الأحد 19 أيار 2024

“بسكويت أوريو ليس حلالاً!”.. القصة الكاملة لتصريحات الشركة وسياسات عملها في الدول العربية


النهار الاخباريه -وكالات

اشتعل جدل "هل أوريو حلال؟" مجدداً وعاد النقاش القديم إلى منصات الأخبار بمواقع التواصل الاجتماعي في البلدان العربية، بعد أن أثار القضية رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك في منشورٍ حديث.

وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات قديمة لموقع الشركة الرئيسي تُصرح فيها بأن منتجاتها لا تُراعي معايير "الحلال" في الصناعة. 

نُقدّم لكم في "عربي بوست" القصة الكاملة وراء تطور هذا الخبر، والسبب وراء اختلاط التصاريح المعنيّة، مع إيضاحٍ للسياسة التي تتبعها الشركة في إنتاج أوريو من بلدٍ إلى بلد.

سؤال "هل أوريو حلال؟" يعود للواجهة
نشر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، زبدي مصطفى، على صفحته في فيسبوك منشوراً يقول فيه إن بسكويت أوريو المستورد ليس حلالاً، وأن المعلومة موضحة في موقع الشركة الرسمي بصورة بيّنة.

وأتبع مصطفى ذلك بمنشورٍ آخر بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، يشارك فيه ما قيل بأنه ردّ من الشركة المصنّعة يؤكد عدم أخذها علامة "حلال" بعين الاعتبار في تصنيع منتجاتها. 

تسببت هذه التصريحات بموجةٍ من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتقلت من المنصات الجزائرية إلى بقيّة البلدان العربية، مع إعادة نشر تغريدات قديمة من حساب أوريو الرسمي، يقول فيها إن منتجاتهم ليست "حلالاً"، فما حقيقة التصريحات وخلفيّتها؟ وهل اعترفت الشركة بذلك فعلاً؟

هل أقرّت شركة أوريو بأن المنتج غير "حلال"؟
بعد منشور رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك، أُعيد نشر تغريدات قديمة منسوبة لحساب شركة أوريو على تويتر تعود في أغلبها إلى عام 2019، حين اندلعت تساؤلات مشابهة، عن كون المنتج يخضع لمعايير الإنتاج الحلال أم لا. 


بدأ الأمر بسؤال أحد مستخدمي تويتر لحساب الشركة في شهر مايو/أيار 2019 عما إذا كان منتج أوريو حلالاً، وهو ما أجاب عليه الحساب بـ: "شكراً لتواصلك، بسكويت أوريو غير حلال"، في تغريدةٍ أشعلت التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي آنذاك.

إلا أن حساب الشركة سرعان ما حذف التغريدة، وبدأ بإيضاح موقفه في إجاباتٍ لاحقة، وذلك بعد أن استمرّت الأسئلة تنهال على الحساب من مستهلكي المنتج المعنيين في مختلف بلدان العالم. 

كتب الحساب الرسمي للشركة في شهر مايو/أيار 2019، بأن بسكويت أوريو غير حاصل على "شهادة حلال" في أمريكا أو كندا. 


ثم عاد حساب أوريو للتوضيح بصورة رسمية أكبر في جوابٍ نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وجاء في صياغة الردّ على أحد المستخدمين أن "شهادة الحلال تعتمد على البلد الذي تقطن فيه، بسكويت أوريو في الولايات المتحدة وكندا ليس مصدّقاً بشهادة الحلال"، ودعا الحساب المستخدمين إلى "التحقق دائماً من المكونات والملصق" لضمان ملاءمتها للنظام الغذائي الشخصي. 


وفي ردّ أكثر تحديداً نشره حساب الشركة في فبراير/شباط 2022، رداً على أحد الأسئلة من المستخدمين أيضاً، قالت الشركة إن منتجات أوريو المصنوعة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان خالية من الكحول، ومتوافقة مع المتطلبات التنظيمية المحلية في المنطقة، وإن المنشآت الصناعية لأوريو حصلت على شهادة الحلال، وبأن الشركة تراعي معايير المستهلكين و"متطلبات الطعام الدينية"، وأنها تخضع لمعايير الإنتاج الغذائي المتوافقة مع الإنتاج الحلال، مشيرة إلى أن شهادة تصديق حلال المنتج تُدار من قبل وكالات خارجية، وتختلف متطلباتها حسب الوكالة أو الدولة أو الحكومة في البلدان المعنيّة. 


مُصدّق بشهادة حلال في البلدان الآتية
 يمكن تتبع البيانات الرسمية المنشورة على موقع مجموعة مونديليز Mondelēz المُصنّعة لمنتجات أوريو، وتصريحات ممثلي الشركة الرسميين لرسم صورة شبه كاملة عن مدى توافق إنتاج الشركة مع معايير "الإنتاج الحلال" ولوائحه المتباينة محليّاً. 

فبالنسبة إلى بسكويت أوريو المُنتج في أوروبا، تبين الشركة في موقعها الرسمي بأنه "ليس حاصلاً على شهادة الحلال، ولكن تكوينه أو عملية إنتاجه لا تجعله غير مناسب للنظام الغذائي الإسلامي"، لكن الشركة تستثني 5 منتجات من هذا المعيار، وهي: Oreo Strawberry Cheesecake- Oreo Choc'o Brownie- Oreo Enrobed Milk & White- Oreo Cadbury Coated -Oreo Crunchy Bites Dipped.

أما بالنسبة لأوريو المصنوع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، فقد أكّدت الشركة على حسابها الرسمي على تويتر بأنّ منتجاتها خالية من الكحول ومتوافقة مع المتطلبات التنظيمية المحلية في المنطقة، وأن منشآتها حاصلة على شهادة "حلال" المعتمدة من السلطات المعنيّة.

وتخضع شركة "Nabisco Arabia" التي يقع مصنعها في الدمّام لمعايير الإنتاج السعودية للغذاء، بما في ذلك الإنتاج الحلال، وقد استثمرت هذه الشركة ببناء واحدٍ من أكبر مصانع إنتاج بسكويت أوريو عام 2000، بالتعاون مع مجموعة مونديليز الدوليّة، ومن حينها أصبحت تُنتج وتُصدر بسكويت أوريو لأغلب الأسواق العربية. 

وكان موقع Gulf news قد تواصل مع المتحدث باسم شركة مونديليز الدولية للاستعلام عن الأمر عام 2019، لينفي الأخير صحّة التغريدة المنتشرة آنذاك، ويؤكد أن "جميع منتجات أوريو التي نبيعها في دول مجلس التعاون الخليجي حلال ومتوافقة تماماً مع القوانين واللوائح المحليّة".
وأضاف المتحدث بأن مونديليز "تفخر بأن بسكويت أوريو يُصنّع في دول مجلس التعاون الخليجي، وكشركة مسؤولة نحن دائماً نسعى إلى تزويد عملائنا بأفضل جودةٍ للمنتجات، مع وضع العلامات المصممة لمنح الناس معلومات واضحة حول مكوناتنا ومدى ملاءمتها لنظامهم الغذائي". 

ووفقاً لموقع الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، فإن جميع منتجات شركة مونديليز إيجيبت فودز -38 منتجاً- المُصنّعة لأوريو في مصر متوافقة مع القوانين واللوائح المصرية للإنتاج، بما في ذلك معايير OIC SMIIC 1/ 2019 القياسية لمتطلبّات الطعام الحلال. 


أما في المغرب، فتخضع شركة مونديليز المغربيّة لسياسات إنتاج الطعام الحلال في المغرب، ويقع مصنعها في كازبلانكا، وتتوافق منتجاتها مع تراخيص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية هناك، إلا أن رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، بيّن أن هناك منتجاً آخر لأوريو منتشراً في السوق مستورد من إسبانيا، ولا تجد عليه التراخيص الوطنيّة المطلوبة، وبالتالي فهو ليس بالضرورة متوافقاً مع الإنتاج الحلال.

كما توضح شركة كونتيننتال بسكويت ليمتد (CBL) في موقعها الرسمي -وهي تشترك مع مونديليز الدولية وتُصنّع بسكويت أوريو لباكستان والعديد من الدول الإسلامية- بأنّها تلتزم بسياسة الإنتاج الحلال للطعام، وأن منتجاتها مُصدّقة بشهادة "حلال" من قبل مجلس الاعتماد الوطني الباكستاني (PNAC).



بالمقابل، أشار الحساب الرسمي للشركة على تويتر إلى أن بسكويت أوريو غير حاصل على شهادة "حلال" في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، وأن الحصول على شهادة الحلال يختلف حسب البلدان المستهدفة.