السبت 18 أيار 2024

ما هي الأسباب التي تجعل البشر يتبادلون القبلات؟



تقبيل الشفاه لا يمارسه جميع البشر كما يعتقد البعض، فهناك عدد متنوع ومختلف من الطرق التي يُقبل بها البشر بعضهم بعضا، فكيف بدأت هذه الممارسة؟

أشارت دراسة أجريت على 168 ثقافة مختلفة في جميع أنحاء العالم أن أقل من نصف المجتمعات يُقبل فيها الناس شفاه بعضهم بعضا.

ووجد ويليام جانكوياك، أستاذ علم الإنسان في جامعة نيفادا لاس فيغاس، أن 46 في المئة فقط يستخدمون تقبيل الشفاه بالمعنى الرومانسي، بعيدا عن أشياء أخرى مثل تقبيل الآباء للأطفال أو التحية.

وتنبثق نظريتان عن سبب حاجة البشر إلى التقبيل من فكرة أننا كأطفال نمتلك رغبة فطرية في لمس الشفاه وتحسس الأشياء عبر الشفتين. ففي النظرية الأولى، قد نربط بين لمس الشفاه والرضاعة الطبيعية، وهذا الأمر فطري في كل شخص.

وهناك نظرية أخرى تشير إلى أن الأمر يعود إلى ما يسمى بـ "مضغ الطعام ونقله عبر الفم"، فربما كانت أمهات أسلافنا القدامى يمضغن الطعام أولا وينقلنه إلى أفواهنا مباشرة خلال سنوات تكويننا الأولى.

لماذا يُقبل البشر؟

يقول جانكوياك: "لكنني أعتقد أن السبب وراء وجود التقبيل عالميا، أو عدم وجوده، هو أن الناس يمكن أن يشبعوا شهوتهم بعدة طرق أخرى غير التقبيل فقط".

فهذه الثقافات التي لا تُقبل الشفاه تجد طرقًا أخرى لتكون حميمية، كما تقول الكاتبة المتخصصة في الشؤون العلمية شيريل كيرشينباوم.

وتضيف: "هناك قبلة الملايو التي وصفها داروين، إذ كانت النساء يجلسن على الأرض والرجال يصعدون فوقهم بطريقة ما ويستنشقون رائحة بعضهم بعضا بسرعة".

وفي جزر تروبرياند، قبالة الساحل الشرقي لبابوا غينيا الجديدة، يُقبل العشاق بعضهم البعض بالجلوس وجهًا لوجه وعض رموش بعضهم بعضا.

تقول كيرشنباوم: "قد لا يبدو هذا رومانسيا بالنسبة للكثيرين منا اليوم، لكنه يفي بالغرض بالنسبة لهم".

فالمهم في تقبيل الشفاه وأنواع التقبيل الأخرى هو تبادل معلومات وثيقة وحميمة بيننا.

كما أن التقبيل عن طريق الضغط على شفاهنا هو سلوك بشري فريد تقريبًا. وإذا كان للتقبيل غرض تطوري، فلماذا لا نرى المزيد من الحيوانات تقبل بعضها بعضا؟

أجابت ميليسا هوغنبوم على هذا السؤال لبي بي سي في عام 2015، عندما أشارت إلى أن أحد الأسباب التي ربما تجعلنا نقترب من وجه شريكنا هو الرغبة في تنفس روح الطرف الآخر على نحو متبادل.

ويمكن للرائحة أن تكشف عن جميع أنواع المعلومات المفيدة: النظام الغذائي، والمعاناة من المرض، والحالة المزاجية، على سبيل المثال لا الحصر. وتمتلك العديد من الحيوانات حواس شم أكثر تطوراً بكثير مما لدينا، لذلك ليس من الضروري أن تكون قريبة من بعضها بعضا لدرجة تلامس الشفاه.