الجمعة 26 نيسان 2024

الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائلي على مسار تصادمي بسبب قرار إعادة فتح قنصلية القدس

النهار الاخباريه  القدس
حالة من الصدام المتوقع بين الإدارة الأمريكية وحكومة  الاحتلال الإسرائيلية سببها القرار الذي اتخذته واشنطن بإعادة فتح قنصليتها في القدس، وذلك حسبما أوردت صحيفة "يديعوت أحرنوت” العبرية، .
وقالت الصحيفة إن التأخير في إعادة فتح أبواب القنصلية الأمريكية في القدس قد يزعج القيادة الفلسطينية، وإن إدارة بايدن لازالت تُصر على إعادة فتحها، بينما يواجه هذا القرار مقاومة "شرسة” لا سيما في أوساط اليمين المتطرف، الذي يؤكد أن القرار سيؤدي إلى انهيار الحكومة الائتلافية الإسرائيلية الهشة.
وتحدثت "يديعوت” عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وافق خلال زيارته الأخيرة لواشنطن على إعادة فتح القنصلية، وذلك خلال لقاء جمعه بنظيره الأمريكي أنتوني بلينيكن، يأتي ذلك في وقت يرفض فيه رئيس الوزراء نفتالي بينيت هذا القرار، وفقاً لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانبها، قالت المحللة الصحافية الإسرائيلية إيلي نيسان لـ”يديعوت” إن موقف إسرائيل الرافض للقرار يأتي لأن وجهة نظر أي حكومة يرأسها الليكود بما فيها حكومة بينيت ولابيد، ترى أن إعادة فتح القنصلية هو موافقة عملية على تقسيم المدينة، وهو السبب ذاته الذي أحدث نقاشات كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضافت نيسان: "الموضوع يقع في قلب المواجهة بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، فإعادة فتح القنصلية قد يؤدي إلى تفكك حكومة الاحتلال الإسرائيلية”.
ولفتت إلى أن بينيت الذي يؤيد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية – التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي – قال مرارا إنه "ضد قيام الدولة الفلسطينية”.
وعن هذا تقول نيسان إن "هذه القضية مهمة وحساسة للغاية بالنسبة للسياسيين الإسرائيليين، لدرجة أن نير بركات، عضو الكنيست والمرشح البارز ليحل محل نتنياهو كزعيم لحزب الليكود اليميني، اقترح مشروع قانون في يوليو/ تموز سعى إلى منع الدول من إقامة علاقات دبلوماسية، أو تواجد أي بعثات في القدس ليست بعثات إلى إسرائيل. وسافر بركات إلى الولايات المتحدة في يوليو/ تموز لعقد اجتماع مع نواب لمناقشة القضية.
وقالت نيسان: "عضو الكنيست بركات من الليكود قام بزيارة خاصة للولايات المتحدة لإقناع أعضاء الكونغرس بعدم السماح بإعادة فتح القنصلية”.
في السياق نقلت الصحيفة عن  أحمد رفيق عوض، رئيس مركز دراسات القدس في جامعة القدس، قوله إن هناك "خيبة أمل بين الفلسطينيين بسبب قلة الحركة من الجانب الأمريكي، ولديهم توقعات أقل الآن من إدارة بايدن”.
واعتمدت السلطة الفلسطينية وقيادتها على الإدارة الأمريكية الحالية والحزب الديمقراطي، حيث تعتبر الرئيس جو بايدن الشخص الذي أعاد تأهيل السياسة الأمريكية التقليدية. لكن حتى الآن، لم تحظ سياسة بايدن بالحماس من الفلسطينيين وفقاً لتوصيف الصحيفة.
وحول هذا يقول عوض” إذا لم تف الولايات المتحدة بوعدها في إعادة فتح القنصلية، فإنها ستزيد من تنفير الفلسطينيين”.
وتابع: "ما نريده هو ربط الأقوال بالأفعال و الإدارة الأمريكية لم تفعل ذلك حتى الآن، نحن كفلسطينيين نشعر أن هناك إحجامًا كبيرًا عن حل الدولتين من قبل إدارة بايدن، وخلق بيئة وشروط لهذا”.
ونوّه إلى أن  لدى القيادة الفلسطينية كان لها آمال كبيرة عندما فاز بايدن في الانتخابات ، بعد أن شعرت أن الرئيس السابق دونالد ترامب قدم الدعم المطلق لإسرائيل وتجاهل الفلسطينيين.
ولم تكن إدارة بايدن لديها الشجاعة المطلوبة، ولم ترق إلى مستوى الأمل الذي كان لدى الفلسطينيين لهذه الإدارة.غير أن عدم فتح القنصلية يعطي الانطباع بأن الإدارة الأمريكية ليست جادة وتقبل بالضغط الإسرائيلي.
و في أواخر عام 2017، اعترف ترامب رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمر السفارة الأمريكية في تل أبيب بالانتقال إلى القدس عام 2018، مخالفا عقودا من السياسة الخارجية الأمريكية التي تبنتها الإدارات المتعاقبة السابقة.
يشار إلى البعثة الدبلوماسية الأمريكية التي تتعامل فقط مع الفلسطينيين تحمل أهمية رمزية عميقة ، حيث يقول الفلسطينيون إنها تعترف بحقهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية.
و تم تعيين أول قنصل أمريكي في القدس من قبل الرئيس جون تايلر في عام 1844.