السبت 27 نيسان 2024

اطفال فلسطين يناجون الخالق..

بقلم
 فاطمة شهابي

نحنُ الغثاءُ يا رسولَ اللَّه؛
ننظر الوجعَ والنزيفَ من خلف الشاشات فنغضب غضباً نغيِّر به بروفايلاتنا، ونتفاعلُ به مع كلِّ منشورٍ يحمل وسم #غزة
نحن الذين لو رأيت تظاهراتِنا في أنحاء الأرض لعجبت: كيف يمكن للمليار أن يكون صفراً!!!
نحن الماهرون في إلقاءِ عبءِ أمةٍ بحالها على عاتقِ النفرِ القليلِ من غزة، عبءٌ تحمله أمومتُها التي ما أفجعها رحيل أبنائِها بقدر رحيلهم جوعى، يحمله رجالُها جنازاتٍ على أكتافٍ هم عليها غداً أو بعد غد، تحمله طفولتُها اليتيمةُ مجهشةً بالبكاء على أعتابِ خرابٍ كان في الأمس بيتاً، فترفع كفيها الصغيرتينِ إلى السَّماء ب"يا رب" حيلتُها الوحيدة.
نحن الرَّاكنين إلى الوَهَن، الماسحين دموعَنا التي لا نملك أمام كلِّ هذا الوداع غيرَها.
نحن المتفرجينَ الذين سوَّد الذلُّ وجوهَنا، المتفاجئين دوماً بخذلانِ الحكومات، كيف ينتظرُ عاقلٌ أن ينصرَ قاتلَ أخيه أخاه الآخر.
نحن الذين لسنا من قلَّةٍ يا رسول اللَّه ولكنَّا لم ندرك بعد كيف أن الصرخاتِ في معرض السلاح مبحوحة، وأن الكلمات قماشٌ بالٍ لا يصلح حتى كفناً لشهداء غزة.
نحن محطةُ العارِ في مسيرة هذا الدين، نحن هم الغثاءُ يا رسولَ اللَّه.