الأحد 19 أيار 2024

السيّد نصرالله: يمكننا منع "إسرائيل" من استخراج الغاز إذا منعتنا


النهار الاخباريه بيروت

أكَّد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيّد حسن نصرالله، عصر اليوم الاثنين، أنًّ "أهل الجنوب لجأوا إلى المقاومة نتيجة تخلي الدولة اللبنانية عن الجنوب".
وشدّد السيّد حسن في كلمةٍ له خلال المهرجان الانتخابي في جنوب لبنان، على أنّ "مراكز دراسات أجرت استطلاعات للرأي وكان همّ الأغلبية هو الوضع المعيشي وليس سلاح المقاومة، وأريد أن يعرف اللبنانيون أنّ من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة يجهل ما عاشه الجنوب منذ قيام الكيان الاسرائيلي"، لافتًا إلى أنّ "الكيان الغاصب أعلن عن قيامه في مثل هذه الأيام وبعد أشهر قليلة نفذ مجزرة في قرية حولا وهجر العديد من أهالي قرى الجنوب، وبعض السياسيين لا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدو وأنّ لها أطماع في مياه وغاز لبنان".
كما أشار الأمين العام، إلى أنّ "الجنوب لم يكن منذ 1948 في أولويات الدولة وهذا ضمن سياسة الإهمال للدولة، والإمام موسى الصدر لجأ إلى خيار المقاومة بعد تخلي الدولة اللبنانية عن الجنوب، وأقول للبعض فشروا نزع سلاح المقاومة".
وتابع نصرالله: "الإمام الصدر تحدّث مبكرًا عن إزالة إسرائيل من الوجود وقبل قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، والإمام قال يومًا إنّ وجود إسرائيل يُخالف المسيرة الإنسانيّة، والإمام الصدر قال إنّ الجنوب رأس الحربة ضد إسرائيل وقاعدة لتحرير الأرض المقدسة، والرئيس برّي ما زلنا تحت سقف خطاب الإمام الصدر".
كما لفت إلى أنّ "الإمام قال يومًا إنّ عيشنا من دون القدس موت وذل وتنازل المسلم والمسيحي عن القدس تنازل عن الدين، وخيارات أهل الجنوب لطالما كانت مع الدولة التي دائمًا ما أدارت ظهرها للجنوبيين"، مُشددًا على أنّ "أكبر إنجاز في تاريخ لبنان هو تحرير الجنوب والبقاع الغربي، والمقاومة حررت الأسرى وعادوا بعزّ إلى لبنان، كما أنّ المقاومة دقّت المسمار الأخير في مشروع إسرائيل الكبرى، ومن انجازات المقاومة أنها عطلت الألغام الطائفية وأعادت الثقة بالنفس للشعوب العربية والقدرة على الانتصار، وبكل صراحة.. المقاومة هي التي تحمي القرى الجنوبية، ومنذ 16 آب 2006 كل القرى الجنوبية تنعم بالأمان والعزة والسيادة والعنفوان بفضل المقاومة".
كما أشار: "نحن منذ 2006 دائمًا ما نقدّم استراتيجيات دفاعية ومنهم لا نسمع سوى سلّموا السلاح، وأنا قدّمت استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار عام 2006 ولم أتلقَّ أي جواب منهم حتى الآن"، مُتسائلاً: "هل الجيش اللبناني قادر على تحمل المسؤولية في الجنوب ومواجهة إسرائيل وحماية لبنان؟، من في لبنان قادر على اتخاذ قرار سياسي بقصف المستوطنات في حال اعتدت إسرائيل؟".
أمّا حول ملف استخراج النفط والغاز من المناطق المتنازع عليها، قال السيّد نصرالله: "هم يريدون أن يتخلى لبنان عن أهم قوة في استخراج نفطه وغازه، رغم أنّ لبنان اليوم أشدّ عوزًا لاستخراج ثرواته من مياهه التي تقدر بمئات المليارات.. فلماذا لا تستخرج؟، اليوم لدينا فرصة ذهبية لاستخراج ثرواتنا في مياهنا خاصة في ظل الحرب الأوكرانية والحاجة للغاز".
كما أكَّد السيّد نصرالله، أنّ "لديكم مقاومة تستطيع أن تقول للعدو.. إذا منعتم لبنان من التنقيب عن الطاقة ستمنعكم ولن تأتي أي شركة إلى حقل كاريش، والأميركيين يأتون للتفاوض حول الحدود لأنهم يعرفون أنّ لبنان يملك المقاومة"، مُشددًا على أنّ "الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة يفعلون ذلك لبيع هذا الموقف للأميركي، والأميركيين سيطلبون من دعاة نزع سلاح المقاومة الاعتراف بإسرائيل وتوطين الفلسطينيين، فهل ستوطنونهم؟".
وتابع نصرالله: "ما شهدناه خلال الحملات الانتخابية من تحريض على المقاومة يصح القول فيه.. حرب تموز سياسية، وأنتم الذين انتصرتم في حرب تموز، وبقيت المقاومة.. واليوم نتطلع إليكم نقول لكم: يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية، وإذا كان من أمل لحلّ الأزمة في لبنان فهو بسبب المقاومة التي ستحمي استخراج النفط والغاز، والمقاومة هي الإرث الحضاري وتجسيد وخلاصة 47 عامًا من الألم والقتال والشهداء من الإمام الصدر إلى بقية كبارنا".
وشدد السيّد على أنّ "هذه المقاومة هي مقاومة الإمام الصدر والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين ومقاومة الشعب اللبناني، ومن يريد المحافظة على لبنان وحمايته واستخراج الغاز فليصوّت للمقاومة وحلفائها".
وفي ختام حديثه، جدّد نصرالله تأكيده بالقول: "كما قلت في يوم القدس.. من الساعة الـ7 طلبنا من تشكيلات المقاومة الاستنفار لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة للعدو".