الثلاثاء 7 أيار 2024

عودة الحياة تدريجيا إلى غزة بعد 5 أيام من التصعيد الإسرائيلي



النهار الاخباريه  غزه

عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في قطاع غزة، الأحد، بعد خمسة أيام من تصعيد عسكري إسرائيلي أسفر عن مقتل 33 فلسطينيا وإصابة 190 آخرين بجراح، وأضرار كبيرة في المنشآت المدنية والاقتصادية والزراعية.

وتستمر حالة الهدوء الحذر في القطاع، بعد مرور ليلة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية
وأممية، حيز التنفيذ.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، شهدت شوارع ومدن القطاع التي خلت بشكل شبه كامل من السكان والمركبات خلال الايام الخمسة الماضية، حركة نشطة.

وبعد 5 أيام من الإغلاق، فتحت المحال التجارية والمنشآت الاقتصادية وبعض المؤسسات الأهلية والخاصة والحكومية أبوابها مُجددا لاستقبال الزبائن والمُراجعين، فيما ستعود المؤسسات التعليمية إلى العمل يوم غد الإثنين.
وفي السياق، تفقد مواطنون منازلهم التي هُدمت بشكل كامل أو تضررت بشكل جزئي، وانتشلوا من بين الركام ما يصلح إعادة تأهيله أو عدد من المقتنيات الصغيرة التي تمثل لهم بعض الذكريات.

وعلى مدار الأيام الخمسة الماضية، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مئات الغارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و6 من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي".

في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة رشقات صاروخية صوب مدن وبلدات إسرائيلية من بينها تل أبيب والقدس.

**خسائر وأضرار

ألحقت العملية العسكرية على غزة أضرارا في المنشآت السكنية، حيث دمرت المقاتلات الحربية نحو 20 مبنى سكنيا بشكل كلي، فضلا عن تضرر 940 وحدة سكنية منها 49 وحدة غير صالحة للسكن.
وبحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي (تديره حماس) بغزة، السبت، فإن القيمة الأولية التقديرية للخسائر في قطاع الإسكان جراء العدوان بلغت قرابة 5 ملايين دولار، أما خسار القطاع الزراعي فقد تجاوزت 3 ملايين دولار.

بدورها، قالت وزارة الاقتصاد الوطني (تديرها حماس)، الأحد، إن الخسائر الأولية لكل يوم خلال التصعيد الإسرائيلي بلغت نحو 10 ملايين دولار نتيجة تعطل العملية الانتاجية.
وقال مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني أسامة نوفل، في بيان: "طواقم حصر الأضرار بدأت منذ صباح اليوم بمهامها الميدانية، والخسائر الأولية شملت قطاعات الإنتاج والتصدير والاستيراد والعمال والمحال التجارية الذين تعطلت اعمالهم نتيجة العدوان".

فتح المعابر

وصباح الأحد، فتحت إسرائيل بصورة تدريجية وجزئية، معبر كرم أبو سالم (جنوب) المخصص لإدخال البضائع ومعبر بيت حانون "إيرز" (شمال) المخصص لمرور الأفراد، بعد إغلاقهما بشكل كامل مع بدء عمليتها العسكرية.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، غسان عليان، في بيان على صحفته بموقع فيس بوك: "نعلن عن فتح معبري إيرز وكرم أبو سالم بصورة جزئية وتدريجية وكذلك إعادة فتح المجال البحري بدءا من صباح الأحد".

وأفاد بأن "فتح المعبرين بشكل كامل سيتم وفقا لتقييم الوضع".
وخلال فترة التصعيد، توقفت عملية الاستيراد والتصدير وإدخال الوقود إلى قطاع غزة الأمر الذي هدد استمرارية عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وألقى بظلاله السلبية على عمل القطاعات الحيوية.

حيث سبق وأن حذرت سلطة الطاقة في غزة، السبت، من كارثة إنسانية" نتيجة عدم تزويد محطة توليد الكهرباء بالوقود بسبب إغلاق المعبر.
كما فقد أكثر من 3500 صياد فلسطيني، خلال أيام التصعيد، مصدر رزقهم جراء العملية العسكرية، إلا أنهم بدأوا اليوم بترتيب أمورهم للعودة إلى العمل مع إعادة فتح المجال البحري.

وبالعادة تسمح إسرائيل للصيادين بالعمل ضمن منطقة بحرية تصل إلى 6 أميال شمالي القطاع، و15 جنوبا.

وفي وقت سابق الأحد، ثمّنت حركة "حماس" الفلسطينية، الجهود المصرية للتوصل ورعاية وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت، في بيان: "كما نشكر قطر والأمم المتحدة على ما بذلوه من جهود مساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار".