الأحد 28 نيسان 2024

تقارير وتحقيقات

التنسيق الأردني مع الاحتلال بشأن الإنزال الجوي في غزة


النهارالاخباريه- وكالات
لا يزال الإنزال الجوي الأردني المحمل بمساعدات طبية في قطاع غزة محلاً للنقاش، لا سيما حول كيفية وصول وتحليق الطائرة العسكرية الأردنية فوق أجواء غزة، في ظل الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
كشفت مصادر تفاصيل متعلقة بالتنسيق الأردني الإسرائيلي بشأن إيصال المساعدات إلى غزة عبر الإنزال الجوي الأردني، متحدثة عن دور أمريكي لإنجاح وصول المساعدات الطبية العاجلة للمستشفى الميداني الأردني في شمال قطاع غزة
أكدت المصادر أنّ العاهل الأردني هو الذي أشرف بنفسه على وصول طائرة نقل عسكرية (c-130) أمريكية الصنع، إلى المستشفى الميداني الأردني في غزة، وأنه قام بالتنسيق المباشر مع الجانب الإسرائيلي بوساطة من الخارجية الأمريكية
وتمتلك القوات المسلحة الأردنية طائرات عدة من طراز "C-130" وهي أمريكية الصنع، حيث تسلمت طائرتين من أصل 3 طائرات من القوات الجوية الأمريكية قبل عامين، للمساهمة في زيادة قدرة سلاح الجو الملكي الأردني على تنفيذ المهام المسندة إليه
وكانت هيئة البث التاربعه للاحتلال أعلنت أنّ عملية الإنزال الجوي الأردني تمت "بالتنسيق الكامل مع جيش  الاحتلال الإسرائيلي، حيث أسقطت طائرة أردنية معدات طبية ومنتجات غذائية إلى المستشفى الأردني في غزة، وسيستخدم المستشفى هذه المعدات للموظفين والمرضى"
تؤكدّ المصادر ذاتها أنّ عملية الإنزال الجوي الأردني في غزة تمت على ارتفاع 17 ألف قدم، وكانت تحتاج إلى طيارين محترفين ذوي خبرة عالية في مناطق الصراع والحروب، وتمت بتنسيق بين المخابرات الأردنية والإسرائيلية بوساطة أمريكية 
من جانبه، أكد وزير الإعلام السابق سميح المعايطة، في تصريحات صحفيه أنّ حركة طائرة عسكرية أو مدنية خارج أراضي أي دولة تحتاج إلى تنسيق مع الأطراف الأخرى، وإعلامهم بشكل مباشر أو عبر وسطاء، فكيف يكون الحال في منطقة تشهد عمليات عسكرية وقصفاً من الاحتلال الإسرائيلي
وأشار إلى أنّ الهدف المباشر والعملياتي لإرسال الطائرة هو تأمين احتياجات المستشفى الأردني في غزة وطاقم العمل الذي فيه، وبشكل عاجل، خاصةً في ظل الوضع الإنساني الصعب لأهالي غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي
وكشف وزير الإعلام السابق أنّ "هناك رسائل تتعلق بإسرائيل من خلال ما حدث، خاصة في ظل الغضب الأردني والرفض لكل ما سفعله الكيان الاسرائلي في غزة، بأنّ الأردن يحفظ مصالحه بطريقته، بما فيها المصالح السياسية التي تناقض المخططات الصهيونية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية 
بدوره، قال عضو مجلس الأعيان، إبراهيم البدور، إنّ الأردن تمكن من تحقيق اختراق في المجال الجوي لإيصال مساعدات إلى سكان قطاع غزة، في ظل الحصار الكبير على القطاع وعدم القدرة على إدخال المساعدات من الجانب المصري، منوهاً بأنّ تلك الخطوة التي قام بها الأردن مهمة، حتى وإن جاءت بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي وبوساطة أمريكية وأكد وصول المساعدات بالفعل على أرض المستشفى الميداني الأردني، وأنّ تلك المساعدات الطبية هبطت بسلام بدون أن تتضرر
في حين قالت مصادر اعلاميه إن الوساطة الأمريكية أتت في وقت تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الأردن وإسرائيل إلى حالة من التوتر غير مسبوقة، مشيرة إلى أن سبب ذلك يعود إلى "الرضوخ الأمريكي للمطلب الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة إلى الأردن وشددت على أن الأردن لديه موقف ثابت متعلق بعدم تهجير الفلسطينيين عن أرضهم إلى الأردن، وتوطينهم 
.
شروط  الاحتلال 
وأوضحت مصادر خاصة أن جانب  المتعلق بالاحتلال الإسرائيلي كان له شروط محددة للموافقة على عملية الإنزال الجوي الأردني في غزة، متعلقة بطبيعة المساعدات
وقالت إن الإسرائيليين أخبروا الجانب الأردني عبر الوساطة الأمريكية، بأن المساعدات يجب أن تتضمن فقط مواد غذائية وطبية، بإشراف أمريكي
وتابعت أن الأردن لم يكن رافضاً لهذه الشروط، وإنما كان مُصراً على عملية الإنزال الجوي الأردني في غزة لإيصال المساعدات الأساسية اللازمة للمستشفى الميداني، الذي يقع في تل الهوى، في شمال غزة، وهي منطقة بعيدة تماماً عن معبر رفح، وتشهد توغلاً برياً إسرائيلياً واشتباكات مستمرة بين المقاومة والاحتلال