السبت 4 أيار 2024

هذا ما كتبهُ اللواء المتقاعد محمد باشا الزواهره



 رواية هروب ستة من السجناء الفلسطينيين من أحد السجون الإسرائيلية يكتنفها الكثير من الغموض والشك للأسباب التالية :

١ - يقولون أنهم هربوا عن طريق نفق حفروه على مدى عدة أشهر بالملعقة...كيف لملعقة أن تحفر كل هذه المسافة (٤٥م)؟ ألم تصدأ أو تتآكل ؟ لو كانت كمبريسه لاحتاجت عدة ازاميل والعديد من قطع الغيار لاتمام هذه المهمة الطويلة ، ثم أين كميات الطمم الكبيرة من الأتربة الناتجة عن حفر النفق لمسافة طويلة (عشرات الأمتار) ؟ أين ذهبوا به ؟ اين اخفوه ؟ كيف تخلصوا منه ؟؟ الم يصادفهم أثناء الحفر صخر أو حجارة ؟؟كيف استطاعوا بالملعقة التعامل معها ؟ وأين ذهبوا بهذه الحجارة والصخور ؟

٢ - السجناء المدعى بهروبهم يقيمون في نفس الزنزانة ، وهم من أبناء منطقة واحدة (جنين) ، وجميعهم محكومين بالحبس مدى الحياة ، ومصنفين بدرجة خطير جداً....لا أعتقد أن أي نظام أو إجراءات تتعلق بالسجون وتصنيف السجناء وحراستهم في العالم أن تكون بهذه السذاجة والغباء لتضع سجناء بهذه المواصفات بغرفة واحدة ؟؟

٣ - ثم أن السجن الذي هرب منه هؤلاء هو بمواصفات فنيه وانشائية وأمنية عالية جداً.....مراقب بالكمرات على مدار الساعة كيف تم الحفر على مدى أشهر ؟ وكيف تم الهروب دون أن تلتقطه هذه الكمرات وتطلق التحذيرات اللازمة ؟؟

٤ - قد يكون ما حصل غير حقيقي وإنما قصة مختلقة من قبل الجهات الأمنية الإسرائيلية للتغطية على عملية قتلهم وتصفيتهم...
سيبقوا في نظر الكثيرين أنهم تمكنوا من الهرب ، وأنهم معذورون في عدم الظهور أو العثور عليهم حفاظاً على حياتهم.... وتمضي الايام والشهور والسنين دون أثر أو دليل على حياتهم أو موتهم أو حتى معرفة حقيقة ما جرى.....(لغز) .

٥ - من الممكن ولو أنه إحتمال ضئيل جداً ولكن لا يمكن تجاهله إزاء هذا الغموض الذي يحيط بالعملية برمتها ، أن يكون ما قيل انه قد حصل لم يحصل فعلاً  ، وممكن أن يكون الأمر كله عبارة عن تمرين وهمي نفذته مصلحة السجون وأجهزة الأمن الإسرائيلية للتعامل مع إمكانية هروب السجناء بمثل الطريقة المذكورة (حفر الأنفاق) .

٦ - ممكن أن السلطات الإسرائيلية اختلقت الرواية أو سمحت بحدوثها لأهداف استراتيجية أبعد من عملية الهروب لتبرير ما  ستقوم به لاحقاً من اجتياح لمناطق السلطة الفلسطينية بحجة البحث عن السجناء الفارين من أجل تحقيق أهداف أمنية وسياسية هامة من وراء ذلك .

ما يقطع الشك باليقين بهذا الموضوع هو ظهور واحد من هؤلاء السجناء أو أكثر في الأيام أو الأشهر أو السنوات القادمة على قيد الحياة في أي مكان من هذا العالم....عند ذلك ننصت ونسمع ما يقول عن ذلك الهروب الأسطوري....

أسأل الله تعالى السلامة لهؤلاء السجناء ولجميع السجناء الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني....
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك....
اللهم وانصر عبادك المؤمنين المظلومين فوق كل أرض وتحت كل سماء....