الأحد 19 أيار 2024

تقارير وتحقيقات

اجتماع قمة العشرين في روما


النهار الاخباريه  روما - بسام الصالح

استضافت ايطاليا قمة العشرين في العاصمة روما، قمة يشارك بها روؤساء كبريات الدول، وذلك باقتراح من رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي، المعروف بعمله السابق سواء في الاتحاد الاوروبي او البنك الدولي، وذلك لمناقشة بعض القضايا التي تهم العالم. وعلى رأس هذه القضايا قضية المناخ وتخفيض نسبة التلوث بثاني اوكسيد الكربون، الذي يتسبب بارتفاع درجة الحرارة في العالم وما تسبب به من كوارث. هذا بالاضافة الى القضايا الاقتصادية والسياسات الاستراتيجية، وجائحة كورونا واهمية تطعيم الجميع في كافة انحاء العالم.
استضافة هذا العدد الكبير من الرؤساء وقيادات العالم وضمان امنهم، جعل روما مدينة محكمة الاغلاق من الناحية الامنية، ومكان عقد القمة منطقة حمراء لا يمكن خرقها، وتقدر هذه المنطقة بعشرة كيلومتر مربع، ولضامن ذلك اغلقت المدارس لمدة يومين، واغلقت محطات المترو التي تقع في هذا المربع الامني وتم تحويل سير حافلات النقل لتبقى بعيدة عن المنطقة الحمراء، وتم نشر اكثر من 10 الاف من قوات الامن والجيش على كافة مقاطع الطرق التي يمر بها مواكب الضيوف بما فيها المواقع السياحية التي سيزورها الروؤساء او قريناتهم. 
ضمن هذه الاجراءات، كان لا بد من السماح لمن يناهض هذه القمة بالتظاهر والسير بعيدا عن المنطقة الحمراء و وسط البلد، وذلك لضمان حرية التعبير التي ينص عليها الدستور الايطالي، وضمان عدم حدوث اي عمليات شغب او عنف او اشتباك مع الشرطة، وذلك نتيجة تجربة قمة الثمانية في مدينة جنوة عام 2001 اي قبل عشرين عاما والتي كان ضحيتها احد المتظاهرين الذي قتل بعد اطلاق النار عليه من قبل الشرطة ودهسته احدى عربات الشرطة، اضافة الى ما قامت به الشرطة من عمليات الاعتقال والضرب والقمع للعشرات من المتظاهرين الذين  لجأؤا لاحدى المدارس، ومازالت المحاكم الايطالية تفتي وتصدر احكاما بما حدث. 

يوم السبت 30 اكتوبر، تظاهر ما يقارب 10 الالاف مواطن يمثلون مختلف فئآت الشعب الايطالي، من طلاب وعمال واحزاب وقوى اجتماعية، تحت شعار انتم عشرين ونحن المستقبل، اشارة الى المناخ والاقتصاد ومستقبل العمل وحقوق العمال، ومطالبة العشرين بتحرير طعومات التلقيح ضد كورونا من سيطرة شركات التصنيع، وجعها ملكية عامة ولكافة شعوب الارض، ضمن شعار السلامة للجميع. 
مسيرة التظاهرة التي حددتها وزارة الداخلية، كانت بعيدة عن الاماكن الحساسة، وزارات، سفارات، وتنتهي في ساحة ليست بعيدة عن وسط البلد، وتم اغلاق كافة الطرق الجانبية باحكام شديد، وهذا كاد ان يخلق اشتباك مع الشرطة عندما تم الاعلان عن انتهاء المسيرة، ولم يجد المتظاهرين منفذا للخروج والعودة لمنازلهم، بسبب اغلاق كافة المنافذ والطرق الفرعية، مما دفع المشرفين على العودة الى مكان انطلاق المسيرة لتتحول الى مسيرة جديدة، انتهت دون احداث اشكالات امنية كبيرة . 
بانتظار ما سيتقرره قمة العشرين، يبقى التشاؤم سيد الموقف ويبقى التناقض بين مزيدا من جشع الربح ومن يبحث عن لقمة العيش الكريم.