الإثنين 13 أيار 2024

اجعل من رأيك صوتا للمستقبل

اجعل من رأيك صوتا للمستقبل
بسام صالح
توقفت العملية الديموقراطية الفلسطينية تحت الاحتلال منذ الانقلاب الاسود الذي قامت به حماس ضد الشرعية الفلسطينية، والمقصود بالديموقراطية الانتخابات العامة التشريعي والرئاسة، وفشلت كافة الجهود الفلسطينية والعربية والاقليمية والدولية في محاولاتها لانهاء الانقسام الناتج عن الانقلاب باجراء المصالحة بين فتح وحماس، وربما ساهمت تلك المحاولات بترسيخ الانقلاب والانقسام خدمة لاجندات خارجية مرتبطة، تهدف ضرب المشروع الوطني التحرري. ومع ان حماس هي من قامت بالانقلاب والحسم العسكري ضد الشرعية الوطنية الفلسطينية، ولم يكن انقلابا على حركة فتح. وهذا لا يعني ان فتح غير معنية بما حدث في القطاع الحبيب، فهي تشكل الفصيل الاكبر والعمود الفقري لمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية ولذلك تحملت مسؤولياتها كاملة وبذلت جل جهدها لانهاء هذا الوضع الماساوي الاسود في تاريخ شعبنا، وعملت لوحدها في غياب فصائل منظمة التحرير الرئيسية التي ادارت ظهرها وفقدت دورها عندما حملت المسؤولية "لطرفي الصراع" فتح وحماس، ولم تتخذ موقفا واضحا يحدد مسؤولية من قام بالانقلاب ، لاسباب اقل ما يقال عنها مصالح حزبية ضيقة. وبقي الانقلاب وتداعياته تنهك القضية الفلسطينية وتعيدها الى الوراء، ضمن مشهد عربي واقليمي ودولي تميز بالنزاعات الداخلية العربية والاقليمية ومحاولات التدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني، وانحياز وتفرد امريكي بكل وقاحته قبل وخلال فترة ادارة ترامب، لصالح الكيان بقيادة اليمين المتطرف الديني الفاشي . واصبح الراي السائد هو المحافظة على وجودنا كشعب وقضية، الى ان تمر هذه العواصف، مع استمرار وتصعيد العمل في المقاومة الشعبية السلمية والعمل الدبلوماسي، لنرفع راسنا من جديد، لاستعادة المبادرة الفلسطينية بالعمل لاستعادة العملية الديموقراطية واجراء الانتخابات، تمهيدا لانهاء الانقسام ،التي اصبحت استحقاقا و مطلبا شعبيا و وطنيا، قبل ان تزداد عمليات الابتزاز الاوروبي والعربي، وبدأت الاستعدادت بعد صدور المرسوم الرئاسي باجراء الانتخابات بالتوالي المجلس التشريعي، الرئاسة، المجلس الوطني الفلسطيني حيث امكن او بالتوافق.
الانتخابات هي حق للمواطن كفلته الانظمة السياسية الديموقراطية، بان يترشح وان يدلي بصوته وينتخب من سيقوم بالتشريع وسن القوانين في الدولة، ويراقب ويحاسب السلطة التنفيذية. تتنافس الاحزاب والقوى السياسية لكسب تاييد اكبر عدد ممكن من المواطنين للوصول الى البرلمان، وتقوم بوضع برنامجها الانتخابي اي ماذا ستفعل ان وصلت للبرلمان او شاركت في الحكم، وفي غالبية الدول يرفق مع البرنامج قائمة باسماء المرشحين، يتم اخيارها او التوافق عليها ضمن الاطر الحزبية ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والكفاءة التي اثبتوها بالممارسة اليومية بين الجماهير ويحظون بثقتها، وهناك من يقوم باجراء انتخابات داخلية (برايمرز) قبل تقديم القائمة المرشحة، الى الدائرة الوطنية المختصة بالانتخابات. المشاركون في القائمة اذا كانت تلك الاحزاب مشاركة سابقا في العملية الانتخابية، وفي حالة وجود حزب او قوة سياسية جديدة عليها جمع عدد معين التواقيع محدد بالقانون يسمح لها بتقديم قائمتها للانتخابات. وهذه عملية ينظمها قانون البلد المعني.
ونحن امام الانتخابات الفلسطينية، ولم يبق سوى ثلاثة اشهر، يحق لنا ان نتساءل، ما هي البرامج التي ستتقدم بها الفصائل الفلسطينية، وهل هي برامج مطلبية تلبي احتياجات المواطن؟ ام هي برامج سياسية، تعتمد وتنطلق من اننا مازلنا شعب تحت الاحتلال، وما زلنا في مرحلة التحرر الوطني ؟ وما هو برنامج التحرر الوطني هل هو بالتفاوض ام بالمقاومة بكل اشكالها؟ وان جمعت البرامج بين الاثنين فهل سيطغى المطلبي على السياسي ام العكس ضمن ما هو شائع بدنا نعيش؟ اسئلة وقلق تسيطر على عقولنا في الخارج، وتبحث عن اجوبة، هل قامت الفصائل الفلسطينية بعمل دراسة علمية واقعية لما بعد انتخابات التشريعي؟ في حالة فوز فتح هل ستسلم حماس غزة والعكس ان فازت حماس هل ستسلم فتح الضفة؟ هل تكفي الضمانات التي قدمت من اطراف متنوعة خارجية؟ وما شكل الحكومة القادمة؟ وعلاقاتها مع كيان الاحتلال؟ هل ستكون هناك قائمة مشتركة بين اطراف اليسار الفلسطيني؟ ام منفردة ومغامرة عدم الحصول على نسبة الحسم؟ ام ستفتح فتح او حماس قائمتها لتشمل البعض منهم؟ هل ستكون هناك محاصصة بقائمة مشتركة بين فتح وحماس؟ و تشمل تنظيمات اخرى صغيرة؟ وانقل ما نشره احد الاصدقاء محذرا من هكذا قائمة بين فتح وحماس :" لو كنت امينا عاما لاي حزب فلسطيني، مستحيل اعمل وحده مع فتح ومستحيل ادخل معها باي شراكه، لسبب بسيط فتح فكرها مرن وصلب ولزج وسائل وغاز، فتح تتشكل وتتلون بمحيطها الفلسطيني والعربي والدولي بحرفيه تفوق الاخطبوط فتح كالثقب الاسود ممكن تبتلع اي شريك. حماس بنت ليل وكل شغلها في الظلام وخلف الكواليس ان ظهرت للجماهير بالنهار ستحترق، وان صارحت الجماهير ستقزم ، المصالحه والشراكه بين فتح وحماس سيرفع الغطاء عن كل عورات حماس المخفيه. العلن يفضح حماس والشراكه تحجم حماس والوحده ستعبث بكل مكوناتها الداخليه". انا اتمنى ان تنجح خطوات انهاء الانقلاب الاسود".
وماذا عن انتخابات الرئاسة، هل نحن بصدد انتخاب رئيس السلطة ام رئيس دولة فلسطين حسب القرارات الاخيرة؟ انتخاب رئيس السلطة فقط للفلسطينين المسجلين والمقيمين على ارض الوطن، كما المجلس التشريعي، وهذا لا خلاف عليه. ولكن انتخاب رئيس دولة فلسطين فهو حق لكل فلسطيني في الداخل كما في بقاع الشتات، فهل تم الاستعداد والتحضير لذلك؟ وهو ايضا ما يخص المجلس الوطني الفلسطيني. فلماذا لا يفتح باب التسجيل للانتخابات، للفلسطينيين في الخارج عن طريق السفارات الفلسطينية وبمساعدة الجاليات والمنظمات الفلسطينية المتواجدة، في معظم بلدان العالم، وعمل قاعدة بيانات بعدد الفلسطينيين في الشتات تكون اساس يمارس فيه الفلسطيني حقه في الترشيح والانتخاب، سواء للرئاسة او استكمال المجلس الوطني الفلسطيني بحكم ان اعضاء المجلس التشريعي هم اعضاء في المجلس الوطني، بذلك تكتمل ديموقراطيتنا الفلسطينية، ولا يستطيع ايا كان ان يشكك بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا.
الوقت كالسيف ان لم تقتله قتلك. امامنا اشهر قليلة هي ايام في حسابات التخطيط والبرمجة، علينا استغلالها بكل طاقاتنا لحماية قضيتنا ومشروعنا الوطني التحرري، الذي قدم شعبنا من اجله الشهداء والاسرى والجرحى، فداء لفلسطين الوطن التي لن نقبل عنها بديلا.
نعم نريدها انتخابات حرة ونزيهة، توصلنا الى انهاء الانقلاب الاسود ومخرجاته، وتعيد غزة لحضن الشرعية الوطنية، متحدين للاستمرار بمشروعنا الوطني التحرري حتى النصر.