الإثنين 6 أيار 2024

“تاجر الموت” وأشهر مورد سلاح بالعالم..

النهار الاخبارية - وكالات 

أفرجت الولايات المتحدة عن مورد الأسلحة الروسي فيكتور بوت، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، وذلك ضمن صفقة تبادل سجناء مع روسيا، لكن ذلك جلب لإدارة الرئيس جو بايدن انتقادات من قبل الجمهوريين بسبب "خطورة بوت على الأمريكيين".. فمن هو هذا الرجل الملقب بـ"تاجر الموت"؟.

يعتبر الروسي بوت أحد تجار الأسلحة الأكثر شهرة حول العالم، وكان على مدى تجاوز العشرين عاماً أشهر تجار السلاح في العالم، بحسب رويترز، إذ باع أسلحة للدول المارقة والجماعات المتمردة وأمراء الحرب في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.


وقع بوت رهن الاعتقال عام 2008 إثر عملية أمريكية في تايلاند، واتهمته واشنطن باغتنام الفوضى المنتشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، إذ اشترى كميات من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد غابت عنها السيطرة، بحسب "فرانس 24".

أشهر تاجر سلاح
وبقي اسم بوت أو "تاجر الموت" على مدى عقدين رمزاً لحركة تهريب الأسلحة الدولية، في ظل الفوضى المخيمة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وألهمت قصته هوليوود قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة وتسجنه.

رغم اعتقاله في 2008 إلا أن السلطات الأمريكية لم تتسلمه من تايلاند إلا في 2010 بعد أكثر من عامين من الإجراءات القضائية والضغوط الدبلوماسية، وهو ما أزعج روسيا آنذاك، حيث نددت بترحيله واعتبرت ذلك إجراء غير قانوني.

مورد الأسلحة الروسي فيكتور بوت / رويترز
مورد الأسلحة الروسي فيكتور بوت / رويترز
وكان بوت اعتقل في بانكوك في مارس/آذار 2008 بعدما التقى عملاء أمريكيين ادعوا أنهم قياديون من حركة التمرد الكولومبية "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك).

ويشتبه في أن الروسي الذي استخدم سبعة أسماء مستعارة، كان يستفيد من اللغات الست التي كان يتقنها لتسليم أسلحة ومعدات مختلفة إلى جهات متخاصمة في كافة أرجاء العالم، من الحروب الأهلية الإفريقية إلى التمرد الكولومبي، مروراً بالشرق الاوسط.

وظل بوت الذي حُكم عليه عام 2012 بالسجن 25 عاماً، موضع مفاوضات منذ سنوات بين موسكو وواشنطن.

بنى أسطولاً من الطائرات
بحسب تقرير للأمم المتحدة، وُلد فيكتور بوت في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، الجمهورية السوفييتية السابقة. درس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الانضمام إلى سلاح الجو.

واشترى بوت كميات من الأسلحة من قواعد غابت عنها السيطرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ومن ضباط يبحثون عن سبل للإثراء أو لمجرد تأمين عيشهم، ووصل به الأمر إلى تشكيل أسطوله الخاص من طائرات الشحن لتسليم حمولاته عبر العالم، "فرانس 24".

كان الصحفي الأمريكي دوغلاس فرح الذي أصدر مع ستيفن براون الكتاب التحقيق "تاجر الموت" عام 2008، وصف فيكتور بوت بأنه "ضابط سوفييتي أحسن اغتنام الفرصة السانحة نتيجة ثلاثة عوامل أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي: طائرات متروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وفورة الطلب على الأسلحة". 

"القصة الحقيقية" لتاجر الأسلحة
ودخل الثقافة الشعبية الأمريكية عام 2005 عند عرض فيلم "سيد الحرب" (لورد أوف وور) المستوحى من حياته، والذي لعب فيه النجم الأمريكي نيكولاس كيدج دور تاجر الأسلحة يوري أورلوف الذي يطارده الإنتربول. 

لكن البعض في روسيا يعتبر أن واشنطن تبالغ في ما تنسبه إليه من أعمال لتجعل منه فزاعة وتشوه صورة موسكو. 

وكتب الصحفي الروسي ألكسندر غاسيوك في كتاب أصدره عام 2021 ليروي "القصة الحقيقية" لتاجر الأسلحة، أن "الأسطورة التي اختلقتها الولايات المتحدة حول بوت قصة بديهية إلى حد مشين: قصة روسي شرير يبيع أسلحة بصورة غير شرعية ويحاول إلحاق الأذى بأمريكا، لكن الأمريكيين الطيّبين وضعوا حداً له".


من جانب آخر، قال بوت في تصريح نقله التلفزيون الروسي عقب الإفراج عنه: "لقد فعلتها. هذا هو المهم"، مضيفاً أن أحداً لم يبلغه مسبقاً بما سيحدث. وتابع قائلاً: "ببساطة أيقظوني في منتصف الليل وقالوا (اجمع أغراضك)، وهذا كل شيء".

وتعد عملية التبادل واحدة من أكثر الأمثلة البارزة والنادرة على التعاون بين واشنطن وموسكو منذ غزو أوكرانيا. وتبادل البلدان سجناء في أبريل/نيسان الماضي، حين أفرجت روسيا عن تريفور ريد، الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية، وأفرجت الولايات المتحدة عن الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو.