الخميس 25 نيسان 2024

تقارير وتحقيقات

الشتاء يقرع أبواب غزة وسكان المناطق المتضررة جراء الحرب يخشون الانهيارات


النهار الاخباريه. وكالات


مع اقتراب موسم هطول الأمطار، تزداد هواجس سكان المناطق التي تضررت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة، من مخاطر انهيارات أرضية قد تحدث، بسبب تسرب مياه الأمطار والصرف الصحي، خاصة وأن عملية إصلاح أضرار شبكات البنى التحتية لم تنجز بعد، وهو ما يهدد أيضا بغرق مناطق كاملة في القطاع.

أولى تلك الإشارات التي وصلت السكان، وأكدتها إنذارات سابقة لجهات الإشراف في السلطات البلدية، كانت إعلان بلدية غزة، عن هبوط كبير حدث في المنطقة المتضررة في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق المدينة، والتي تضررت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وأوضحت أن الهبوط يعد مؤشرا لما حذرت منه سابقاً من حدوث "انهيارات وتسرب لمياه الأمطار والصرف الصحي” في المناطق المتضررة.

وقد حذرت مجددا من انعكاس تأخر عملية الإعمار سلباً على الأوضاع في المدينة، إذا لم يتم التدخل العاجل والبدء في عملية إعمار البنية التحتية كأولوية عاجلة تزامناً مع إعمار المنشآت السكنية، لافتا إلى أن الهبوط ناجم عن تسرب مياه من خط المياه المتضرر الذي تم صيانته بشكل أولي وعاجل عقب العدوان وتسربت المياه في التربة ما أدى لهبوط في الشارع.

وقالت إن طواقمها تحركت للمكان فور تلقيها إشارة الهبوط في الشارع وبدأت بصيانة خط المياه وسيتم عقبه ردم الهبوط بالتراب لمنع وقوع أضرار للسائقين.

وعقب الحادثة دعت البلدية كافة المؤسسات المحلية والدولية للتدخل العاجل والإسراع في عملية إعادة الإعمار تحسباً لتفاقم الأوضاع خلال فصل الشتاء وسقوط مياه الأمطار، وجددت تحذيرها من تأخر عملية إعادة الإعمار وأكدت ضرورة الإسراع والبدء بها قبل تساقط الأمطار، حيث أشارت إلى عواقب تأثير فصل الشتاء ومياه الأمطار على المناطق التي تضررت ودخول مياه الأمطار والصرف الصحي في باطن التربة وحدوث انهيارات في المناطق المتضررة.

وقد حدث هبوط آخر بسبب تسرب مياه من خط المياه المتضرر الذي تم صيانته بشكل أولي وعاجل عقب الحرب، وتسربت المياه في التربة ما أدى لهبوط في المناطق الشرقية للقطاع.

وكان يحيى السرّاج رئيس بلدية غزة، أكبر بلديات القطاع، قال إن البنية التحتية في غزة تعرّضت للاستهداف المباشر والمُمنهج، خلال الحرب، وهو ما أثر بشكل كبير على الخدمات المقدّمة من البلديات، وترك حفرا عميقة في الأرض. تصل في بعض الأحيان إلى 10 أمتار، وأوضح أن البلديات بذلت جهدا كبيرا لإصلاح ما يمكن إصلاحه من تلك الأضرار لكن بإمكانيات بسيطة ومحدودة.

وأعرب عن تخوفاته من عدم إجراء إصلاح كبير وشامل خاصة لخطوط مياه تصريف الأمطار، لافتا إلى أن الإصلاح الذي أجري بعد الحرب "مؤقت وغير شامل”، حيث لا تعلم البلدية ماذا حصل تحت الأرض، جراء الغارات، وقال "ما قمنا بإصلاحه هو الأضرار الواضحة والقريبة والمباشرة”، وقال "في حال وجود أمطار، هناك خشية كبيرة من حدوث فيضانات، الأمر الذي يتسبب بهبوط الطرق الرئيسية، من جرّاء الأضرار تحت الأرض”.

ودفعت هذه الحادثة المواطنين، خاصة القاطنين في المناطق التي تعرضت لاستهداف كبير من قبل الاحتلال، خلال الحرب الأخيرة، إلى التعبير عن خشيتهم، وقال يوسف وهو رجل أربعيني يعمل في أحد الشركات المتواجدة في أحد العمارات الواقعة في شارع الوحدة الذي تعرض لغارات عنيفة خلال الحرب "سكان الحي جميعا يطالبون بإصلاح البنى التحتية في هذا الوقت وقبل أي شيء”.

وقد شهد أحد الأحياء الواقعة في الشارع من جهة الغرب، مجزرة كبيرة خلال الحرب راح ضحيتها نحو 60 مواطنا بينهم نساء وأطفال، وغالبيتهم من عوائل الكولك وأبو العوف، عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازلهم والشوارع القريبة منها، دون سابق انذار، حيث استهدفت الغارات التي هدمت عشرات المنازل، وأطاحت بأبراج في المنطقة، وعمارات سكنية ومحال تجارية، شبكات البنى التحتية، بما فيها شبكات تصريف مياه الامطار والصرف الصحي.

ويقول ذلك الرجل، إن هناك خشية من أن تحدث انهيارات بناء على تحذير البلدية، لافتا إلى أنه يجري إصلاح الشارع المتضرر حاليا، لكنه لا يعلم أن كان الأمر قد طال قبل ذلك إصلاح الشبكات الأرضية المتضررة.

وهذا الشعور عبر عنه أيضا سكان آخرون يقطنون في مناطق أخرى في غزة، تعرضت شوارعها لغارات، أحدثت حفرا بعمق أكثر من عشرة أمتار في باطن الأرض، ما أدى إلى تدمير البنى التحتية.

وبالعادة تكون هناك في فصل الشتاء حوادث طرق لبعض المناطق، غير المجهزة كليا للأمطار الغزيرة، وحسب تحذير البلدية، سيتوسع نطاق تلك المناطق، حال لم يجر العمل بشكل سريع لتدارك الأمر، وإصلاح الأضرار.

وكانت وزارة الأشغال قالت إنه إلى جانب الدمار الكبير في المباني والمنازل بسبب الغارات الجوية، فإن مسافات طويلة من شبكات البنى التحتية تضررت جراء القصف.

وتقدر قيمة الاضرار التي لحقت بشبكات البنى التحتية في قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة، بـ 50 مليون دولار، غالبيتها وقعت في مدينة غزة.

وكانت بلدية غزة، قالت إنه جرى إبلاغها، بأن مشاريع إعمار البنى التحتية في القطاع، ستكون مطلع العام القادم، وهو ما يعني أن الإعمار الذي سيبدأ بالمنازل خلال الفترة القادمة، سيتأخر عن إصلاح الشوارع إلى ما بعد فصل الشتاء.

ودفع ذلك بتنظيمات مثل الجبهة الشعبية للتحذير من الأمر، كونه يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، مع اقتراب فصل الشتاء، وما يترتب عليه من احتياجات ملحة لهذه الشبكات والطرق.

ودعت المجتمع الدولي والدول المانحة والممولة للإعمار لـ "مغادرة مربعات الانتظار والتأجيل والتسويف التي بات يكتوي بها المتضررون”، مؤكدةً أن المماطلة في إعمار البنية التحتية "سيكون أحد عوامل تفجير الأوضاع في غزة”.