الجمعة 17 أيار 2024

قتل وخطف وجرائم أخرى.. كيف أصبحت منصات التواصل طريقا للسجن؟


النهار الاخبارية - وكالات 
قادت الرغبة في الشهرة وتحقيق الأرباح من منصات التواصل الاجتماعي إلى جرائم وصلت لحد القتل، بينما أكد متخصصان لموقع "سكاي نيوز عربية" أن السبب فقر الإبداع ومحاولة تحقيق البطولات المفقودة في الواقع، وأن مواجهة هذه الظاهرة نتطلب تضافر الجهود بين مؤسسات المجتمع.

خلال الأسبوع الحالي، ألقت الشرطة في مصر القبض على سيدة بمنطقة البساتين في القاهرة، بعدما ظهرت في فيديو على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا، تدعي فيه تعرضها لمحاولة خطف على يد لاجئين بالبلاد، لكن تبين زيف روايتها واعترفت بأنها فعلت ذلك من أجل الشهرة وتحقيق الأرباح.

وفي باكستان، تبحث الشرطة حاليا عن فتاة أطلقت النار على شقيقتها وقتلتها على الفور، خلال تشاجرهما أثناء تصوير مقطع فيديو على منصة "تيك توك".

وخلال السنوات الماضية، ألقي القبض على العديد من الأشخاص بسبب ظهورهم في مشاهد أو قيامهم بأفعال على منصات التواصل الاجتماعي يصنفها القانون على أنها جرائم، ولا يزال الكثير منهم يقضي عقوبة السجن.

زوال الفوارق

أستاذة علم الاجتماع في جامعة الزقازيق المصرية هدى زكريا، قالت لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأزمة بدأت أولا بأن الفوارق بين العام والخاص ذابت على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت أسرار المنازل متاحة ومفضوحة على البث المباشر من أجل التربح المادي".

وتابعت: "المسألة امتدت لذوبان الفروق بين الفعل الطبيعي والفعل الذي يصنف كجريمة، لذلك نجد الكثيرين يأتون بأفعال على أنها طبيعية ويصورونها وينشرونها على منصات التواصل، ثم يفاجأون بأنها جرائم تصل بهم للسجن".

وحسب الأكاديمية المصرية، فقد "رأينا خلال السنوات الماضية الكثير من الشباب والفتيات الذين زجت بهم أفعالهم على منصات التواصل الاجتماعي إلى السجن".

وأكدت أن "هناك عاملا مهما أيضا، هو أن كل من يفتقد البطولة في حياته الطبيعية يسعى لتحقيقها على منصات التواصل، كأن يلجأ لإشهار السلاح أو أي أفعال مجرّمة أخرى".

ونوهت زكريا إلى أن "كل ذلك يمثل إنذارا بخطورة كبيرة على المجتمع ويجب الاستعداد له في الأسرة والمدرسة والإعلام وشتى الوسائل، عبر خلق مساحات ثقافية واجتماعية وتربوية تشغل حيزا كبيرا من حياة الشباب والمراهقين خصوصا، حتى لا يتم تركهم فريسة لمنصات التواصل وما يحدث فيها".

وأشارت إلى أن ضرورة تشديد العقوبات على الجرائم التي ترتكب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إذ "يمثل ذلك سلاحا رادعا أيضا لمواجهة هذه الظاهرة المهددة للمجتمع".