الأحد 19 أيار 2024

سرقة الأراضي بلا إثارة غضب الخارج


أحد عشر شهراً فقط كانت كفيلة بفرض مستوطن إسرائيلي سيطرته شبه المطلقة على مئات الدونمات الزراعية والرعوية، إلى الشرق من قرية بيت دجن، شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، لتتحول تلك المنطقة المسيطر عليها إلى بؤرة استيطانية على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الحال في بيت دجن يعكس واقعاً يتم فرضه على الأرض، فهناك مئات البؤر الرعوية التي تنتشر في السهول والجبال بالضفة الغربية، وتحديداً في الأغوار، والتي تضم آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والمراعي الخضراء، كما يوضح مراقبون ونشطاء.
قطعت تلك البؤرة المقامة على أراضي قرية بيت دجن التواصل بين الأخيرة والأغوار وحتى محافظتي طوباس وأريحا بالضفة الغربية، وهناك طريق يصل بين قريتي النصارية وبيت دجن، لم يعد الأهالي يستطيعون سلوكه، "لقد كان المتنفس الوحيد في حال أغلق الاحتلال الطرق الرئيسية للقرية"، بحسب ما يوضح أبو رضوان.
ولم يكتف المستوطن في بيت دجن بتسييج الأرض التي سيطر عليها ونصب خيمة ووضع بيت متنقل داخلها، بل عمل على توسيع البؤرة، فشق طريقاً نحو شرق قرية بيت دجن، ما يعني الاستيلاء على مساحة تربو على 20 ألف دونم، وترتب على ذلك عدم قدرة المزارعين الفلسطينيين من أصحاب الثروة الحيوانية على الوصول إلى أراضيهم في تلك المساحات الشاسعة إلا بشق الأنفس، من أجل حراثتها وزراعتها. وأيضاً بات الخوف يتهدد رعاة الأغنام من التجوّل في المنطقة ورعي المواشي، وهم يتعرضون لتهديدات منه ومن جيش الاحتلال الذي يحميه، ما يهدد القطاع الزراعي في القرية برمته.
وتنتشر في الأغوار عشرات البؤر الرعوية، حيث يُحضِر المستوطن ماشيته وأبقاره ويختار موقعاً يكون قريباً من المروج الخضراء ومصادر المياه، ليقيم عليه البيت وحظيرة المواشي.
إضافة إلى ذلك، يتم منع الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى مصادر المياه، حيث يتم تغريم صاحب الماشية بحال الاقتراب من تلك المصادر، وهذا ما جرى تماماً مع الراعي فتحي دراغمة، الذي تم تغريمه أخيراً بمبلغ ألف شيكل (300 دولار)، بحجة قطع أبقاره الشارع القريب من نبع مياه "عين الحلوة"، بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية.
يحاول الاحتلال أن يكرّس نظام البؤر الاستيطانية، ومنها البؤر الرعوية، حيث يتم الإتيان بالمستوطن مع أغنامه وأبقاره، ووضعه قرب أقرب تجمع بدوي أو رعوي فلسطيني يتم التخطيط لتهجيره، ومن ثم يتم مدّ المستوطن بكل الخدمات وحمايته، وتسهيل عملية استيلائه على مصادر المياه والأراضي الخصبة، وفي المقابل يجري غضّ الطرف عن تعرّض سكان ذلك التجمّع للاعتداءات المستمرة، لإجبارهم على الرحيل،