الأحد 5 أيار 2024

بعد سنين عجاف... الحياة تدب في أكبر واحات النخيل على الحدود السورية العراقية...

النهار الاخبارية - وكالات 

بعد سنوات طويلة عصفت فيها التنظيمات الإرهابية والطائرات الأمريكية نهبا وتدميرا بأشجار النخيل ضمن أكبر مراكز لإكثارها في سوريا، بدأت الروح بالتغلغل مجددا في شرايين هذه المنشأة الضخمة القائمة على الحدود السورية العراقية.
عمال ومسؤولو مركز الإكثار في مدينة "البوكمال" على الحدود السورية العراقية، وصلوا ليلهم بنهارهم لإعادة الحياة لأشجار النخيل، لينجحوا في نهاية المطاف بترميم شبكات الري وضخ المياه لإيصال المياه الى كل شجرة في المركز بعد عطش دام طوال سنوات الحرب.
المركز الذي تم تأسيسه عام 1986 في "ناحية الجلاء"، التابعة لمدينة "البوكمال" قرب الحدود العراقية السورية، تعرّض للتخريب وتدمير بنيته التحتية بشكل ممنهج خلال فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية المتعاقبة على المنطقة، وآخرها تنظيم "داعش" الارهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى)، قام مسلحو تلك التنظيمات بسرقة ما يزيد على 50 ألف شجرة من مخازين المركز.
التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على هذا المركز المترامي الأطراف في ريف دير الزور الشرقي، حولته إلى مركز لتدريب مسلحيها، فيما عمليات تصدير المسروقات من شتوله وثمار نخيله إلى دول الجوار، سارت على قدم وساق.
الطائرات الأمريكية هي الأخرى كان لها دور بارز في تحويل ما تبقى من أشجار النخيل في المركز الذي يتربع على مساحة شاسعة من الحدود السورية العراقية، إذ لطالما تعرض لموجات متتالية من القصف الجوي المستمر ما أدى إلى احتراق الآلاف من أشجار النخيل الكبيرة.
وتتجاوز مساحة أرض المركز المخصصة لزراعة النخيل وإكثاره الـ3000 دونم، وفيه حاليا نحو 25 ألف شجرة، منها 10 شجرة مثمرة تباع ثمارها لأهالي المدينة بسعر رمزي، كما توزع لموظفي المركز مجاناً.
وبعد تحرير مدينة "البوكمال" على أيدي الجيش السوري والقوات الحليفة، باشرت الجهات الزراعية العمل على إعادة تأهيل المركز وإنعاش ما تبقى من أشجاره الى أن نجحت الجهود خلال الأيام الأخيرة في إيصال المياه الى أرضه بعد إعادة تأهيل محطة ضخ المياه التابعة له، لتبدأ مرحلة عمل جديدة وحياة جديدة لكل شجرة نخيل بقيت صامدة في مدينة البوكمال.
وأشار مدير الزراعة في محافظة دير الزور، المهندس فؤاد العابدون، في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى "أهمية تأمين مصدر سقاية ثابت لأشجار النخيل لتكون بحالة جيدة، وذلك عبر إعادة تأهيل كافة أقنية الري بنوعيها الإسمنتية والترابية".
وأضاف مدير الزراعة بأن "العاملين في المديرية وفي مركز إكثار النخيل ضافروا جهودهم مع الجهات الحكومية العاملة في المدينة لإعادة قنوات الري وبث الروح مجددا في أحد أهم مراكز إكثار النخيل في سوريا".