الجمعة 26 نيسان 2024

تدريبات للاحتلال الإسرائيلي تحاكي "فقدان السيطرة" على البلدات العربية


النهار الاخباريه القدس

على الرغم من انتهاء شهر رمضان من دون تصعيد أمني يمهد لمواجهات أوسع، وفق السيناريوهات التي وضعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبينها تكرار أحداث مايو (أيار) من السنة الماضية، إلّا أن فلسطينيي 48 ما زالوا على أجندة الأجهزة الأمنية وإنما في موقع مختلف ضمن سيناريوهات التصعيد، سواء داخل إسرائيل أو عند الحدود.
وفي حين تعتبر التقديرات الإسرائيلية أن المواجهات مع "حزب الله" في الشمال و"حماس" في الجنوب ما زالت قائمة، وبأن وقوعها مجرد وقت، عادت الأجهزة الأمنية لتبحث مع مسؤولين في الجيش والشرطة، سبل التعامل مع احتمال تصعيد غير مسبوق داخل بلدات فلسطينيي 48.
وغالبية القرارات أجمعت على ضرورة السير بتدريبات عسكرية واسعة ومكثفة لعناصر الشرطة وقوات الجيش، تشمل سبل التعامل مع إغلاق شوارع رئيسة في البلدات العربية، التي تشكل شريان حركة السير لطرقات تربط بين البلدات الإسرائيلية، في الشمال والمركز.
السيطرة على ما يسمى "أعمال الشغب"
جاء التخوف الإسرائيلي عقب الكشف مؤخراً عن من وصفتهم بـ"خلايا بين فلسطينيي 48" تتجند لصالح إيران و"حزب الله" وتنظيمات مدرجة في قائمة "التنظيمات المعادية لإسرائيل"، قد تتحرك لتنفيذ مهماتها في حال وقوع مواجهات مع "حزب الله" شمالاً و"حماس" جنوباً، إلى جانب تنفيذ عمليات اعتداء. وتتوقع الأجهزة الأمنية أن تثير "الخلايا النائمة أعمال شغب" قد يصعب على إسرائيل السيطرة عليها.
وبناء على ذلك، تقرر التدريب على كيفية التصرف في حال إغلاق شوارع مركزية، وكيفية اعتراض حافلات عسكرية تنقل جنوداً أو معدات عسكرية إلى الشمال أو إلى الجنوب.
صواريخ من لبنان
وتضع الأجهزة الأمنية في صدارة السيناريوهات التي سيتدرب عليها الجيش والشرطة، نشوب حرب تبدأ بإطلاق وابل من الصواريخ من قبل "حزب الله" من لبنان و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" من غزة، على أن تشهد في الوقت نفسه مدن وقرى الضفة الغربية تصعيداً يمتد إلى القدس ومن ثم البلدات العربية التي يسكنها فلسطينيو 48، وفي مركزها المدن المختلطة، حيفا واللد والرملة وكذلك التجمعات البدوية في النقب في الجنوب.

التدريبات تحاكي إغلاق طريق وادي عارة في المثلث، الذي يشكل شريان الحركة إلى تل أبيب ومركز إسرائيل وإلى القدس والجنوب أيضاً. وفي هذه الحالة تستعد الشرطة والجيش لعملية إدخال قوات نظامية خاصة وقوات تابعة لحرس الحدود للتعامل مع الأحداث من احتجاجات وتظاهرات داخل البلدات العربية.

واستعداداً لذلك، قامت الشرطة بتجنيد 6 سرايا جديدة من قوات "حرس الحدود"، وتعمل حالياً على تجنيد سريتين إضافيتين. ونُقل عن ضابط كبير في الشرطة أن مختلف الأجهزة الأمنية في حال تأهب، خصوصاً الشرطة التي تستعد لأوضاع تؤدي إلى خلل في الأمن الداخلي، إلى جانب الاستعداد للتهديدات الخارجية. وأضاف "اتُخذت هذه القرارات بعد استخلاص العبر من عملية (حارس الأسوار) - التي نفذت في قطاع غزة في شهر مايو (أيار) السنة الماضية، والتي قادت إلى تجهيز وبناء نماذج جديدة مثل أجهزة استشعار استخباراتية مع الجيش والشاباك لتجنب المفاجآت".
 ووفق ما نُقل، يضم كل لواء قوة خاصة معدة من 500 شرطي مدربين، غالبيتهم ممن سبق وخدموا في الجيش، عدا عن كونهم مدربين على إطلاق الأعيرة المطاطية.
ويُذكر أن رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال إسحق ترجمانه، كان قد كشف خلال حديث سابق له عن استعدادات الجيش للحرب المقبلة، بأن قوافل الجيش وعتاده العسكري لن تمر عبر وادي عارة، تحسباً من عرقلة سيرها أو
رجمها بالحجارة والزجاجات الحارقة.
طائرات من دون طيار
إلى جانب ما ورد من استعدادات، فقد أُدخلت إلى التدريبات طائرات من دون طيار ستكون مهمتها إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين يشاركون في الأعمال الاحتجاجية.
كما يشمل التدريب سرعة فتح مخازن السلاح ووسائل تفريق التظاهرات، واستدعاء قوات الاحتياط من دون انتظار الحاجة للحصول على بنادق من الجيش.
وأعلنت الشرطة أن قوات الجيش والوحدات التي سيتم استدعاؤها، ستعمل تحت صلاحيات ومسؤولية الشرطة وليس الجيش، وأن الجيش سيقدم المساعدة عند الحاجة.
ووفق تقرير إسرائيلي حول الموضوع، هناك خشية كبيرة لدى المسؤولين من استخدام الأسلحة المنتشرة في المجتمع العربي، ونقلها  إلى عناصر "إرهابية معادية لإسرائيل"، بحسب أجهزة الأمن