الجمعة 17 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

ما هو التهديد الذي يشكله داعش في أفغانستان؟

النهارالاخباريه – احمد عثمان   

بعد وقت قصير من إعلان تنظيم "داعش" "الخلافة" في العراق وسوريا في العام 2014، أعلن أعضاء سابقون في حركة "طالبان" باكستان، ولاءهم لزعيم الجماعة أبو بكر البغدادي.
وانضم إليهم لاحقاً أفغان محبطون ومنشقون من حركة "طالبان" وفي أوائل العام 2015، اعترف تنظيم "داعش" بإنشاء ولاية له في خراسان. وخراسان هو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.
وأعلن تنظيم "داعش-ولاية خراسان" مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى بحياة العشرات ومن بينهم أفغان كانوا يحاولون مغادرة البلاد وما لا يقل عن 13 جندياً أميركياً.
وقال التنظيم في بيان إن "مقاتلاً من "داعش" تمكن من اختراق كافة التحصينات الأمنية... واستطاع الوصول إلى تجمع كبير للمترجمين والمتعاونين مع الجيش الأميركي عند مخيم باران قرب مطار كابول، وفجّر حزامه الناسف وسطهم، مما أسفر عن سقوط نحو 60 قتيلاً وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح بينهم عناصر من طالبان".
واشار مسؤول بحركة "طالبان" إن الحركة كانت قد اعتقلت مقاتلاً في تنظيم "داعش" عند المطار قبل أيام قليلة وإنه أبلغها أثناء التحقيق بوجود خطط لشن هجمات. ورداً على ذلك، قالت "طالبان" إنها أرجأت التجمعات في الأماكن العامة ونصحت كبار قادتها بتفادي التجمع.
أنشأت "داعش" في العراق والشام - ولاية خراسان رأس جسر عام 2015 في منطقة اشين الجبلية، في مقاطعة ننغارهار في شرق أفغانستان، وهي الوحيدة التي تمكنت من إقامة وجود ثابت وكذلك في منطقة كونار المجاورة.
خلايا نائمة
وفي كل المناطق الأخرى، اشتبكت الجماعة مع "طالبان" رغم أنها تمكنت من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى في أفغانستان، خصوصاً في العاصمة، وفي باكستان، وفقاً للأمم المتحدة.
وتفيد أحدث التقديرات بأن أعداد مقاتليها تتراوح بين 500 وبضعة آلاف بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في يوليو (تموز).
وأعلن تنظيم "داعش-ولاية خراسان" مسؤوليته عن بعض أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان. وفي أغسطس 2019، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم خلال حفلة زفاف في كابول، أسفر عن مقتل 91 شخصاً.
وأسفر هجوم في مايو (أيار) 2020 استهدف مستشفى للتوليد في حي تقطنه أغلبية شيعية في كابول، عن مقتل 25 شخصاً من بينهم 16 أماً ورضيعاً.
وفي الولايات التي تمركزت فيها، ترك وجودها آثاراً عميقة. أطلق مقاتلوها النار على قرويين وقطعوا رؤوسهم وعذبوهم وأرهبوهم وتركوا ألغاماً أرضية في كل مكان.
وواجه تنظيم "داعش-ولاية خراسان" قمعاً من "طالبان" استهدف المنشقين عنها ولم يتمكن من توسيع أراضيه، بخلاف النجاح الذي حققه التنظيم في العراق وسوريا.
في العام 2019، أعلن الجيش الحكومي في أفغانستان، بعد عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة، هزيمته في ولاية ننغرهار (شرق).
ووفقاً لتقديرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة، يعمل تنظيم "داعش-ولاية خراسان" منذ ذلك الحين من خلال خلاياه النائمة في المدن، من أجل شن هجمات كبيرة.
انتقد تنظيم "داعش" بشدة الاتفاق الذي أبرم في فبراير (شباط) 2020 في الدوحة بين واشنطن وطالبان والذي ينص على انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان.
وبعد دخول كابول والاستيلاء على السلطة في 15 أغسطس، تلقت "طالبان" تهنئة من العديد من الجماعات المتشددة، لكن ليس من تنظيم "داعش".
لكن التنظيم قد يستفيد من انهيار أفغانستان. وأشار "مستر كيو"، وهو متخصص غربي في شؤون تنظيم "داعش" وينشر بحوثه على تويتر تحت هذا الاسم المستعار، إلى 216 هجوماً نفذه تنظيم "داعش-ولاية خراسان" بين الأول من يناير (كانون الثاني) و11 أغسطس، مقارنة بـ 34 هجوماً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ان هذا الأمر يجعل أفغانستان من أكثر ولايات تنظيم "داعش" نشاطاً. ليس كل شيء مرتبطاً مباشرة بالانسحاب الأميركي، لكن انتصار "طالبان" يوفّر متنفساً لتنظيم "داعش-ولاية خراسان".
وأقر كولن كلارك مدير مركز صوفان للبحوث الجيوسياسية في نيويورك بأن "انهيار الجيش الأفغاني هو تذكير غريب لما رأيناه في العراق عام 2011. أخشى أن يتكرر الوضع في أفغانستان، مع تطور تنظيم داعش وانبعاث القاعدة".
يقول المسؤولون الأميركيون إن المطار الذي يضمن أمنه جنودهم ويتجمع فيه آلاف الأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم، هو عرضة لتهديد مباشر من تنظيم "داعش-ولاية خراسان".