السبت 27 نيسان 2024

تقارير وتحقيقات

تقرير لقناة عبريه يحرض على فضائية الأقصى ويدرجها ضمن بنك الأهداف العسكرية


النهار الاخباريه القدس،

بذلك يكون قد أضيف هدف جديد إلى بنك أهداف جولة القتال القادمة”، بهذه العبارة عقّب مذيع القناة 13 العبريه  أودي سيغال، على تقرير نشرته قناته، سلطت فيه الضوء على الحُلة الجديدة التي ظهرت بها فضائية الأقصى التي تبث من قطاع غزة، زاعمة أنها تبث برامج تحريضية ضد " إسرائيل."

وقال معد التقرير حيزي سيمانتوف إن "حماس أعادت بناء استوديوهات فضائية الأقصى بعدما دمرت خلال العدوان الأخير على القطاع منتصف مايو/آيار الماضي”، مشيراً إلى جملة البرامج الجديدة التي أعلنت القناة الفلسطينية عن إطلاقها مطلع الأسبوع الجاري.

وبحسب سيمانتوف، فإن افتراض قيام قناة الأقصى بالتحريض على إسرائيل وفقاً لزعم الإعلام الإسرائيلي، وبالتالي تحويلها لهدف جديد ضمن بنك أهداف جيشه، يأتي بسبب حضور رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار حفل افتتاح استوديوهات القناة والدورة البرامجية الجديدة.

وادعى سيمانتوف أن القناة تضم جملة من البرامج التحريضية وفق تعبيره، من بينها برامج للأطفال قال إن الحركة تريد أن تمرر من خلالها رسائل وأفكار تحريضية تؤلب الأطفال الفلسطييين ضد إسرائيل، إضافة للتركيز على برنامج جديد تقدمه الصحافية الفلسطينية أمل حبيب، التي انضمت إلى طاقم القناة  قبل عدة أيام.

وتقدم أمل، التي أبدت استغرابها من التقرير الإسرائيلي المتداول، برنامجاً صباحياً تحت عنوان”صباح فلسطين”، وهو برنامج إنساني اجتماعي بامتياز يسلط الضوء على القضايا ذات الشأن بالتفاصيل المباشرة لحياة المواطنيين العاديين، أو حتى تناول قضايا ذات بُعد وطني تستعرض هموم ومعاناة الفلسطينيين في مختلف مناطق وجودهم.

وقالت حبيب ” إنها تفاجأت من التحريض الفج الذي يستخدمه الإعلام الإسرائيلي ضد فضائية الأقصى والعاملين فيها، منوهة بالرسالة الواضحة التي ختم بها مذيع القناة الإسرائيلية نشرته الإخبارية تعقيباً على التقرير المذكور، والتي أدرج فيها قناة الأقصى كهدف جديد ضمن قائمة الأهداف الإسرائيلية.

وأكدت أمل التي عملت في مجال الإعلام منذ قرابة 12 عاماً أن تعمد الاحتلال استخدام إعلامه للتحريض على قناة الأقصى والعاملين فيها، هو دليل إفلاس حقيقي تعانيه المؤسسة الإسرائيلية بمختلف أذرعها، متسائلة عن السبب الذي يغيظ الاحتلال من قناة تدافع عن الحق الفلسطيني، منوهة بأن سياسة القناة هو تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني بمختلف أشكاله، بما في ذلك القضايا ذات الحساسية الوطنية العالية، كقضية القدس والشيخ جراح والاستيطان والحصار وغيرها من الإشكالات الجوهرية في عمق الصراع مع الاحتلال.

وأضافت: "برنامجي هو عبارة عن مجلة أسرية اجتماعية تربوية تنموية واسعة، يركز على قصص النجاح والمبادرات الشبابية، إضافة للجوانب الطبية والنفسية وقضايا الأطفال وكل ما يُهم الأسرة”.

وأوضحت أنه على الرغم من تداول الفلسطينيين تقرير القناة الإسرائيلية فيما بينهم على سبيل التندر والسخرية، إلا أن الأمر جاد للغاية، إذ يشكل تحريضاً واضحاً ومباشراً على القناة والعاملين فيها، محملة الاحتلال مسؤولية ما قد يلحق بهم من خطر شديد بسبب هذه التهديدات.

وأشارت إلى أنه بالرغم من قصف واستهداف القناة في كل مرة يشُن فيها الاحتلال عدوان على قطاع غزة، تدمر فضائية الأقصى وتكون هدفاً لطائرات الاحتلال، لكن اللافت في الأمر هذه المرة هو دخول الإعلام الإسرائيلي على خط التحريض المباشر، عادّةً أن قيامه بالتحريض يدرجه تلقائياً في قائمة مرتكبي جرائم الحرب، تماماً كما هو الجيش

الإسرائيلي لكن الفرق أن أحدهما يسبق الأخر في التحريض والثاني يتبعه في التنفيذ، في إشارة للجرائم المزدوجة التي يرتكبها كل منهما بحق الإعلام والفلسطيني والعاملين فيه.

وبالرغم من حالة الفرح الممزوج بالأمل في القدرة على إيصال الصوت الفلسطيني، التي ظهر بها العاملون في فضائية الأقصى بحلتها الجديدة، إلا أنها بحسب حبيب كانت مادة "يعتقد الاحتلال أنها دسمة” ويمكن له من خلالها التحريض على القناة والعاملين فيها وتعريض حياتهم للخطر.

وتابعت: "الاحتلال يخشى القلم والكاميرا الفلسطينية، كما يخشى المقاوم والثائر، كلٌ منهما يؤدي دوراً لا يقل أهمية عن الأخر، وكلاهما يدافع عن الحق الفلسطيني”، مطالبة بوضع حد لتهديدات الاحتلال، ومنح الإعلام الفلسطيني الحرية المُطلقة في نقل رسائله حتى وإن لم تعجب الاحتلال، وذلك بموجب القوانين الدولية التي تنص على حرية الرأي والتعبير.

واستهدف الاحتلال قناة الأقصى في 13 مايو/أيار الماضي، بقصفه برج الشروق الذي يضم مؤسسات إعلامية وتجارية عديدة، بعد ساعات من تدمير برج الجوهرة الذي يضم 13 مقرا إعلاميا، خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، وهذه هي المرة الرابعة التي تدمر فيها المقاتلات الحربية الإسرائيلية استوديوهات القناة.