الإثنين 6 أيار 2024

قد نصاب بالهذيان وفقدان الذاكرة المؤقت.. ماذا يفعل التخدير بأدمغتنا وأجسادنا؟


النهار الاخبارية - وكالات 

لا بد أنكم شاهدتم مسبقاً مقاطع فيديو طريفة لأناس استيقظوا للتوّ من التخدير وبدأوا بمشاركة قصص غريبة مع من حولهم، أو تصرفوا وكأنهم فاقدين للذاكرة بشكل مؤقت. يعتبر الهذيان من الأعراض الطبيعية التي قد يواجهها المريض بعد الاستيقاظ من التخدير، فلماذا يصاب المرضى بهذه الحالة؟ وماذا يفعل التخدير بالضبط بأدمغتنا وأجسادنا؟ 

أنواع التخدير وآثاره الجانبية 
تختلف الآثار الجانبية للتخدير من شخص لآخر، كما تختلف حسب نوع التخدير ومدى خطورة العملية الجراحية. 

هناك أربعة أنواع رئيسية من التخدير المستخدمة أثناء الإجراءات الطبية، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

التخدير العام
يتسبب التخدير العام في فقدان الوعي؛ هذا النوع من التخدير، على الرغم من كونه آمنًا للغاية فإنه النوع الأكثر احتمالية للتسبب في آثار جانبية. إذا كنت تخضع للتخدير العام، فيجب أن يراقب طبيب التخدير حالتك أثناء وبعد العملية الجراحية لمعالجة أي آثار جانبية ومراقبة احتمالية حدوث مضاعفات أكثر خطورة.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للتخدير العام ما يلي:

الغثيان والقيء: يمكن أن يحدث هذا التأثير الجانبي الشائع جداً في غضون الساعات أو الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة، ويمكن أن يحدث بسبب عدد من العوامل، مثل الدواء والحركة ونوع الجراحة.
التهاب الحلق: يمكن للأنبوب الذي يوضع في حلقك لمساعدتك على التنفس أثناء فاقد الوعي أن يصيبك بالتهاب الحلق بعد إزالته.
هذيان ما بعد الجراحة: يعد الارتباك عند استعادة الوعي بعد الجراحة أمراً شائعاً، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص – وخاصة المرضى الأكبر سنًا – يمكن أن يحدث الارتباك ويختفي لمدة أسبوع تقريباً. قد يشعر المريض بالارتباك ويواجه مشاكل في التذكر أو التركيز. يمكن أن يتفاقم هذا الأمر إذا بقي في المستشفى لبضعة أيام بعد العملية خاصة في العناية المركزة، إذ تزداد احتمالية الارتباك الذهني مع تواجد المريض  في مكان غير مألوف بالنسبة له. لكن يساعد وجود شخص عزيز إلى جانب المريض على تجاوز هذا الأمر. 
آلام العضلات: وتسببها الأدوية المستخدمة لإرخاء العضلات بحيث يمكن إدخال أنبوب التنفس.
الحكة: وهي أحد الآثار الجانبية الشائعة لأدوية التخدير، وهي أحد أنواع مسكنات الألم التي تستخدم أحياناً مع التخدير العام.
قشعريرة وارتعاش (انخفاض حرارة الجسم): يحدث هذا لدى ما يصل إلى نصف المرضى حين يستعيدون وعيهم بعد الجراحة، وقد يكون مرتبطاً بدرجة حرارة الجسم.
في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب التخدير العام في حدوث مضاعفات أكثر خطورة، بما في ذلك:

الهذيان بعد الجراحة أو الخلل الإدراكي: في بعض الحالات، يمكن أن يستمر الارتباك وفقدان الذاكرة لفترة أطول من بضع ساعات أو أيام. 
يمكن أن تؤدي حالة تسمى الخلل المعرفي بعد الجراحة إلى مشاكل في الذاكرة والتعلم على المدى الطويل لدى بعض المرضى. إنه أكثر شيوعاً عند كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مثل أمراض القلب (خاصة قصور القلب الاحتقاني) أو مرض باركنسون أو مرض الزهايمر. 
الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية في الماضي هم أيضاً أكثر عرضة للخطر. من المهم إخبار طبيب التخدير إذا كان لديك أي من هذه الحالات.
ارتفاع الحرارة الخبيث: يرث بعض الأشخاص هذا التفاعل الخطير والمميت للتخدير الذي يمكن أن يحدث أثناء الجراحة؛ ما يسبب حمى سريعة وتقلصات في العضلات. إذا تعرضت أنت أو أحد أفراد أسرتك لضربة شمس أو عانيت من ارتفاع حرارة خبيث أثناء عملية جراحية سابقة، فتأكد من إخبار طبيب التخدير.
التخدير الوريدي 
في بعض العمليات الجراحية، قد يتلقى المريض أدوية تشعر بالنعاس وتمنع من الشعور بالألم. هناك مستويات مختلفة من التخدير في هذه الحالة – يشعر بعض المرضى بالنعاس، لكنهم مستيقظون ويمكنهم التحدث؛ في حين ينام آخرون ولا يتذكرون ما حدث أثناء العملية. 

الآثار الجانبية المحتملة للتخدير الوريدي أبسط من آثار التخدير العام وعادة ما تزول هذه الآثار الجانبية بسرعة؛ نظراً لاختلاف مستويات التخدير، فمن المهم أن تخض
ع للمراقبة أثناء الجراحة للتأكد من عدم تعرضك لمضاعفات. وتشمل هذه الآثار: 
الصداع: يمكن أن يحدث هذا بعد أيام قليلة من الإجراء إذا تسرب بعض السائل النخاعي عند وضع التخدير الموضعي عبر العمود الفقري، كما هو الحال في التخدير فوق الجافية أو إحصار العمود الفقري للولادة.
ألم بسيط في الظهر: يمكن أن يحدث التقرح في مكان إدخال الإبرة في الظهر.
صعوبة التبول: إذا كنت مخدراً من الخصر إلى الأسفل، فقد يكون من الصعب التبول لفترة قصيرة بعد الإجراء.
ورم دموي: يمكن أن يحدث نزيف تحت الجلد حيث يتم حقن المخدر.
هناك مضاعفات أكثر خطورة، ولكنها نادرة وتشمل ما يلي:

استرواح الصدر: عندما يتم حقن التخدير بالقرب من الرئتين، قد تدخل الإبرة عن طريق الخطأ إلى الرئة. قد يتسبب هذا في انهيار الرئة ويتطلب إدخال أنبوب صدري لإعادة تضخيم الرئة.
تلف الأعصاب: على الرغم من ندرته الشديدة، يمكن أن يحدث تلف في الأعصاب، ما يتسبب في ألم مؤقت أو دائم.
التخدير الموضعي
هذا هو نوع التخدير الأقل احتمالية للتسبب في آثار جانبية، وأي آثار جانبية تحدث عادة ما تكون طفيفة. 

يكون التخدير الموضعي عادةً عبارة عن حقنة لمرة واحدة من دواء يخدر جزءاً صغيراً فقط من جسمك حين تخضع لإجراءات طبية مثل خزعة الجلد. 

قد يكون مؤلماً وقد تعاني من الحكة في مكان حقن الدواء. إذا كان لديك هذا النوع من رد الفعل تجاه التخدير الموضعي في الماضي، فتأكد من إخبار طبيبك. قد يتم إعطاؤك نوعاً مختلفاً من التخدير أو دواء لمواجهة الآثار الجانبية.