الجمعة 29 آذار 2024

هل رفضت إسرائيل مقترح لبنان بشأن ترسيم الحدود وما السيناريوهات المتوقعة


النهار الاخباريه القدس

وسط مخاوف من الدخول في حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، بسبب النزاع على حقول النفط والغاز، رفضت إسرائيل الاقتراح اللبناني لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ونقلت صحيفة "النشرة" اللبنانية" عن مصادر خاصة، قولها إن أجواءً سلبية أحاطت زيارة الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، وأن إسرائيل رفضت الطرح اللبناني.

يذكر بأن ​الرئيس ميشال عون​ أبلغ هوكشتاين في الزيارة الأخيرة بتمسك لبنان بكامل الحقول النفطية التي تقع ضمن الخط 23، بالإضافة إلى حقل ​قانا​ النفطي، مع ضمانة دولية للحفر والإنتاج.

وقال مراقبون إنه في حال صدقت التقارير الإعلامية بشأن الرفض الإسرائيلي، فإن هناك سيناريوهات مظلمة تحيط بالملف، مع إمكانية الدخول في حرب شاملة بين البلدين.

تهديدات "حزب الله"

اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أنه إذا صحت الأنباء بشأن إبلاغ الوسيط الأمريكي هوكشتان للبنان بأن إسرائيل رفضت الشروط اللبنانية ومطالب ترسيم الحدود، فهذا يعني أن لبنان ذاهب إلى سلسلة احتكاكات عسكرية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه الاحتكاكات قد تؤدي إلى وقف الاستثمار في حقل كاريش من قبل الإسرائيليين، وقد تفتح المنطقة على جولة عنف واسعة وكبيرة، مع احتمال حرب إقليمية ضخمة تؤدي إلى تغيير الإحداثيات وإيقاع التطورات والأزمنة.

وعن رد "حزب الله"، قال:

الزمن يسير بسرعة، ولم يتبق سوى 20 يومًا بحسب الموعد الذي أعلن عنه حسن نصرالله لبداية شهر سبتمبر/أيلول لصياغة الاتفاق أو تعطيل استخراج النفط والغاز من الشرق المتوسط.

وتابع: "لم يعد الوقت متاحًا كثيرًا، وما قاله السيد نصرالله لا يستطيع التراجع عنه، وما التزم به لبنان لا يمكن التخلي عنه في الوقت الراهن، ولن يُسمح لإسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش والحقول اللبنانية الأخرى، إن لم يُعط لبنان الحق في استثمار حقوقه النفطية وترسيم حدوده البحرية".

وبسؤاله عن إمكانية الاعتماد على الوسيط الأمريكي في تلافي هذا السيناريو الكارثي في أزمة ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، أجاب عوض بأن في حال كانت إسرائيل قد رفضت فعلًا كل الشروط اللبنانية، فلم يعد هناك وقت كاف ولا إمكانية كبيرة للرهان على الوسيط الأمريكي في حال هذه الأزمة، وستنفجر الأوضاع وتدخل المنطقة في سيناريو صعب.

3   أشهر حاسمة

بدوره اعتبر الناشط اللبناني أسامة وهبي، أن رفض إسرائيل للطرح اللبناني الأخير فيما يخص ترسيم الحدود البحرية، كان سيناريو متوقعًا، والوضع خلال الثلاثة أشهر المقبلة سيكون حرجًا جدًا وخطيرًا.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "حزب الله" رفع سقفه كثيرًا، وهدد بأنه لن يسمح باستخراج الغاز من حقل كاريش، وهناك اتفاقيات تم التوقيع عليها بين إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي على استخراج الغاز خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وإذا ذهب "حزب الله" في تنفيذ تهديداته فإنه قد وضع لبنان في فوهة المدفع، وفي مواجهة مع العالم كله تقريبًا، وهذا السيناريو خطير جدًا على لبنان والمنطقة.

وتابع: "لكن المفاوضات في فيينا لا تزال فاعلة، وهناك انتظار الرد الإيراني على المشروع الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبموافقة أوروبية، بالتالي إذا كان هناك حلحلة في المفاوضات فيينا مع إيران وكان هناك اتفاق قد أنجز بين واشنطن وطهران، سينعكس ذلك على لبنان


ويرى أنه في حال تعثرت مفاوضات فيينا، وكانت إيران تتجه لرفض هذا المشروع وإلى التصعيد في المنطقة للضغط باتجاه الوصول لاتفاق نووي، لبنان سيكون ضحية هذا التصعيد، وسنذهب إلى المجهول، وربما لحرب مدمرة تزيد من معاناة اللبنانيين، ومعاناة شعوب المنطقة التي تعاني من أزمات اقتصادية ومالية ونقدية وفلتان أمني، وغيرها من الأزمات.

وأنهى الناشط اللبناني حديثه، قائلًا: "ذاهبون إلى 3 أشهر حاسمة وخطيرة وغامضة، لبنان على كف عفريت، ليس هناك حكومة وذاهبون إلى فراغ رئاسي محتمل، السلطة مترهلة عاجزة غير قادرة على فرض أي واقع، وغير قادرة على التحكم في قرارات حزب الله التي ترتبط بالمصلحة الإيرانية بشكل مباشر، قبل المصلحة اللبنانية".

وأكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اللبنانية (حزب الله)، أن الوقت ليس مفتوحا أمام إسرائيل لإنهاء مسألة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. ودعت إلى عدم تضييع الوقت بهدف تشكيل حكومة لبنانية كاملة الصلاحيات ومؤهلة لمواجهة التحديات الدستورية والوطنية.

وفي السياق نفسه، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن الولايات المتحدة تعتقد أنه من الممكن التوصل إلى قرار في المحادثات الإسرائيلية اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية.

وذكر باتيل أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية. ولا يمكن تحقيق تقدم نحو حل إلا من خلال مفاوضات بين الحكومتين، ونعتقد أن الحل ممكنا".
تحاول إسرائيل ولبنان منذ عام 1996 حل التداخل بين  المياه الإقليمية للبلدين الواقعة على رواسب كبيرة من الوقود الأحفوري. بدأت المفاوضات بوساطة أمريكية في عام 2020.