الأحد 19 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

القنابل اليدوية لغة الانتقام في مشاجرات السوريين


النهار الاخباريه مصطفى رستم 

ضج الشارع السوري في الآونة الأخيرة من حالة فلتان غير مسبوقة باستخدام السلاح والذخائر الحية المنتشرة بين المدنيين، ما أسفر عنها من حوادث أليمة متكررة ومتشابهة في محافظات سورية عدة.
ما حدث في 23 سبتمبر (أيلول) على أسوار المحكمة في مدينة طرطوس في سوريا، كشف عن حالة الانفلات الحاصلة بعدما أقدم أحدهم على فتح قنبلة إثر خلاف عائلي مع أحد المحامين أدت إلى مقتل شخصين وإصابة تسعة أشخاص، وكشف المحامي العام، هيثم حرفوش أن التحقيقات أشارت إلى أن الحادث حصل إثر خلاف عائلي بين محام وصهره، وقد كان صهر المحامي يحمل قنبلة يدوية وبعد أن فتح صمام الأمان توجهت دوريات من عناصر الشرطة لإلقاء القبض عليه ومنعه من التفجير كما تدخل شقيق المحامي للإمساك بصهره ونزع القنبلة من يده إلا أن ذلك أدى إلى الانفجار ووفاة المحامي وشخص آخر وإصابة عدد من عناصر الشرطة
تنذر هذه الحادثة بلا شك بواقع أليم، وصل حدود الاستهتار وتجاوز التشريعات في تحد للقوانين حتى أمام عقر دار العدل، كما وتدق ناقوس خطر يتهدد المجتمع.
ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم تتواتر قصص انفجارات القنابل، وتتراوح شدة خطورتها، وباتت بعض الخلافات العائلية تصل نحو نهاية حاسمة ومآسٍ بلون الدم، فليس على الجاني سوى فتح صمام أداة النار تلك، ليحصد مزيداً من الأرواح.
وفي 29 سبتمبر الماضي استفاق السوريون على جريمة قتل مروعة بعدما قتل رجل زوجته برميه قنبلة أمام منزل عائلتها في ريف العاصمة دمشق، وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن السبب يعود إلى خلاف عائلي بين القاتل وزوجته ووالدتها.
"الرمانة" قنبلة المجتمع 
وثمة اتساع في رقعة استخدام القنابل بشكل يومي، وعلى الرغم مما تحمله من أتراح صار الحديث عن "الرمانة" كما يطلق عليها عامة الناس مثاراً للتندر أثناء كل مشاجرة تحدث في الشارع، في تحفيز للمتشاجرين إلى إنهاء الخلاف بين اثنين بحض الأطراف على رمي قنبلة.
 "إننا نعيش حالة رعب مع انتشار السلاح والذخائر الحية بشكل واسع" هكذا يصف أحدهم الأوضاع، وهو مصاب بطلقٍ ناري طائش منذ خمس سنوات، ويضم صوته إلى أصوات تنادي بنزع السلاح من المدنيين.

وتعتبر العلبي أن الضغوط الاجتماعية وتدني مستوى المعيشة جعل مستوى الجريمة يرتفع بجانب قضايا اجتماعية أخرى كارتفاع معدلات الطلاق والانتحار، وكشف موقع مؤشر الجريمة، نومبيو عن تصدر سوريا المرتبة الأولى عربياً والتاسعة عالمياً، بالتوازي مع ارتفاع في معدلات الفقر لمستوى 90 في المئة بحسب إحصاءات أممية، وكانت الحرب الشرسة منذ عام 2011 سبباً مباشراً في ذلك الانهيار.