الثلاثاء 7 أيار 2024

رحيل الناقد ومؤرّخٌ الفن التشكيلي سيزار نمور



نعت وزارة الثقافة الناقد ومؤرّخٌ الفن التشكيلي سيزار نمور الذي شكل رحيله خسارة مؤلمة للساحة   الثقافية في لبنان، هو الذي ساهم على امتداد أكثر من نصف قرن بأعماله النحتية وكتاباته النقدية ومؤلفاته عن الفن التشكيلي اللبناني ومساهماته الفنية المختلفة بإغناء الواقع الفني والثقافي.
يغادرنا اليوم مؤسس متحف "مقام” في عاليتا جبيل، الذي اراده معرضا دائما للفن المعاصر يخلد في جنباته الاعمال الفنية الفريدة والمتميزة وذكراه لا ريب ستبقى خالدة في أذهان اللبنانيين.
شكّل رحيل الناقد ومؤرخ الفن التشكيلي سيزار نمّور خسارة مؤلمة للساحة الثقافية. هو الذي ساهم على امتداد أكثر من نصف قرن بأعماله النحتية وكتاباته النقدية ومؤلفاته عن الفن التشكيلي اللبناني ومساهماته الفنية المختلفة، بإغناء الواقعَين الفني والثقافي.

وهب الراحل حياته كلها للفن، غادرنا يوم الجمعة بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً فنياً كبيراً، فهو مؤسس ومدير متحف الفن الحديث "مقام"، في عاليتا- جبيل، المعرض الدائم للفنّ المعاصرالذي يمثّل "بانوراما النحت في لبنان". تمكن نمّور من جمع 400 قطعة نحتية فيه لـ70 فناناً من كبار الفنانين اللبنانيين. وفي المتحف أيضاً مكتبة تحوي مخطوطات وكتباً ومجلدات ومحفوظات تكنز تفاصيل عن الحياة التشكيلية اللبنانية. ويضم أيضاً منحوتات من الخشب والمعدن والبرونز والحديد وقطع سيراميك، بالاضافة الى تنظيمه معارض موسمية باستمرار، تبعاً لعناوين، غالباً ما تماشي حاجات الناس، وانشغالاتهم الفكرية. كذلك، يلعب التنوير الفني والتوعية والاهتمام بتلامذة المدارس ومساعدة طلاب كليات الفنون ومساندتهم، جزءاً أساسياً من عمل "مقام".

بذل الراحل جهوداً جبارة في خدمة الفن وافتتح "غاليري كونتانت" في بيروت عام 1972 مع شركاء آخرين، ثم "غاليري لو سيميز" في زوق مصبح في العام 1987. شارك في تأسيس جمعية الفن المعاصر عام 1997 والجمعية اللبنانية للنقاد التشكيليين عام 1998 ومهرجان الكتاب الفني في العام 2009 ومكتبة "ريكتوفيرسو" بشارع مونو في بيروت كمكتبة مرجعية عن الفن اللبناني عام 2010 وسوق الكتاب الشهري مقابل المكتبة عام 2013.

خلّف نمّور ما يقارب 25 كتاباً عن الفن التشكيلي اللبناني، باكورتها اثنان باللغة العربية؛ الأوّل مجموع مقالاته عن النحت في لبنان والمعارض في باريس، والثاني عن الرسم أمام اللوحة وقد استكمله بمقالات النحت في لبنان. وكان الصديق والداعم لجمعية الفنانين ما أثمر تعاوناً في الكثير من النشاطات الفنية، كان آخرها معرض فن "الكولاج" الذي كان مقرراً إقامته في العام 2020، وتم تأجيله بسبب "كورونا". كما شارك في معظم لجان التحكيم في نشاطات الجمعية وحاضر في الفن التشكيلي مرات عدة على منابرها، فضلاً عن مشاركته في الجوائز التي قدمتها الجمعية من خلال منح جائزة متحف "مقام" أكثر من مرة.