السبت 20 نيسان 2024

اكتشاف أول روبوت يمكنه التكاثر! علماء يستخدمونه لأداء مهام دقيقة حتى داخل جسم الإنسان


النهار الاخباريه. وكالات 

نقلت صحيفة The Guardian البريطانية عن باحثين قولهم إنهم اكتشفوا أن مجموعات من خلايا الضفادع تستطيع الخضوع لشكل من التناسخ لم يكن مشهوداً من قبل في أي من النباتات والحيوانات.

يطلق على هذه الخلايا اسم "الزينوبوتات" وهي عبارة عن كتل أو مجموعات كروية تمثل شكلاً من أشكال الحياة الاصطناعية التي خلقت عبر الحصول على بضعة آلاف من الخلايا من أجنة أحد أنواع الضفادع، وتجميعها في مجموعات يبلغ حجمها حوالي 1 ملم.

وقد أُعلن عن الزينوبوتات لأول مرة في العام الماضي، وتعد بمثابة "بوتات حية" وليست إلكترونية مثل البوتات المنتشرة في عالم الإنترنت وهذه الزينوبوتات بمثابة روبوتات حية، وتمثل شكلاً من أشكال الحياة الاصطناعية، والتي تمكن العلماء من تخليقها في شكل يملك ساقين صغيرتين تتيحان لها الحركة، ويملك ما يشبه الثقب الذي يعمل ككيس يمكن ملؤه بشيء ما لتوصيله إلى مكان معين.

ليس.  هذا فحسب، بل إن هذه الكائنات يمكن برمجتها تماماً كما يمكننا برمجة الروبوت لأداء مهمة ما.

وأحدث ما اكتشفه العلماء بخصوص هذه "الزينوبوتات"، أنها تستطيع زيادة نسلها والتكاثر عن طريق إزالة الخلايا الطليقة منها ثم إطلاقها لتكون مزيداً من المجموعات (مزيد من الزينوبوتات).

إذ قال جوش بونغارد، البروفيسور لدى جامعة فيرمونت الذي شارك في البحث: "هذه الأشياء تتحرك في أطباق الاختبارات وتصنع نسخاً من نفسها".

ليس لدى الزينوبوتات جهاز هضمي ولا خلايا عصبية، وتنهار بصورة طبيعية بعد حوالي أسبوعين. قال بونغارد إن الزينوبوتات في الدراسة الحالية استطاعت أن تدفع نفسها باستخدام الأهداب، التي تشبه الشعيرات الصغيرة، وأضاف: "إنها لا تنمو قطعاً لتصير ضفادع، بل إنها تبقى على الهيئة التي نفرضها عليها. وهي تبدو وتتصرف بطرق مختلفة جداً عن الضفادع العادية".

وتكمن إحدى هذه الطرق المختلفة في التناسل. أوضح بونغارد أن أي شيء قادر على تخليق نسخة منه يمكن أن يقال عنه إنه يتناسخ. لكن النباتات والحيوانات اكتُشف في السابق أنها تفعل ذلك عن طريق التكاثر، وهي آليات تتراوح بين العمليات اللاجنسية للإزهار وبين الإنجاب.

روبوت اكتشاف
اكتشاف يتيح للعلماء استخدامه في مهام دقيقة حتى داخل جسم الإنسان/مواقع التواصل
فيما كتب بونغارد وزملاؤه في الدورية العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences أن الزينوبوتات تتخذ نهجاً مختلفاً كلياً يسمى التكرار الذاتي الكنيماتي (أو الحركي): وهي عملية شوهدت من قبل مع الجزيئات وليس مع الكائنات الحية، قال بونغارد: "التكرار الذاتي الكنيماتي في الجزيئات كان على وجه التحديد مهماً في بداية الحياة على الأرض، لكننا لا نعرف إذا كان هذا الشكل من التكرار، المشهود الآن في مجموعات الخلايا، اضطلع بدور في أصول الحياة".

كما توصل الفريق إلى اكتشافهم عن طريق مراقبة حركات الزينوبوتات في أطباق اختبار تحتوي على مياه بركة في درجة حرارة الغرفة، وأطلقوا خلايا أجنة الضفادع (الزينوبوتات).

بونغارد قال: "تحركت [الزينوبوتات] في الطبق بهذا النمط اللولبي، فاصطدمت بالخلايا الطليقة الأخرى، وحطمتها بطريقة ما، ودفعتها [إلى داخل مجموعات]".
ووجد الفريق أنه بينما كانت الخلايا لزجة، فإنها تستطيع -إذا كانت المجموعة كبيرة بما يكفي- أن تشكل مجموعة جديدة متحركة على مدى خمسة أيام، أي أنها تنتج زينوبوت طفلاً. 
بيد أن هناك عقبة أمامهم، فقد قال بونغارد: "اتضح أن هذه الزينوبوتات سوف تكرر نفسها مرة واحدة، ولجيل واحد سوف تأتي بأطفال. لكن الأطفال صغيرون جداً وضعفاء جداً على الإتيان بأحفاد".
ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، وجد الباحثون أنه إذا كانت الزينوبوتات تتشكل إلى أشكال محددة، مثل تلك التي تظهر في لعبة الفيديو الشهيرة باك مان، فإن التكرار يتواصل لأجيال أخرى.
وقال بونغارد إنهم أملوا أن تتمكن آلات التكرار الذاتي في النهاية من التطور لتأدية العمل المفيد، في ظل أن المحاكاة الحاسوبية الخاصة بالفريق تشير إلى أن الزينوبوتات استطاعت إصلاح الدوائر الكهربائية، وأوضح: "هذه آلات صغيرة جداً، قابلة للتحلل البيولوجي ومتوافقة بيولوجياً، وهي سعيدة تماماً في المياه العذبة"، مضيفاً أن التطبيقات على المدى القريب يمكن أن تتضمن جمع جسيمات الميكروبلاستيك من المجاري المائية.
أما على المدى البعيد، تستطيع البوتات الحيوية المُخلّقة من خلايانا الذاتية، أن تُستخدم حتى للتخلص من الحاجة إلى إجراء الجراحة. 
فيما رحب البروفيسور مارك ميودونيك، مدير معهد التصنيع في كلية لندن الجامعية، بهذا البحث، قائلاً إنه "علمٌ مذهلٌ وخطوةٌ أخرى أقرب من المواد الحية