الأحد 28 نيسان 2024

“ضرب أولمبياد باريس”! سكان العاصمة الفرنسية متذمرون من احتضان مدينتهم للألعاب الأولمبية

النهار الاخبارية - وكالات 

بينما يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستغلال استضافة الألعاب الأولمبية باريس 2024 للتسويق لعاصمة الأنوار، قالت صحيفة The Times البريطانية إن العديد من الباريسيين يستقبلون ذلك بلا مبالاة، بل وبعداء صريح في بعض الأحيان، حتى إنهم صاغوا عبارة لذلك: "ضرب أولمبياد باريس" التي تنطلق في شهر يوليو/تموز المقبل.

صحيفة "التايمز" قالت، في تقرير لها الأحد 17 مارس/آذار 2024، إن لدى الفرنسيين، الحاصلين على ميداليات ذهبية في فن التذمر، الكثير مما يغذي استياءهم: مضاعفة مؤقتة في أسعار السفر بالمترو، وإغلاق أجزاء كاملة من المدينة أمام حركة المرور، ونظام محير -ومتغير باستمرار- على ما يبدو لشراء التذاكر.

إضرابات تُهدد الألعاب الأولمبية باريس 2024
الصحيفة البريطانية أشارت في تقريرها إلى تحذيرات الكونفدرالية العامة للشغل، أكبر اتحاد نقابي في فرنسا، والتي قالت إنها ستقدم إخطارات بشأن إضرابات في القطاع العام خلال المنافسات الألعاب الأولمبية باريس 2024 ما لم يحصل أعضاؤها على مكافآت كبيرة وامتيازات أخرى. 

حيث قالت سوريا زيدلخيل، خبيرة الاتصالات الرياضية التي شاركت في الألعاب الأولمبية منذ أثينا عام 2004: "كان الأمر هكذا دائماً قبل بدء الدورة الأولمبية، كل هذا الحديث عن المشاكل التنظيمية والميزانيات، إنه حدث ضخم يخاف منه الناس". وأضافت: "ولكن كل هذا يُنسَى بمجرد أن تبدأ المنافسات فعلياً، لأنه بمجرد أن يشهد الناس الألعاب، يعرفون أنها شيء استثنائي". 

مع ذلك، تقول زيديلخيل، العضوة السابقة في اللجنة الأولمبية الفرنسية، والتي عملت في تقديم عرض باريس لاستضافة الأولمبياد، إنه ليس هناك شك أيضاً في أن "المناخ الاجتماعي" في البلاد أصبح الآن أكثر سلبية بكثير مما كان عليه في سبتمبر/أيلول 2017، بعد خمسة أشهر فقط من أول انتخابات لماكرون رئيساً لفرنسا، عندما تأكَّد بالفعل استضافة المدينة لدورة الألعاب هذا العام.

أزمات متتالية تؤثر على الباريسيين
فقد غذَّت الأزمات المتوالية هذا الشعور بالضيق: أعقبت احتجاجات السترات الصفراء إضرابات في وسائل النقل ثم احتجاجات معاشات التقاعد، والعمليات الإرهابية، وكوفيد، والحرب في أوكرانيا، وأزمة تكلفة المعيشة. 

من المُتوقَّع أن يشكل الزوار الأجانب ما بين 13 إلى 15% فقط من إجمالي 11 مليون شخص ينزلون إلى المدينة خلال الأسبوعين الأولمبيين. 

كما أنه من المُتوقَّع ألا تتجاوز معدلات إشغال الفنادق خلال أسبوعين من الألعاب الأولمبية باريس 2024، 80%، وهو ليس أكثر بكثير مما هو الحال عادةً خلال فصل الصيف في واحدة من أكثر مدن العالم استقبالاً للزيارات. 

مع ذلك، يمكن أن تصل أسعار الفنادق إلى ضعف المعتاد –بمتوسط 500 يورو تقريباً في الليلة– ولكنها يمكن أن تنخفض مع اقتراب حفل الافتتاح.

وعد المنظمون بأن تكون هذه الألعاب "الأكثر خضرة في التاريخ"، وهو أمر لا يفيد البيئة فحسب، بل سيعمل أيضاً على خفض التكاليف ويعني عدداً أقل من مواقع البناء الأولمبية الجديدة -وتجنب الذعر بشأن الملاعب غير المكتملة والذي كان حاداً في الفترة التي سبقت انعقاد أولمبياد أثينا 2004، ثم في ريو دي جانيرو بعد ذلك بـ12 عاماً في عام 2016. 

وقد حُدِّدَت الميزانية بمبلغ 4.4 مليار يورو، رغم أنها ترتفع إلى إجمالي 8.8 مليار يورو بمجرد تضمين البنية التحتية.

بينما يهدف حفل الافتتاح إلى إبراز باريس نفسها، النجم الحقيقي للأولمبياد، بعرضٍ مذهل مدته ثلاث ساعات ونصف الساعة يشارك فيه 10,500 رياضي على متن 160 قارباً على طول مسافة 3.7 ميل على امتداد نهر السين.