الجمعة 10 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

معلومات عن الرؤوس الثلاثة لتنظيم فتح الاسلام في لبنان

 

احمد عثمان بيروت

كشف خبير في شؤون الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط عن بعض الخيوط التنظيمية لحركة فتح الإسلام قائلا إن الذين قتلوا حتى الآن على يد الجيش اللبناني هم من قيادات الصف الثاني، وأما الصف الأول فهو فكري تنظيمي بزعامة شخص يدعى "أبو حطاب". وقال إن هذا التنظيم شكل من أشكال القاعدة وله 3 رؤوس كشف عنهم في حديث خاص لـ "العربية.نت".

وفي هذا السياق، عبّر مراقب لأوضاع الجماعات الأصولية في لبنان عن خشيته من أن تتحول حركة "فتح الاسلام" إلى شبكات تنتشر في لبنان في حال تمكنت السلطات من القضاء عليها في مخيم نهر البارد، ولم تتمكن من ذلك خارج المخيم.

وبدأت المعارك بين الجيش اللبناني وجماعة فتح ‏الإسلام، الأحد 20 مايو وهي الأعنف منذ انتهاء ‏الحرب الأهلية في لبنان في عام 1990. وتسببت بقتل 68 شخصاً هم 30 جندياً لبنانياً و18 مسلحاً ‏من فتح الإسلام و19 مدنياً فلسطينياً ومدني لبناني. ‏

وتوقف القتال، الذي أدى إلى موجات نزوح خارج المخيم، يوم 22 مايو بهدنة بين الطرفين تسمح لشاحنات الإغاثة بدخول مخيم نهر البارد بطرابلس.

وأسفرت المعارك عن قتل بعض قادة "فتح الاسلام" مثل السوري محيي الدين عبد الحي عبود الملقب بـ "أبو يزن" أو ابو مدين الذي كان يتزعم المجموعة التي نفذت جريمة عين علق في المتن الشمالي، واللبناني صدام الحاج ديب المطلوب الى القضاء الألماني بتهمة الاشتراك في محاولة تفجير القطارين، كما ذكرت المصادر الأمنية اللبنانية لوسائل الاعلام.

ولم تحسم المصادر ما تردد عن قتل السعودي عبد الرحمن اليحيا الملقب بـ "طلحة" في اشتباك شارع المئتين. ومنذ نهاية العام الماضي قدم "شاكر العبسي" الأردني المقيم في مخيم نهر البارد نفسه على أنه زعيم حركة "فتح الاسلام".

وكان الظهور الاول لـ"فتح الاسلام" بعد اشتباك في مخيم البداوي في الشمال، في اواخر شهر نوفمبر تشرين الثاني 2006، بين عناصر من الكفاح المسلح الفلسطيني، وجماعة منشقة عن حركة "فتح الانتفاضة" (ابو موسى) التي دعمتها سوريا عام 1983 في وجه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

ثم أعلنت مجموعة فلسطينية في نهر البارد البيان الرقم واحد، اكدت فيه اانفصالها عن حركة "فتح الانتفاضة"، وأطلقت على نفسها اسم "فتح الاسلام".

سيطر عناصر "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد، على موقع صامد القريب من شاطىء البحر، وتبلغ مساحته حوالى الـ 1000 متر، احيط بسواتر من الاسمنت المسلح.

وكانت "العربية.نت" نشرت تقريرا في "فبراير" 2006 تحت عنوان "تنظيم القاعدة يشهد موسم الهجرة من العراق إلى لبنان". نقل التقرير تحذير مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي من خطورة "العائدين من العراق"، وأنهم سيحلون مكان الأفغان العرب.

وقال التقرير إن حكاية اللبنانيين المهاجرين إلى العراق للقتال هناك بدأت تتكشف عندما تحدث أهالي سكان من بلدة القرعون في البقاع الغربي اللبناني ان الشاب عمر درويش, وهو من ابناء البلدة, قتل في مدينة سامراء العراقية، ثم إعلان الحكومة اللبنانية عن الكشف عن خلية لتنظيم القاعدة، تلاه إعلان تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل من جنوب لبنان.

ثم نشرت "العربية.نت" تقريرا في سبتمبر 2006 كشفت فيه اسم زعيم تنظيم القاعدة في لبنان هو "ابو رشد الميقاتي"(وهو لقب ولا صلة له بعائلة الميقاتي المعروفة).


أبو حطاب

وعن الوضع التنظيمي لـ"فتح الاسلام"، خص الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالشرق الأوسط، محمد عبد الرحمن، "العربية.نت" بمعلومات عن تنظيم فتح الاسلام، مشددا على أن الشخصية الأقوى في التنظيم هي "محمد علي عمر" المعروف بلقب "ابو حطاب". وهذه المعلومات لم يتسن للعربية.نت التأكد منها من مصادر أخرى في لبنان.

وقال "الأسماء التي أعلن عن مصرعها مثل أبو مدين الذي وصف بأنه الرجل الثاني أو الثالث وكذلك صدام الحاج ديب، هؤلاء من قيادات الصف الثاني وهم عادة يديرون الأمور العسكرية والقتالية".

وتابع " أما قيادات الصف الأول الذي يديرون الفكر والتنظيم وسياسة الحركة فهم الثلاثي: محمد علي عمر (أبو حطاب) ولد في سوريا ويحمل الجنسية اللبنانية ويعيش في طرابلس، وشخص يسمى مروان وهو فلسطيني، والسوري محمد.ح.

وأوضح: "محمد علي عمر أبو خطاب في الثلاثينات من عمره، وهو معروف جيدا في طرابلس. ويحمل أيضا لقب أبو عزام إلا أن هذا اللقب ليس شائعا إلا في الدوائر القيادية للتنظيم، ويقال أنه كان في الشيشان وأفغانستان. وهو المسؤول الأول عن تأسيس التنظيم وليس شاكر العبسي. وأما مروان الذي لا أعرف اسمه كاملا فهو فلسطيني ويمسك الملف المالي للتنظيم، مقيم في مخيم عين الحلوة وكان يسافر لبغداد دائما. وأما السوري محمد.ح فقد كان مسؤولا عن نقل الأوامر والتعليمات من المسؤول الأول، وساعد المتطوعين الذي سافروا إلى العراق بالعودة إلى لبنان. وسبق له أن كان في القائم والأنبار في العراق.


الميقاتي؟

وقال محمد عبد الرحمن: "أبو يزن من القيادة العسكرية وليس القيادة الفكرية والسياسية التي هي الخط الأول في التنظيم، واختصاصه كان نقل أفراد وأسلحة والتدريب، وعدده عناصر التنظيم من 800 إلى ألف على الأقل، ولديهم عناصر في مخيم عين الحلوة" ( أكبر مخيم في لبنان ويوجد في صيدا وتوجد فيه جميع الفصائل الفلسطينية).

وأضاف: تنظيم القاعدة يؤسس تنظيمات مختلفة باسماء متعددة حتى إذا ألقي القبض على أحد يأخذ آخرون حريتهم في عملهم. ومحمد علي عمر يقود الآن فتح الاسلام وكان يتلقى الأوامر من أبو رشد الميقاتي زعيم خلية القاعدة في لبنان الذي يوجد حاليا في بيشاور بالباكستان.

وشدد على أن شاكر العبسي ليس الزعيم الأول لحركة "فتح الاسلام"، وقال: أسأل جميع المراقبين والمتابعين: هل درجت التنظيمات المسلحة مثل هذا التنظيم على تقديم الزعيم الأول بهذا الشكل المباشرة أمام وسائل الاعلام..لا أبدا .. الزعيم الأول لا يظهر لوسائل الاعلام.

وأضاف " هذا التنظيم فيه الكثير من العائدين من العراق وأخذ هذا الاسم لكي لا يقال أنهم العائدون من العراق".

يشار إلى أن هذا الخبير أدلى بهذه المعلومات ولم يتسن للعربية.نت التحقق منها من مصادر أخرى.


فتح الاسلام .. الشبكة ؟

وفي سياق الموضوع، قال الصحافي حازم الأمين، المراقب لأوضاع الجماعات الأصولية في لبنان، لـ"العربية.نت" إن "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد ستنتهي ولكن إلى متى ستكون السلطات اللبنانية قادرة على محاصرة هذه الجماعة خارج المخيم .. هذا أمر غير مؤكد وغير محسوم، وإذا لم تتمكن من محاصرة هذا التنظيم خارج المخيم سيتحول إلى شبكة أو مجموعات منتشرة في أكثر من مكان.

وأضاف "الأهم من ذلك هو ما أُريد لهذه الجماعة أن تلعبه في لبنان، وإذا الجهة التي طلبت منها هذا الدور أرادت أن تتابع نشاطها في لبنان فهذا أمر خطير. ولبنان سيبقى بدائرة التهديد طالما لهذه الجهات الاقليمية مصلحة بتفجير الوضع فيه.. وفي لبنان توجد بيئة حاضنة لهذا النوع من الجماعات ولكن الأساس بالنوايا الاقليمية".


القاعدة ..

وعن علاقة "فتح الاسلام" بالقاعدة، قال الأمين "القاعدة لم تعد تنظيما وإنما طريقة بالتفكير والعمل. ومن هذه الناحية يمكن أن نقول أن "فتح الاسلام" قريبة من القاعدة، وأما الحديث من الناحية التنظيمية لا أعتقد أن لها صلة بالقاعدة، ولكنها تشبه القاعدة. وقد يكون بين عناصر فتح الاسلام من جاء وتطوع للقتال في العراق ولكن لم يصل بتطوعه إلى القاعدة وإنما إلى جماعات أخرى".

ولفت إلى أن "الذين قتلوا حتى الآن من "فتح الاسلام" هم قادة ميدانيون ولا يوجد في التنظيم رموز دينية أو شيوخ أو مفتون وهذا ما يضعّف حقيقة أن يكونوا على صلة بالقاعدة".