الأحد 5 أيار 2024

أكثر من نصف سكان العالم محرومون من الخدمات الصحية..

النهار الاخبارية - وكالات 

أكثر من نصف سكان العالم -ما لا يقل عن 4.5 مليار شخص- لا يحصلون على تغطية كاملة من الخدمات الصحية الأساسية، وفقاً للإعلان السياسي الجديد في مقر الأمم المتحدة الذي جاء تحت عنوان "التغطية الصحية الشاملة: توسيع طموحنا في مجال الصحة والسلامة في عالم ما بعد كوفيد". 

ومن خلال الموافقة على الإعلان السياسي هذا، تعهّد الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات ملموسة وتوفير التمويل اللازم للوصول إلى الهدف الطموح، ووعد الحكومات باستثمار رأس المال السياسي في الدفع لتوسيع نطاق الرعاية الشاملة. 

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن تحقيق التغطية الصحية للجميع هو في نهاية المطاف خيار سياسي.

وجاء الإعلان بالعديد من الإحصاءات الصادمة عن مستوى توفير الخدمات الصحية في العالم، وأعرب التقرير عن القلق إزاء وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة في عام 2021 جرّاء إصابات، بما في ذلك الإصابات الناجمة عن حوادث المرور والغرق والعنف بين الأشخاص وإيذاء النفس وإصابات الأمومة مثل مضاعفات الحمل والولادة وغير ذلك.

إحصائيات صادمة 
أفاد التقرير بأنه على الرغم من المكاسب الصحية الكبيرة التي تحققت على مدى العقود الماضية، إلا أنه لم يُحرز تقدم كافٍ في تنفيذ التدابير الرامية إلى تلبية الاحتياجات الصحية للجميع، ويرجع ذلك جزئياً إلى تعطيل الخدمات الصحية الأساسية خلال جائحة كوفيد.

وأورد التقرير عدة إحصائيات صادمة بشأن الوصول للخدمات الصحية في العالم، نورد هنا أبرزها:

إن الأمراض غير المعدية -بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسكري- مسؤولة عن 74% من الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث توفي 86% من 17 مليون شخص قبل الأوان، أو قبل بلوغهم سن 70 عاماً، وذلك في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، ويتسبب السرطان في وفاة ما يقرب من 10 ملايين شخص على مستوى العالم في 2020.

يعاني أكثر من مليار شخص من اضطراب في الصحة العقلية، ويموت الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية حادة في المتوسط قبل 10 إلى 20 سنة من عامة السكان، ويمثل الانتحار سبباً لأكثر من حالة وفاة واحدة من بين كل 100 حالة وفاة سنوياً، حيث يبلغ عدد الوفيات 703 آلاف حالة وفاة سنوياً. 
يسهم تعاطي الكحول والمخدرات في 3 ملايين حالة وفاة سنوياً، ويرتبط أكثر من 8.7 مليون حالة وفاة سنوياً بتعاطي التبغ، حيث يعيش 80% من متعاطي التبغ في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل وذلك من أصل 1.3 مليار شخص متعاطي للتبغ. 

على الصعيد العالمي، يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص من ضعف البصر (ضعف الرؤية القريبة وضعف الرؤية عن بعد)، ومنهم مليار على الأقل ممن كان لهذا الضعف أن يُمنع أو أنه لم يعالج بعد، ويعيش 90% ممن يعانون من ضعف البصر أو العمى غير المعالج في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. 
لا تزال مكافحة الأمراض المعدية بعيدةً جداً عن التقدم في المسار الصحيح، مع ما يقدر بنحو 1.3 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2022، وما يقدر بنحو 1.6 مليون حالة وفاة بسبب السل، وارتفاع معدل الإصابة بالسل بنسبة 3.6% بين عامي 2020 و2021، و247 مليون حالة ملاريا على مستوى العالم، ولا يزال 1.65 مليار شخص بحاجة إلى العلاج والرعاية من أمراض المناطق المدارية المنسية؛ ويعد التهاب الكبد الفيروسي من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث تحدث 3 ملايين إصابة جديدة بالتهاب الكبد وأكثر من 1.1 مليون حالة وفاة بسبب أمراض مرتبطة بالتهاب الكبد كل عام. 
توقف التقدم المحرز في الحد من الوفيات النفاسية (وفيات الأمهات) في السنوات الأخيرة، مع ما يقرب من 800 حالة وفاة نفاسية كل يوم لأسباب يمكن الوقاية منها تتعلق بالحمل والولادة، ويبلغ معدل وفيات الأمهات العالمي 223 لكل 100 ألف مولود حي، وحوالي 95% من هذه الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. 

توفي خمسة ملايين طفل في عام 2021، نصفهم تقريباً من الأطفال حديثي الولادة -توفوا قبل بلوغهم عامهم الخامس- ويرجع ذلك في الغالب إلى أسباب يمكن الوقاية منها أو علاجها، ويرتبط حوالي 45% منها بنقص التغذية. 
لم يحصل 25 مليون طفل دون سن الخامسة على التلقيح الروتيني عام 2021، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 5% عن عام 2019، وأكبر انخفاض مستمر في تطعيمات الأطفال منذ حوالي 30 عاماً. 
هناك ما يقرب من 1.3 مليون حالة وفاة يمكن الوقاية منها نتيجة لحوادث المرور على الطرق، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 50 مليون إصابة كل عام. 
يرتبط ما يقرب من 4.95 مليون حالة وفاة سنوياً بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، و1.27 مليون حالة وفاة ناجمة بشكل مباشر عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وتحدث 1 من كل 5 من هذه الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، وغالباً ما تكون ناجمة عن التهابات كان يمكن علاجها سابقاً. 
لا يزال ما يقرب من مليوني شخص يموتون كل عام بسبب أمراض وإصابات متعلقة بالمهنة وكان يمكن الوقاية منها. 
في كل عام تسهم العوامل البيئية في حوالي 13 مليون حالة وفاة، حيث يتسبب تلوث الهواء (خارج وداخل الأبواب المغلقة) في ما لا يقل عن 7 ملايين حالة وفاة يمكن الوقاية منها، حيث يقدر أن تلوث الهواء المحيط في كل من المدن والمناطق الريفية يسبب 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنوياً وذلك وفقاً لبيانات عام 2019. 
على الصعيد العالمي، يعيش ما يقدر بنحو 2.4 مليار شخص حالياً في حالة صحية تستوجب إعادة التأهيل، ويذكر التقرير أن احتياجات إعادة التأهيل لم تتم تلبيتها إلى حد كبير على مستوى العالم، وأن أكثر من 50% من الأشخاص في العديد من البلدان لا يحصلون على خدمات إعادة التأهيل التي يحتاجون لها. 
تسبب الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية في صعوبات مالية لما يقرب من ملياري شخص، فيما دُفع أكثر من 1.3 مليار شخص إلى المزيد من الفقر بمجرد محاولتهم الوصول إلى الخدمات الأساسية والأدوية، وهو واقع صارخ يتمثل في اتساع نطاق عدم المساواة في مجال الصحة، وفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية.