السبت 18 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

شباب فلسطينيي الداخل لا يثقون بالمؤسسات الإسرائيلية ويرفضون الهجره


النهار الاخباريه. وكالات

كشفت جمعية فلسطينية داخل أراضي 48 أن أغلبية الشباب لدى فلسطينيي الداخل يتبنون "الهوية العربية” أكثر من الهويات الجماعية الأخرى (الفلسطينية، الدينية والإسرائيلية)، فيما يؤكد ثلثهم عدم ثقتهم بكافة المؤسسات الإسرائيلية.

واستعرضت جمعية "الجليل” في مؤتمرها، أمس الإثنين، (مؤتمر جمعية الجليل: "شباب: حاضر ومستقبل) أهم المعطيات الصادرة عن مسح الشباب الفلسطيني (جيل 18-38) في إسرائيل. وحسب المسح العام الجديد يقدر تعداد مجموعة الشباب الفلسطينيين في إسرائيل (لا يشمل القدس والجولان) في نهاية سنة 2019 بـ 439,200 والذين يشكلون نسبة 28.4%، من مجموع السكان الفلسطينيين في إسرائيل بتوزيع 48.9% إناث مقابل 51.1% ذكور. ومن حيث الحالة الاجتماعية فإن 47.6% من الشباب هم عازبون و 39.2% متزوجون، وتصل نسبة المطلقين إلى 2.5%. أما من حيث الجانب الاقتصادي فقد صرّح 61.1% من الشباب بأن دخلهم كأسرة هو تحت المعدل العام، وبلغت نسبة المشاركة في سوق العمل 64.7% بين الشباب الفلسطينيين في إسرائيل من جيل 18-35 سنة بواقع 77.8% من الذكور مقارنة مع 51.1% من الإناث. ويشار الى أن 83.8% من الشباب العاملين هم مستخدمون بأجر، منهم 23.2% يعملون كأجيرين في القطاع الحكومي و40.2% يعملون في القطاع الخاص العربي و20.4% يعملون كأجيرين في القطاع الخاص اليهودي، في حين أن 14.1% هم مستقلون ويعملون لحسابهم. وبحسب المعطيات فإن متوسط الدخل الشهري الصافي للفرد الشاب بلغ 6،979 شيكل (2000 دولار) ويرتفع دخل الفرد مع التقدم بالعمر وبالتحصيل العلمي.

الجامعات

أما فيما يتعلق بالجانب التعليمي فإن 19,9% من مجموعة الشباب بشكل عام ملتحقون بالتعليم العالي في حين 17.4% قد أنهوا تعليمهم الأكاديمي وتخرجوا. بالإضافة لذلك تظهر المعطيات أن 10.4% من مجموعة الشباب عامة لم ينهوا المرحلة التعليمية الثانوية بتوزيع 12% من الذكور مقابل 8.8% من الإناث، ومن ناحية أخرى 17.2% من مجموعة الشباب عامة حاصلون على لقب أكاديمي (لقب أول فما فوق) بواقع 12.9% من الذكور مقابل 21.5% من الإناث. وبحث مسح الشباب أيضا موضوع الهوية لدى الشباب، وأظهرت المعطيات أن 43.5% من الشباب يعتبرون الهوية العربية هي الهوية التي تمثلهم أكثر من الهويات الجماعية الأخرى (الفلسطينية، الدينية والاسرائيلية)، وتتعزز الهوية الدينية في صفوف الشباب في منطقتي المركز والجنوب. أما من حيث التطوع والخدمة، فقد صرّح 5.3% من الشباب بتأديتهم الخدمة العسكرية و8.4% بتأديتهم الخدمة المدنية (بتوزيع 6.5% ذكور مقابل 10.3% من الإناث)، وقام 23.2% من الذكور و29.2% من الإناث بالتطوع في المجتمع.

الصحة والرياضة

فيما يتعلق في الجانب الصحي، فإن غالبية الشباب (85.4%) يعَرّفون وضعهم الصحي الشخصي بالجيد او الجيد جداً، مع أن 11.5% من الشباب صرحوا بأنهم يعانون من أمراض مزمنة، و15.9% من الشباب يتناولون أدوية بشكل ثابت. ويتبع الشباب سلوكيات غير صحية حيث بلغت نسبة تدخين السجائر لدى الشباب نحو 22.3% بواقع 41.4% من الذكور و2.8% من الإناث، أما نسبة تدخين النرجيلة فقد بلغت 26.5% بواقع 43.1% من الذكور و8.5% من الإناث. ويستدل من المعطيات أن 42.5% من الشباب يمارسون الرياضة، بواقع 40.6% بين الرجال و44.5% بين النساء وترتفع نسبة ممارسي الرياضة مع ارتفاع درجة التحصيل العلمي ومستوى الدخل الاقتصادي، حيث أن الدافع الأساسي لممارسة الرياضة هو الحفاظ على الصحة ورشاقة الجسم.

وفيما يتعلق بالتغذية فإن 38.1% من الشباب يتناولون الوجبات السريعة بشكل يومي بواقع 45.6% من الإناث مقابل 30.8% من الذكور و53.2% من الشباب عامة يتناولون مشروبات الطاقة بمعدل مرة أو أكثر في اليوم. بالإضافة لذلك، تطرق البحث للاطلاع على آراء ومواقف الشباب في العديد من القضايا، مثل الزواج والهجرة، حيث أظهرت المعطيات 39.3% من الشباب لا يحبذون زواج الأقارب و25.3% يعارضون ذلك، و62.7% من الشباب يعارضون الزواج المختلط (زوجان من ديانات مختلفة)، وغالبية الشباب (77.2%) يعارضون الزواج المبكر، فيما أن المعيقات الأساسية للزواج لدى الشباب الذكور هي عدم توفر المسكن والوضع الاقتصادي، أما لدى الشابات الإناث فإن المعيق الأساسي كان عدم وجود شريك مناسب بنسبة بلغت 55%. أما من حيث الحياة الاجتماعية، فقد أظهرت النتائج أن 79.8% من الشباب عبّروا عن رضاهم عن حياتهم بشكل عام ويرفضون الهجرة وترتفع هذه النسبة بين المتزوجين (87%) كما أظهرت نتائج هذا المسح أن غالبية الشباب العاملين يتمتعون بعلاقات جيدة مع زملائهم في العمل حيث أشار 94.8% منهم إلى ذلك.

النظرة لإسرائيل

في حين أشار 93.2% من الشباب إلى أن علاقاتهم مع جيرانهم جيدة أو جيدة جدا، فإن هنالك أزمة ثقة بين الشباب والمؤسسات الإسرائيلية الرسمية والسياسية، حيث أن 68.5% من الشباب لا يثقون بالمرة أو يثقون بدرجة قليلة بالحكومة، و62.9% لا يثقون بجهاز الشرطة و62.5% لا يثقون بالبرلمان الإسرائيلي (الكنيست). كما أن 54.8% من الشباب لا يثقون بالإعلام العربي في البلاد و47.9% يثقون بدرجة قليلة أو لا يثقون بلجنة المتابعة العليا لقضايا المجتمع العربي.

افتتاحية
تخلل المؤتمر فقرات مختلفة كانت بدايتها افتتاحية لكل من دكتور جمال دقدوقي رئيس الهيئة الإدارية في جمعية الجليل حيث رحب بالحضور قائلا: تزامناً مع مرور أربعين عاماً على تأسيس جمعية الجليل، الجمعية الرائدة في المجتمع العربي، التي تأسست من أحلام وطموحات شباب كانوا حريصين على مجتمعنا وجذوره، لرفع المستوى الثقافي والحضاري في المجتمع. نجتمع هذا اليوم في مؤتمر الشباب الذين هم عماد المجتمع وطلائع المستقبل وزهور الأمل، حيث نتطرق من خلال المعطيات التي سيعرضها الطاقم المهني، الى مكانتهم في المجتمع من عدة نواح والتي تؤثر بالتالي على دورهم الرئيسي في رفع مكانة شعبنا وتحقيق أحلامه”، مضيفا: "الأحلام الكبيرة تؤتي نتائج أكبر، والتحديات أمامنا تلزمنا بالطموح والتفاؤل والأمل. كي نكافح العنف ونعزز الدعم الأسري والاجتماعي وكي نترك بصمة للتاريخ”.

تحية للأسرى البواسل
وألقت الدكتورة علا عوض، رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كلمة خلال المؤتمر، مستهلة حديثها بتحية إجلال للأسرى البواسـل القـابعين فـي سـجون الاحتلال ولأسرى نفق الحرية متمنية لهم ولسائر الأسرى الفرج القريب. وقالت: "تعتبر نتائج مسح الشباب التي نحن بصدد استعراضها هذا اليوم مصدراً رئيسياً لأهم مؤشرات التنمية المستدامة، وتشكل أداة قوية يمكن استثمارها في سياق الجهد المبذول لرفع مستوى المعيشة للفلسطينيين في الداخل وتوفير احتياجاتهم، لا سيما وأن هذا المسح يوفر قاعدة بيانات تفصيلية حول خصائص الأفراد الديموغرافية والتعليمية والصحية وعلاقتهم بالقوى العاملة، وكذلك خصائص الشباب
الفلسطينيين في الداخل من حيث التعليم والعمل واهم المؤشرات الثقافية والصحية”. ودعت عوض إلى تقديم الدعم من قبل كافة مكونات المجتمع الفلسطيني المحلي، وذلك من خلال الاهتمام بأنشطة الجمعية والاستخدام الأمثل للبيانات الإحصائية التي توفرها في صياغة الخطط ورسم السياسات واتخاذ القرارات الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في الداخل، لا سيما وأن الداخل الفلسطيني يزخر بالكفاءات والكوادر الفنية والإدارية المتخصصة بالبحث العلمي وإعداد الدراسات النوعية وذات الجودة العالية”.

تلت كلمة رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني كلمة لمدير عام جمعية الجليل أحمد الشيخ محمد الذي تحدث عن عمل جمعيةجمعية الجليل بكافة مراكزها الصحية والبيئية، العلمية والاجتماعية والتثقيفية التوعوية، وعن دور الجمعية في تأسيس الهيئة العربية للطوارئ تحت جناح لجنة المتابعة. وقدم الشكر لطاقم ركاز في جمعية الجليل على العمل الدؤوب في انتاج هذا المسح، شاكرا أيضا مركز الإحصاء الفلسطيني ومساهمته في بناء وتعزيز القدرات البحثية لتمكين المجتمع من دراسة احتياجاته بهدف طرح وتطوير الخطط الاستراتيجية المستقبلة.