الخميس 18 نيسان 2024

الأحلام المحطمة لتلميذات المدارس الثانوية في أفغانستان


النهار الاخباريه. وكالات
لم تخفّ عزيمة الشابة الأفغانية أمينة لمتابعة دراستها حتى بعدما قُتلت العشرات من زميلاتها في مدرستها الثانوية التي قُصفت في كابول في أيّار/مايو. غير أن حركة طالبان تمنعها من العودة إلى مقاعد الدراسة اليوم.
وتقول الشابة البالغة من العمر 16 عامًا في منزلها في غرب كابول «كنت أريد أن أدرس وأن أرى أصدقائي وأبني مستقبلي، لكن لاحقّ لي في كلّ ذلك اليوم.
وتتابع «منذ وصول طالبان، أنا حزينة وغاضبة».
وسمح القادة الإسلاميون الجدد في أفغانستان في 18 أيلول/سبتمبر بعودة المدرّسين الذكور والفتيان الذين يبلغون من العمر 13 عامًا أو أكثر إلى المدارس الثانوية، لكن بقيت المدرّسات النساء والتلميذات مستثنيات من هذا القرار.
وأعلنت طالبان في ما بعد أن الفتيات الأكبر سنًا يمكن أن يعدن إلى المدارس الثانوية المقسومة أصلا في جزء كبير منها حسب الجنس، عندما يؤمّن «الأمن» والفصل المشدّد بين الجنسين.
وسمح لفتيات بالعودة إلى بعض المدارس الثانوية في ولاية قندز الشمالية مثلًا، غير أن معظمهنّ لا يحصلن على تعليم في البلد الذي يقطنه نحو 39 مليون شخص.
لماذا لا يمكننا أن ندرس؟
لا يبعد منزل أمينة كثيرًا عن مدرسة «سيّد الشهداء» الثانوية حيث قُتل 85 شخصًا معظمهم من الفتيات في تفجيرات تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول أمينة وعيونها مغرورقة بالدموع «قٌتلت فتيات بريئات» مضيفة «رأيت بعيني فتيات مصابات، ومنازعات. رغم ذلك، كنت أريد أن أعود إلى المدرسة».
وكان من المفترض أن تدخل أمينة الصف الأول ثانوي وتدرس مواد تحبّها مثل علم الأحياء، إلّا أنها حاليًا متقوقعة في منزلها العائلي مع بضعة كتب حيث «لا شيء مهمّ تقوم به».
كانت تحلم بأن تصير صحافية لكن «لم يعد من أمل الآن في أفغانستان».
يساعدها إخوانها وأخواتها الذين يكبرونها سنًا وتتلقى مساعدة أحيانًا من معالج نفسي يزور أختها التي لا تزال مصدومة من جرّاء الهجوم الإرهابي على المدرسة.
وتقول «أخي يجلب كتب التاريخ وأنا أقرأها، وأتابع الأخبار باستمرار». لكنها لا تفهم سبب منع الفتيات من ارتياد المدرسة الثانوية.
وتتابع «للفتيات أيضًا حق في التعليم وهنّ يشكّلن نصف المجتمع. لا فرق بيننا».
بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بطالبان عام 2001 تحقّق تقدّم ملحوظ من ناحية تعليم الفتيات، فارتفع عدد المدارس ثلاث مرات وتضاعف معدل محو الأمّية للنساء تقريبًا إلى 30% لكن اقتصر هذا التغيير على المدن إلى حدّ كبير. وتعتقد نسرين حسني (21 عامًا) التي كانت تُدرّس اللغة البشتونية في مدرسة ثانوية في كابول أن «النساء الأفغانيات حققن إنجازات كبيرة خلال العشرين سنة الأخيرة». وأصبحت تساعد الآن تلامذة الصفوف الابتدائية.
إلّا أن الوضع الحالي «قوّض معنوياتنا ومعنويات التلامذة» حسب قولها، مضيفة «على حد علمي، لم يقف الإسلام ابدًا عقبة أمام تعليم المرأة وعملها».
ولم تتلقّ حسني أي تهديدات مباشرة من حركة طالبان. غير أن منظمة العفو الدولية لفتت إلى أن مدرّسة رياضة تلقّت تهديدات بالقتل بالإضافة إلى مثولها أمام القضاء على أساس تدريسها الرياضة للفتيات والفتيان.
وهي تتعلّق بأمل أن تكون حركة طالبان العام 2021 «مختلفة قليلًا» عما كانت عليه بين عامي 1996
أحلام مطمورة
وتتذكّر زينب (اسم مستعار، 12 عامًا) اليوم الذي تمكّن فيه الفتيان من العودة إلى المدرسة. كانت تنظر إليهم من النافذة ويغمرها «شعور مؤلم».
وتقول «كنت سعيدة في المدرسة».
وتضيف «كان في إمكاني أن أدرس طيلة اليوم وأن أحلم بالمستقبل. لكن الآن تزداد الأمور سوءًا يومًا بعد يوم».
وتتابع «إذا لم تفتح المدارس قريبًا، فسينتهي العام الدراسي ولن نتمكن من الانتقال إلى الصف التالي العام المقبل».
أمّا مالالاي، شقيقة زينب البالغة من العمر 16 عامًا، فهي»لا تعرف كيف تعبّر عن» فزعها.
وتقول»لدي شعور باليأس والخوف» مضيفة أنها تجد الآن صعوبة في قراءة كتبها. وباتت تقضي أوقاتها في الأعمال المنزلية.
وتتابع»نحن لا نخرج ولا نذهب إلى المدرسة، وكل شيء سيء بالنسبة لي (…). لا يمكن للرجال سلب حقوقي. لي الحق في الذهاب إلى المدرسة والجامعة».
ثم تقول»أحيانًا لا أريد أن أبكي أمام والدتي. لأننا نواجه الكثير من الضغط. كل أحلامي ومشاريعي الآن مدفونة».