادي للدولة. من يعرف نمط العمل الفلسطيني ولا يدمن على التضليل الذاتي لن يعجب بالنتائج: الأغلبية اليهودية ستتصرف بشك عميق ومفهوم حتى عندما ستشجع الاندماج؛ أما الجمهور العربي فسيغرق كعادته بالتباكي وعدم الاستعداد المنتظم لتحمل نصيبه في المسؤولية.

لن تتأثر هذه النتائج بالكذب والتلاعب بشأن "المتطرفين لدى الطرفين”، والتي يتجاهل انعدام التماثل الواسع في حجوم العنف وفي الرد الجماهيري على "المشاغبين" و"المحرضين". العقل يقضي بأن أغلبية ناشري هذا الكذب سيكيفون سلوكهم الشخصي في مناطق الاحتكاك اليهودي – العربي مع الواقع الجديد.

إضافة إلى التأثير المباشر على الحياة اليومية في "إسرائيل"، تأكد مؤخراً وعي الخطر الاستراتيجي. كل مخطط وطني مسؤول في "إسرائيل" سيكون مطالباً بإعداد جواب لحرب متعددة الجبهات تنضم فيها أقلية عربية من الداخل إلى الحرب ضد الدولة اليهودية. وبسبب الاندماج المتزايد للعرب بمنظوماتها ازداد الضرر المحتمل لمثل هذه الإمكانية. حتى لو كان الحديث يدور فقط عن 10 في المئة من الوسط، وحتى لو لم يتورط معظمهم في "الإرهاب" والتخريب، فالحديث يدور عن عشرات الآلاف الكفيلين مثلما سبق أن فعلوا في حجم ضيق في تشرين الأول 2000 وقبل بضعة أسابيع، أن يشوشوا على الأقل محاور سير حيوية وأن يمسوا بالبنى التحتية الوطنية. إن الزعامة المنتخبة ومنظمات المجتمع العربي، ممن يعملون بادعاء لحماية حقوق الإنسان، انضموا بكل قوتهم إلى الحرب السياسية التي يديرها أعداء "إسرائيل" المتطرفون ضدها. إن تعميق المشاركة متوقع.

مثالان يجسدان بؤس الزعامة العربية. أيمن عودة "المعتدل” مجد "الشباب” وعرف سامعوه أنه قصد المتظاهرين تحت أعلام حماس وم. ت. ف.، دون أن يميز بينهم وبين المشاهدين والسالبين والناهبين المسلحين بالزجاجات الحارقة: "شهد شعبنا أيام فخار في الأسبوع الماضي، تؤكد انتماءه الأصيل ولا سيما في أوساط الشباب الذي ظهر بكامل مجده وموضع الفخار. سلوكنا كشعب موحد يتمسك بقرار جماعي يؤكد مكانة شعبنا.

ولهذا فنحن ملزمون بأن نضرب”. جهاز التعليم ومئات آلاف العرب يضربون بينما الحرب لا تزال في ذروتها، ملايين "الإسرائيليين" في الملاجئ واليهود في الجليل والنقب ووادي عارة وفي المدن المختلطة، يمتنعون عن التحرك في الطرقات خوفاً من الفتك، والعرب بجموعهم المعربدة يقتلعون الإشارات الضوئية وعواميد الإنارة.

في ذروة الوقاحة يتباكى قاتل والديه كيتيم، يشكو "عودة” من أن الإشارات الضوئية التي دمرها مشاغبون لم يتم إصلاحها بعد، وقال: "هذا عقاب جماعي غير مناسب".

----------------------

الكاتب: دان شيفتن

المصدر: صحيفة "إسرائيل اليوم"

التاريخ: الثلاثاء 1/6/2021