الجمعة 19 نيسان 2024

تقارير وتحقيقات

واقع الطفل الفلسطيني تحت الاحتلال


النهار الاخباريه - احمد عثمان
دمع ودماء وجراح وآلام..... كلمات تلخص حياة الطفل الفلسطيني الذي مازال يعاني من ممارسات الإرهاب الإسرائيلي منذ أكثر من 
اربعه وسبعين عاما عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنه استطاع أن يصبح رقما صعبا في معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية في وجه قوة محتلة خلال القرن العشرين. هذا الطفل الذي عاش وولد في الخيام، ولم يتعود على الشبع، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة وشاهد منزله الصغير تهدمه جرافة الاحتلال، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل مازال يملك الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم، مازال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر أطفال العالم
انتهج الكيان  الإسرائيلي سياسة استهداف الطفل الفلسطيني من خلال القتل والجرح والاعتقال كجزء من الشعب الفلسطيني المقموع إلى جانب العديد من الممارسات التي تصاعدت منذ انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة في 28/9/2000 اليوم الذي اقتحم فيه أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك . 

ولم تكن هذه هي البداية فقد كانت "إسرائيل" تقتل وتعذب الأطفال الفلسطينيين وتقدمهم للمحاكم العسكرية وتزج بهم في غياهب السجون الإسرائيلية لسنوات طوال بحجة حماية أمنها وتفصيل استراتيجيات الردع لديها لكبح التطلعات الفلسطينية في العودة والتحرير وهذا مخالف للمادة (37-أ ) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني 1989 والتي جاء فيها:-
 "تكفل الدول الأطراف ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشر سنة دون وجود.
هدف للاحتلال 
ذكرت مؤسسات  حقوقيه  أن "الطفل الفلسطيني يعتبر هدفا رئيسا لممارسات الاحتلال اليومية من خلال عمليات القتل والاعتقال والتعذيب واقتحام المنازل والمرافق التعليمية، على الرغم من كونه من الفئات المحمية بموجب القوانين والأعراف الدولية"
انتهاك لحقوق الطفل 
 الاحتلال  ينتهك  اتفاقية جنيف لحماية الطفل وأبرز بنودها، فما هي تلك الاتفاقية؟
اتفاقية حقوق الطفل هي اتفاقية وقعت عليها 191 دولة في العشرين من نوفمبر 1989، ونصت بنودها على العديد من النقاط التي شرّعت حقوق الطفل وكان أبرزها :-
• لكل طفل حق أصيل في الحياة، وتكفل الدول إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه
• في الإجراءات التي تتعلق بالأطفال، سواء قامت بها المحاكم أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو السلطات الإدارية، يولى الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى. وتولى آراء الطفل الاعتبار الواجب
• تكفل الدول تمتع كل طفل بحقوقه الكاملة دون أي نوع من أنواع التمييز أو التفضيل .

• لا يفصل الطفل عن والديه، إلا عندما تقرر السلطات المختصة ذلك لصالح رفاهه.
يجب على الدول أن تحمي الطفل من الإساءة البدنية أو العقلية ومن الإهمال، بما في ذلك الإيذاء أو الاستغلال الجنسيين
للطفل الحق في التمتع بأعلى مستوى صحي مستطاع. وتكفل الدول توافر الرعاية الصحية لجميع الأطفال، مع التركيز على التدابير الوقائية والتعليم الصحي وخفض وفيات الرضع
ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدي الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم
ينبغي للطفل الذي تعرض لإساءة المعاملة أو الإهمال أو الاحتجازأن يلقى المعاملة الملائمة أو التدريب الملائم بهدف إبرائه وتأهيله
يعامل الطفل المتورط في انتهاك قانون العقوبات على نحو يعزز إحساسه بكرامته وقدره ويستهدف إعادة إدماجه في المجتمع
ينبغي للدول أن تجعل الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية معروفة على نطاق واسع لدى البالغين والأطفال على السواء .
نقاط وبنود لم يطبق الاحتلال أي منها بل على العكس تماماً، فقد داس عليها وكأن الطفل الفلسطيني مستثنى من تلك البنود التي تشكل حقاً أساسياً لأي طفل مهما كان لونه أو جنسه أو دينيه
نظرة عامة على واقع الطفل الفلسطيني
منذ أكثر من 74عام وفلسطين من أكثر الدول معاناة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، الذي شرد ما يقارب 80000 فلسطيني عام 1948م ليصبحوا بلا مأوى، وليضحى أطفالهم لاجئين بلا أي ذنب اقترفوه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من البشاعة، بل تتالت الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني على مدار الزمان السابق، حيث اقترف الاحتلال العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني والتي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشباب وأدّت إلى قطع السياق التنموي التطويري للمجتمع الفلسطيني
انتهجت إسرائيل سياسة استهداف الطفل الفلسطيني من خلال القتل والجرح والاعتقال كجزء من الشعب الفلسطيني المقموع إلى جانب العديد من الممارسات التي تصاعدت منذ انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة في 
28/9/2000
أطفال تحت خط الفقر والتعذيب 
وضع المحتلون الإسرائيليون مخططاتهم لتحقيق أهدافهم التوسعية العدوانية على الشعب الفلسطيني منذ وقوع الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال, ومما لا شك فيه أن المحتلين استهدفوا الأرض والإنسان الفلسطينيين معاً، ومن مخططاتهم لاستهداف الإنسان الفلسطيني هو نشر الجهل بين الفلسطينيين وسلخهم عن انتمائهم وثقافتهم العريقة، وغرس القيم الصهيونية في نفوسهم وتحويلهم "سقائين وحطابين" في سوق العمل الإسرائيلي، ولتحقيق هذه الغاية فإن النظام التعليمي في المدارس الرسمية في القسم الشرقي من مدينة القدس المحتلة حريص جداً على تحقيق هذه المخططات مما يساعد على تسريب نسبة لا بأس بها من الأطفال قبل أن ينهوا المرحلة الإلزامية من التعليم دون وجود جهة رسمية لمعالجة هذه المشكلة.
شهادات حيه 
شهادة حية من طفل أعتقلته قوات الاحتلال في معتقل المسكوبية في القدس و في حي الشيخ جراح في مدينة القدس،  قال الطفل المفرج عنه مهند الدغاشمه أنه كان  محتجز  فى المسكوبيه  وكان يتلقى  ابشع أنواع التعذيب النفسي والجسد والترهيب 
ولم يكن يشفع له صغر سنه فهو يبلغ من العمر 14 عاما  اعتقلته قوات الاحتلال أثناء دفاعه عن منزله فى حي الشيخ جراح فالهوا عليه الكلاب  فى التحقيق تهش جسده النحيل
كان دائما الصراخ كما يقول لمراسل النهار الاخباريه وطوال الوقت مكبل اليدين 
شهاده حيه يطلقها  اخر لم يتجاوز الخامسه عشر من عمره مهند عواد من بلدة أبو ديس في محافظة القدس، هذا الطفل  اصيب بخمس رصاصات في قدمه وهو فى المستشفى  تم اعتقاله إلى معتقل المسكوبيه وخضع للتحقيق كمجرم حرب ولم تشفع له طفولته ولا إصابته وكأنه كان يحمل السلاح فما ذا يفعل الحجر أمام جندي مدجج بأكثر أنواع الاسلحه دقه مارس بحقه ابشع أنواع التعذيب ولولا تدخل هيئات حقوقيه  الصليب الأحمر لكان الطفل تعرض لبتر قدمه التى تضررت بشكل بليغ جراء الاذي الذي تعرض له أثناء التحقيق 
الطفله  ريان ابنة الخامسه عشر تقول لقد تم اعتقالى فى حى الشيخ سلوان وانا ارمى الحجاره على جنود الاحتلال وهذا حسب قانون الإسرائيلي  ظبطا بالجرم  المشهود  وتقول ريان والدمعه فى عينيها  أن ابشع ما يتعرض له الإنسان أثناء التحقيق أن يتجرد من انسانيه لقد تحرش جنود الاحتلال بي  وأكثر من ذلك لقد قام جنديان في معتقل  المسكوبيه بممارسة الرذيله امامى  بمعنى رجل ورجل لقد انهارت اعصابي وبدأت بالتقيوء  الصراخ  هؤلاء ليسوا بشر لقد كانوا تحت تأثير المخدرات 
وبعد ذلك  لم أعد أعي أين أنا من الصدمه التى  دخلت بها  أنهم  
 
نادي الاسير الفلسطيني، وفي تقرير له بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني في الخامس من نيسان الماضي، قال أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي، تواصل اعتقال نحو 140 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاما، ومن بينهم أسيران رهن الاعتقال الاداري، وان الاطفال يقبعون في سجون مركزية وهي عوفر ومجدو والدامون ، حيث يتوزع الاطفال على السجون الثلاثه حسب مكان سكناهم، فأطفال جنوب الضفة الغربية يعتقلون في معتقل عوفر، وأطفال شمال الضفة الغربية يعتقلون في مجدو، أما أطفال القدس فيعتقلون في سجن الدامون 
 وجاءت هذه الاعتقالات للأطفال في مختلف مدن الضفة الغربية ومدينة القدس وأحيائها المختلفة، لثنيهم عن المشاركة في أي نشاط، وتخويفهم وترهيبهم من الاعتقال ،في محاولة لخلق جيل يخاف الاعتقال، ويبتعد عن المشاركه في التظاهرات والمسيرات .

الختام 
خاب ظن  الاحتلال  الإسرائيلي بما اعتقد أنه سينجح به، لم يخف الطفل الفلسطيني من الاعتقال، ولم يشغله أي شاغل عن حب وطنه والدفاع عن مقدساته، ولم يترك الطفل المقدسي بيته أو حيه في الشيخ جراح أو سلوان أو العيسوية أو مخيم شعفاط، لم يتنازل الطفل الفلسطيني عن حقه ولن يتنازل.

 قد نكون فتحنا ملفا هاما للغاية في تحقيقنا  هذا، وقد نكون سلطنا الضوء على معاناة فلذات أكبادنا، وتوثيق قصصهم وسماع كل ما تعرضوا له من انتهاك واضح وصريح لكافة مواثيق حقوق الانسان وحقوق الطفل، ولكن هذا وحده لا يكفي ، فما هومطلوب منا جميعا ؟
المطلوب، اعلاء الصوت ومطالبة كافة المؤسسات الحقوقية المحلية والعالمية بضرورة التحرك الفوري لانقاذ الاطفال الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية وتوثيق معاناتهم والضغط للافراج عنهم، وتعرية الاحتلال الاسرائيلي وكشف ممارساته تجاه الاطفال الاسرى، والزام اسرائيل بتنفيذ المواثيق الدولية واتفاقية الطفل وكافة الاتفاقيات والمعاهدات التي تخص الاطفال وحمايته