الجمعة 26 نيسان 2024

أزمة المناخ تهدِّد الدول النفطية بخطر داهم! تشهد ارتفاع حرارة كبيراً يسبب إنضاب احتياطاتها من الطاقة


النهار الاخباريه. وكالات

كشفت مجموعة من الخبراء لوكالة فرانس برس يوم الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أن أزمة المناخ تهدِّد بتوجيه ضربة مزدوجة لمنطقة الشرق الأوسط من خلال إنضاب دخلها المتأتي من النفط، مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات متطرفة غير مؤاتية للحياة.

اذ إنه لم تبذل الكثير من الجهود لمواجهة التحدي في منطقة ابتُليت منذ فترة طويلة بالحروب الأهلية والنزاعات وحركات النزوح واللجوء، حتى في ظل احتمال أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى تسريع هذه الاتجاهات، وفق ما عبر عنه مشاركون في المؤتمر الدولي حول تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.

منطقة ساخنة 
قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أمام المؤتمر إن "منطقتنا مصنفة على أنها بؤرة ساخنة لتغير المناخ العالمي".

في المقابل، فقد صنفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة المنطقة التي يعيش فيها نحو نصف مليار شخص وتكاد لا تغيب عنها الشمس على أنها معرضة للخطر بشكل خاص.

لكنها كذلك موطن للعديد من الدول الأخيرة التي لم تصادق بعد على اتفاقية باريس المبرمة عام 2015 – وهي إيران والعراق وليبيا واليمن- قبل أسابيع من انطلاق مؤتمر المناخ كوب 26 الذي تنظمه الأمم المتحدة في غلاسكو.

في المقابل فعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ والشرق الأوسط، قال جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، نحن أمام "مشكلات رهيبة".

من جانبه أورد ساكس وهو أستاذ من جامعة كولومبيا بنيويورك: "أولاً، هذه المنطقة هي مركز الوقود الأحفوري في العالم، لذا فإن الكثير من اقتصاداتها تعتمد على وقود لم يعد مؤاتياً للعصر، وعلينا أن نوقف" استخدامه.

أضاف في تصريح لوكالة فرانس برس: "ثانياً من الواضح أنها منطقة جافة وتزداد جفافاً، لذلك نظرنا هناك لانعدام الأمن المائي ونقص المياه ونزوح سكاني".

رأى ساكس أن المنطقة: "يجب أن تشهد تحولاً هائلاً. ولكنها منطقة مشحونة سياسياً ومقسمة ومنطقة عانت من الكثير من الحروب والنزاعات التي كانت في أكثر الأحيان على صلة بالنفط".

كما قال إن النبأ السار هو أن هناك:  "الكثير من أشعة الشمس لدرجة أن الحل موجود أمامهم. كل ما عليهم هو أن ينظروا إلى السماء. فأشعة الشمس توفر لهم الأساس لاقتصاد جديد نظيف وأخضر".

اتفاقية باريس 
من جانبه أشار لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق الذي أشرف على اتفاقية باريس، إلى أنه في صيف هذا العام الحارق: "شهدنا حرائق غابات مدمرة في قبرص واليونان وتركيا وإسرائيل ولبنان".

أضاف: "لقد تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية في الكويت وعُمان والإمارات والسعودية والعراق وإيران. ولدينا جفاف في تركيا وإجهاد مائي في دول مختلفة وخصوصاً في الأردن". وقال: "هذه الأحداث المأسوية ليست مشاهد من فيلم كارثي، إنها حقيقية وحاضرة".

في سياق متصل تقود قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط، حملة دولية تضم 240 عالماً لتطوير خطة عمل إقليمية مدتها 10 سنوات وعرضها في قمة تُعقد بعد عام من الآن.

حيث استمع المؤتمر الذي استمر يومين إلى بعض النتائج الأولية- بما في ذلك أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المنطقة قد تجاوزت تلك الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.

فيما يقول العلماء إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني في الأساس من ندرة كبيرة في المياه، تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة يمثل ضعفي المعدل العالمي، إذ تسجل ارتفاعاً بنحو 0.45 درجة مئوية كل عقد، منذ ثمانينات القرن الماضي.

هكذا تزداد الصحاري اتساعاً والعواصف الترابية شدة مع تقلص القمم الثلجية النادرة في المنطقة ببطء، مما يؤثر على أنظمة الأنهر التي تزود الملايين بالمياه.

كذلك وبحلول نهاية القرن، واذا استمرت الانبعاثات على وتيرتها الحالية، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار ست درجات مئوية- وأكثر خلال فصل الصيف في "موجات الحرارة الشديدة أو الشديدة للغاية"- كما قال الكيميائي الهولندي للغلاف الجوي يوس ليليفلد.

ظواهر متوسطة
في المقابل قال ليليفلد من معهد ماكس بلانك للكيمياء في ألمانيا لوكالة فرانس برس: "الأمر لا يتعلق بالظواهر المتوسطة فحسب، بل بتلك الظواهر المتطرفة. وسيكون الأمر مدمراً للغاية".

أضاف أن درجات الحرارة القصوى في المدن المسماة "جزر الحرارة" والتي هي أكثر قتامة من الصحاري المحيطة بها، يمكن أن تتجاوز 60 درجة مئوية. وشرح قائلاً إنه "خلال موجات الحر، يموت الناس بسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية. وكما هي الحال مع كوفيد، سيعاني الضعفاء من كبار السن والشباب والحوامل".

فيما حذر فابيوس، مثل غيره من المتحدثين، من أنه مع تحول الأراضي الزراعية إلى غبار وتزايد التوترات بسبب تقلص الموارد، يمكن أن يصير تغير المناخ "أساساً للنزاعات والعنف في المستقبل".

فالمنطقة ممزقة بالفعل بسبب المياه العذبة سواء تلك التي يؤمنها نهر النيل أو نهر الأردن والفرات ودجلة والتي حافظت جميعها على الحضارات القديمة ولكنها تواجه ضغوطاً متصاعدة مع التوسع السكاني الكبير.