الجمعة 17 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

"ماذا بقي من بهجة عيد الأم؟"

"ماذا بقي من بهجة عيد الأم؟"
النهار الاخبارية - صيدا

نجيا دهشة – لبنان 
وصل عيد الأم هذا العام مثقلا بهموم كثيرة، فالأجواء العامة المتردية انعكست سلبا على هذه المناسبة التي ينتظرها الجميع للاحتفاء بمن "الجنة تحت اقدامها". 
في لبنان، أطل العيد بغصة على أمهات اللبنانيات، فهناك من خسر منهن فلذات أكبادهن جراء انفجار مرفأ بيروت، وأخريات حُرمن من أبنائهن بعدما اختاروا الهجرة سبيلًا لتأمين لقمة العيش، في ظل أزمة البلاد العميقة اقتصاديا وسياسيا.
واحتفلوا الامهات من خلال تنظيم مسيرة احتجاجية جبن فيها عدة شوارع في العاصمة وصولا إلى المرفأ احتجاجا على الطبقة السياسية، حمل العديد من النساء، اللاتي ارتدى كثير منهن ملابس سوداء، لافتات تنتقد سياسيي لبنان، وتتهمهم بـ"الفساد والإهمال الذي أدى إلى الانفجار"، بالإضافة إلى التظاهر ضد الوضع المعيشي الراهن، الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان الحديث.
وأطلقت إحدى الأمهات صرختها فقالت "نسأل حكام الوطن، نحن الأمهات، اللواتي يحلمن بوطن يحمي أولاده مثلما تفعل الأم، اليوم وطننا يترك أولاده يتشاجرون على كيس الحليب.. الأم تحافظ على أحلام أولادها والوطن يهجرهم بعيدا عن أحبائهم".

وما بين الغصة والدموع تتشارك الامهات اللبنانيات عيد الأم مع الامهات الفلسطينيات العيد خالِ من مشاعر الفرح والحب لـ"ست الحبايب".

صرحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين "إن 12 أما فلسطينية أسيرة من أصل 39 أسيرة يقبعن في سجني الدامون، وهشارون يعانين قسوة الاحتلال ومرارة الحرمان من الأبناء في هذا اليوم المميز.
وأشارت إلى أن أبناء الأسيرات يفتقدن أمهاتهن في هذا اليوم وفي كل يوم من أيام السنة، حيث تحل مناسبة عيد الأم في الوقت الذي تحرم فيه الأمهات الأسيرات من زيارة أبنائهن الأطفال، بحجج أمنية واهية، كما تزداد الأمور صعوبة بدعوى الظرف الراهن المتعلق بالإجراءات الخاصة بفيروس كورونا المستجد، ومنها توقف زيارات العائلات.
إن الأسيرات الأمهات في السجون الاحتلال يعشن أحوالا نفسية صعبة، نتيجة القلق الشديد والتوتر، والتفكير المستمر في أحوال أبنائهن، وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، والأكثر قسوةً بالنسبة للأسيرة الأم أن يكون زوجها أسيرا أيضا، حيث يعيش أطفالهما دون رعاية الأبوين”.

" وما يزيد الطين بلة" في زمن التباعد الاجتماعي أن الاحتفالات بعيد الأم تأخذ طابع "من بعيد لبعيد"، فالتجمع وتبادل القبل والعناق والجلسات الدافئة بين الأولاد وأمهاتهن أصبحت بمثابة ذكرى. ولا يمكن أن ننسى في هذه المناسبة غياب عدد كبير من الأمهات اللاتي رحلن بسبب فيروس "كورونا". فأولادهن لم يستطعن حتى إلقاء النظرة الأخيرة عليهن ووداعهن، وهذا الأمر أدى إلى وصول عيد الأم لدى كثيرين محملا بجراح تتفتح بصمت في أعماقهم.