الجمعة 26 نيسان 2024

عصر “كارت الأجرة” ينتهي في مترو موسكو.. السلطات وفرت خدمة “التعرف على الوجوه” لدفع الرسوم


قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته السبت 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن ركَّاب مترو موسكو سيتمكَّنون من دفع تكاليف رحلاتهم بشكل سريع، وذلك بعد إدخال نظام التعرُّف على الوجوه للخدمة، رغم المخاوف بشأن أدوات المراقبة التي تنتشر في العاصمة الروسية. 

حيث يسمح النظام المُسمَّى "Face Pay" للمستخدمين بالنظر إلى الكاميرا عند بوابات الدخول في محطات المترو، البالغ عددها 241 محطة، بدلاً من استخدام بطاقات المترو أو البطاقات المصرفية. 

انتقادات للنظام 
في المقابل انتقدت جماعاتٌ حقوقية ونشطاء في مجال الحقوق الرقمية هذا النظام، مشيرين إلى ضعف قوانين حماية البيانات، والعديد من حالات تسريب قواعد البيانات الحكومية أو اختراقها، علاوة على المخاوف طويلة الأمد من استخدام شبكة المراقبة لتعقُّب واعتقال معارضي الرئيس بوتين. 

في حين تم تركيب أكثر من 200 ألف كاميرا للتعرُّف على الوجوه في العاصمة موسكو. وتقول السلطات إنها تُستخدَم للقبض على المجرمين، لكن نشطاء وسياسيين معارضين يقولون إن الهدف الرئيسي هو جمع البيانات ومراقبة معارضي الكرملين. 

من جانبها قالت أليونا بوبوفا، الناشطة الحقوقية والسياسية المعارضة: "يقولون إن هذه الكاميرات مُثبَّتة من أجل سلامتنا، لكنهم في الحقيقة يبنون قاعدة بيانات تتعقَّب من تتحدَّث إليه وإلى متى. سيتمكَّنون من تحديد دائرتك الاجتماعية بأكملها. من المؤكَّد أنها ستُستخدَم لأغراضٍ سياسية ضد المعارضين". 

تكنولوجيا التعرف على الوجه 
فيما جاءت منظمة هيومان رايتس ووتش من بين أولئك الذين انتقدوا استخدام موسكو لتكنولوجيا التعرُّف على الوجوه، قائلةً إن شبكة الكاميرات "سهَّلَت استهداف السلطات الروسية للخصوم السياسيين"، واستُخدِمَت "للحدِّ من حرية التعبير". 

في سياق متصل فقد اعتُقِلَ ما لا يقل عن اثني عشر من أنصار أليكس نافالني، زعيم المعارضة القابع خلف القضبان، بعد أن حُدِّدوا من خلال نظام التعرُّف على الوجوه بأنهم شاركوا في احتجاجات الشوارع بوقتٍ سابق من هذا العام، وفقاً لما ذكرته جماعة Roskomsvoboda، أكبر جماعة حقوق رقمية مستقلة في روسيا. ودعت الجماعة سكَّان موسكو إلى تجنُّب نظام Face Pay، الذي يتطلَّب من المستخدمين تقديم صورة وبطاقة مصرفية ورقم هاتف. 

في المقابل حاول مسؤولو موسكو تهدئة المخاوف بشأن النظام الجديد، الذي يقولون إنه الأكثر شمولاً من نوعه في أيِّ مكانٍ في العالم. 

حيث قال مكسيم ليكسوتوف، نائب رئيس بلدية موسكو، في إطار مقاربته النظام الجديد بمدفوعات البطاقات، حيث يتلقَّى التاجر تحقُّقاً من البنك ولكن لا يمكنه الاطلاع على تفاصيل العميل: "سيتم تشفير جميع البيانات بشكلٍ آمن. والكاميرات الموجودة على الأبواب الدوَّارة لا تقرأ سوى المقاييس الحيوية، وليس الصورة الفعلية للشخص". 

فيما تتوقَّع المدينة أن يستخدم ما يصل إلى 15% من ركَّاب مترو موسكو نظام Face Pay في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة. وقال مسؤولون إن مشروعاً تجريبياً للنظام أُجرِيَ في وقتٍ سابقٍ من العام الجاري، أظهر أن عملية الدفع كانت أسرع ثلاث مرات من استخدام البطاقات، وأن الكاميرات تعمل بفاعليةٍ حتى عندما يرتدي الناس أقنعةً أو قبعات.