السبت 4 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

ماذا حقق الاحتلال فى حربه على غزه ؟

النهارالاخباريه  قسم التحقيقات 
شهر من القصف الهمجي على غزة، فشل خلاله الاحتلال في تحقيق أي من أهدافها العسكرية، فكيف جاءت فاتورة العدوان بشرياً واقتصادياً على أهل القطاع؟
كانت  طائرات الاحتلال شنت، بدعم أمريكي وغربي مطلق، حملة من القصف الهمجي على قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
و"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على عمليتها العسكرية الشاملة ضد جيش الاحتلال الذي يفرض حصاراً خانقاً على القطاع منذ 17 عاماً. ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين 

تسبب القصف المسعور من جانب جيش الإحتلال الإسرائيلي في استشهاد 9770 فلسطينياً، منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصيب أكثر من 24 ألفاً آخرين
تظهر هذه الأرقام المرعبة للفاتورة البشرية بين المدنيين في غزة عمق التضليل الإسرائيلي. جيش  الاحتلال الصهيوني الذي "يعمل وفقاً لأعلى معايير القانون الدولي" كما يزعم نتنياهو، وبدعم عسكري ولوجيستي من إدارة الرئيس الأمريكي  جدو بايدين  يقصف قطاع غزة منذ شهر بشكل متواصل.
 يقصف البنايات السكنية ويهدمها على رؤوس ساكنيها يقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ. يقصف النازحين الفارين من صواريخه ويحولهم إلى أشلاءلكن أحداً لا يصدق ما يردده قادة الاحتلال من أكاذيب، فلا مكان آمناً في القطاع، والرد على أكاذيب جيش الاحتلال جاء من شبكة سي ان ان الأمريكية، التي نشرت تحقيقاً استقصائياً قامت به، عنوانه "صدقوا أوامر الإخلاء، ضربة جوية إسرائيلية قتلتهم في اليوم التالي" رصد كيف أن بعض الفلسطينيين في شمال غزة، الذين صدقوا أوامر الإخلاء التي صدرت عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظنوا أنهم سيبعض الإسرائيليين الذين نفذوا أوامر الإخلاء وهربوا من بيوتهم في شمال غزة، باحثين عن الأمن والسلامة، تعرّضوا للمصير ذاته الذي هربوا منه  : قتلتهم ضربات جوية إسرائيلية في منطقة الإخلاء" هذا ما خلصت إليه الشبكة الأمريكية، التي تعمل شأنها شأن باقي المؤسسات الإعلامية الغربية   على الترويج للرواية الإسرائيلية طوال الوقت والواضح هنا أن وجود شهود كثر على الكذب المفضوح أجبر الجميع هذه المرة على الإقرار بالحقيقة .
فمنذ أن بدأ العدوان، تستيقظ غزة على يوم جديد من أيام الحرب اللا إنسانية المستمرة على القطاع منذ 31 يوماً، تحول فيها القطاع الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم إلى مساحات من الدمار، يخيم على سمائها بالنهار لون الغبار والدخان الرمادي القاتم، ويصبغ القصف العنيف ليلها بلون النيران
الدمار والنيران الناجمة عن الغارات ليس كل ما يمكن رؤيته في غزة، فجنازات الشهداء لا تتوقف، ونزيف دماء الجرحى يسيل في كل مكان، وطوابير المياه والخبز والطعام والدواء توزع عشوائياً في طرق وأزقة محاطة بأكوام الحجارة
المتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة قال إن "70% من ضحايا العدوان (الإسرائيلي) من الأطفال والنساء.
 تلقينا 2660 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1270 طفلاً، منذ بدء العدوان على غزة. 
استشهد 175 من الكوادر الصحية، وتم تدمير 31 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي
وقال القدرة إن "الاحتلال استهدف أكثر من 110 مؤسسة صحية، ما أدى إلى خروج 16 مستشفى عن الخدمة، و32 مركزاً للرعاية الأولية بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود"
ولم ينج من تلك المذابح الإسرائيلية حتى الصحفيين الذين ينقلون ما يجري، فحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فإن القصف الإسرائيلي خلف 46 قتيلاً من الصحفيين. وقال المكتب الحكومي في بيان إن "الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين بشكل مباشر، ومنهم من استشهد جراء هدم منازلهم فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم
حتى الحجر تستهدفه إسرائيل إذ بلغ عدد المنازل التي دمرت على رؤوس الصحفيين وعائلاتهم وآلاف الفلسطينيين بقطاع غزة نحو 220 ألف منزل، تضم 40 ألف وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن، وهو رقم يمثل نحو 60% من إجمالي الوحدات بالقطاع
وهذا ليس كل شيء فوفق تصريحات سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة للأناضول، قال إن "الاحتلال الاسرائيلي دمر بشكل كلي 55 مسجداً، إضافة إلى تضرر 112 مسجداً بشكل جزئي. كنيسة القديس برفيريوس، ثالث أقدم كنيسة بالعالم، تعرضت للقصف أيضاً، كما دمرت وتضررت كنيستان أيضاً، بحسب معروف. كما طال القصف الهمجي على غزة 15 مرفقاً صحياً و51 عيادة صحة أولية تم تدميرها بالكامل، فيما تضررت 150 سيارة إسعاف وأغلق 16 مستشفى رئيسي من أصل 35 في القطاع. ونالت المدارس نصيبها من القصف أيضاً بعدد 220 مدرسة، منها 38 تم تدميرها كلياً، حسب بيانات "الإعلام الحكومي"
وتعرضت 42 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للتدمير، بما في ذلك أماكن لجأ إليها النازحون من المناطق المدمرة
بعد مرور 30 يوماً على اختراق المقاومة للاحتلال، يجد الاحتلال الإسرائلي نفسه متورط في صراع لا تلوح له نهاية واضحة في الأفق، بينما تستمر خسائر جيش الاحتلال في الارتفاع، ولا تزال البلاد تحت نيران صواريخ المقاومة، ولا يزال الاحتلال يعاني من صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول
أما أبرز التحديات التي يواجهها الاحتلال الاسرائيلي حالياً فتتمثل أولاً في تراجع الدعم الدبلوماسي اليوم التالي لطوفان الأقصى كان السياسيون من جميع أنحاء العالم الغربي يسارعون إلى الإعلان عن إدانتهم لحماس والتعهد بتقديم الدعم الثابت لدولةالاحتلال .
 وكانت الرواية الإسرائيلية الكاذبة والقائمة على التضليل تتردد على ألسنة زعماء الغرب  وبخاصة الرئيس الأمريكي جو بايدن والفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك ومستشار ألمانيا أولاف شولتس وغيرهم
ويتأثر هذا التحول في النهج بالضغوط المتزايدة من الناخبين الأمريكيين، وبخاصة المسلمين، الذين أعربوا عن نيتهم الامتناع عن التصويت في انتخابات عام 2024 بسبب دعم الرئيس القوي للاحتلال 
وأظهر استطلاع حديث من مركز الدراسات السياسية الأمريكي التابع لجامعة هارفارد (CAPS/Harris) أنَّ ما يقرب من نصف الشباب (48%) يقولون إنهم يقفون إلى جانب المقاومة الفلسطينية وليس مع الاحتلال الإسرائيلي في هذا الصراع، وتقول النسبة نفسها إنهم يرفضون بشدة سياسة بايدن المؤيدة لإسرائيل. 



الاحتلال الاسرائيلي يواجه ركوداً اقتصادياً
توقع اقتصاديون بارزون أنَّ الاقتصاد الإسرائيلي على وشك الانزلاق إلى الركود مع استمرار الصراع واستدعاء أكثر من 360 ألف جندي احتياط من وظائفهم للخدمة العسكرية.
 ففي الأسبوع الماضي، أصدرت مجموعة من 300 من كبار الاقتصاديين رسالة إلى نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش مع نداء عاجل للتعليق الفوري لجميع النفقات غير الضرورية في ميزانية الدولة، وإعادة تقييم شامل لأولويات الإنفاق لمعالجة الأزمة الاقتصادية الوشيكة بفعالية
وتعد أبرز التحديات التي تواجه الاحتلال الاسرائلي هي عدم قدرة جيش الاحتلال على تحقيق أي من الأهداف العسكرية، مما يشير إلى أنه لا توجد نهاية واضحة للعدوان. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، مساء السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، "في نهاية الحرب، لن تكون هناك حماس في غزة"..