الخميس 25 نيسان 2024

أسطورة الجبل الليبي الذي يختفي فيه كل من يزوره

النهار الاخبارية - وكالات 

تصدر منه أصوات عالية ومخيفة بشكل مستمر، وكل من يقرر زيارته يختفي دون عودة، هكذا يتم تعريف "كهف الجنون"، أو "كاف الجنون"، الموجود في منطقة أكاسوس جنوب غرب ليبيا، بالقرب من مدينة غات، على الحدود مع الجزائر.

كلمة "كاف" تعني بلغة الطوارق، واللهجة الليبية القديمة "جبل"، والبعض يسميه كذلك "كاف إيندينان" حسب نفس اللهجة، والتي تعني "جبل الجن".

إذ إن هذا الجبل، الذي توجد به العديد من الفتحات مختلفة الشكل، والوجود في أراضٍ صحراوية غير مأهولة بالسكان، نسجت حوله العديد من الأساطير المخيفة، والتي ما زالت متداولة بين الناس إلى يومنا هذا.

كاف الجنون الذي يحاكي عصر ما قبل التاريخ 
بسبب وجوده في الصحراء القريبة من مدينة "غات" الليبية، فإن جبل "كاف الجنون" يطغى عليه اللون البني الرميلي، فيما تلونت بعض جهاته باللون الأسود، خصوصاً في الفتحات التي تشكلت به من مختلف الأماكن.

الجبل به ارتفاعات متدرجة تتراوح ما بين 900 إلى 1200 متر، ويبعد مسافة 15 كيلومتراً عن أقرب طريق مأهول بالسكان، إذ يحتاج الوصول إليه المرور بطريق وعر، لمدة ساعتين من الزمن.

وحسب مقال لوزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم، فإن "كاف الجنون" قد صنفته اليونسكو جزءاً من التراث الإنساني، يزوره عدد كبير من السياح سنوياً، من أجل اكتشاف هذا المكان المسكون بالجن، حسب الأساطير التي تحكى عنه.

فيما يعلو هذا الجبل رسومات لحيوانات ونشاطات إنسانية عديدة، في مواقع مختلفة منه، تؤرخ عصر ما قبل التاريخ، عندما كانت تلك الأرض حضارية وزراعية، حسب ما نشره المؤرخون عن المنطقة.

خصوصاً أنه في تلك المنطقة قد تم اكتشاف مومياء جد قديمة، وعجلات متهالكة لعربات كانت تجرها الحيوانات في حقب زمنية سابقة.

من يدخل كاف الجنون لا يعود أبداً!
سكان مدينة "غات" يعتبرون القصص والأساطير المرتبطة بجبل "كاف الجنون" هي حقيقة مطلقة، لا يصح مناقشتها، خصوصاً أن تلك الغرائب التي كان يتم تداولها قديماً، ما زالت تحصل بشكل مستمر إلى الوقت الحاضر.

وحسب ما نشرته "skynews"، فإن أكثر أسطورة منتشرة بين الشعب الليبي عن "كهف الجنون" هي التي تحكي أن كل من يزوره ويحاول اكتشافه عن قرب، يختفي في ظروف غامضة، ولا يعود أبداً بعد ذلك.

وأبرزها عن أسطورة شخص كان يقوم بشكل يومي ناحية الجبل، من أجل الاستمتاع بالهدوء هناك، وأخذ قسط من الراحة.

وفي أحد الأيام، سمع هذا الشخص، الذي كان وحيداً بالقرب من "كاف الجنون"، صوت أشخاص يلعبون كرة القدم.

في البداية كانت الأصوات بعيدة، إلا أنها أصبحت تعلو بشكل تدريجي، إلى أن أصبحت قريبة منه، الأمر الذي جعله يقرر الهرب، والرجوع إلى دياره، حيث قص على سكان مدينة غات ما حصل معه، مؤكداً أن الجن الموجود داخل الجبل هو من كان يلعب كرة القدم.
منظر صحراوي لكاف الجنون| مواقع التواصل
منظر صحراوي لكاف الجنون
رواية شهيرة أخرى عن "كاف الجنون"
وحسب صحيفة "ليبيا المستقبل"، فإن هناك رواية أخرى يتم تداولها بشكل كبير في مدينة غات، وتقول إن هناك عائلة تعطلت بها سيارتها بالقرب من الجبل المسكون.

وفي الوقت الذي كان فيه الأب يحاول تصليح السيارة، جاء رجل من عدم، نزل من سيارته، وقدّم قطعة خبز لأحد الأطفال، وعندما سأل الأب عن مصدر الخبز، قال طفله إن رجلاً قدمه له ورحل.

ولأنه كان يشعر بالجوع، قام الأب بتناول جزء من هذا الخبز مجهول المصدر، ليمرض بعد ذلك لمدة 6 أيام متواصلة، وأصبحت قصته مشهورة بين أهل المدينة المجاورة للجبل.

تفسيرات الأصوات الصادرة من الجبل  
ومع مرور مئات السنين عن القصص والأساطير التي تحكي عن خطورة "كاف الجنون"، وأنه مكان يحكمه الجن، ولا مكان للإنسان فيه، إلا أن الأمر لم ينتهِ بعد.

وذلك بسبب الأصوات الغريبة والمتعالية التي تصدر من الجبل بشكل مستمر، والتي يتم تفسيرها على أنها تعود للأرواح التي تسكن المكان.
صورة من مكان بعيد لكاف الجنون | مواقع التواصل
صورة من مكان بعيد لكاف الجنون 
إلا أن هناك بعض التفسيرات الأخرى التي تنفي هذا الطرح، إذ يقول البعض إن الرياح تخترق الفتحات الموجودة في مختلف جهات الجبل، لتتشكل منها أصوات قوية تصدر بشكل مستمر من المكان.