الجمعة 19 نيسان 2024

إسرائيل تنتقم من أسير مضرب وتزيد محكوميته ستة أشهر..

النهار الاخباريه القدس  
بما يدلل على مضي دولة الاحتلال، في تجاهل معاناة الأسرى الفلسطينيين الإداريين الستة المضربين عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الإداري، قامت المخابرات الإسرائيلية بتمديد اعتقال أحد هؤلاء المضربين، رافضة بذلك الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إطلاق سراحهم، فيما هددت فصائل المقاومة في غزة الاحتلال من استمرار تغوله على الأسرى، وقالت إن خياراتها ستكون مفتوحة، للرد على هذه الجريمة.
واستمر الأسرى الستة المضربون في معركتهم النضالية بـ”الأمعاء الخاوية” رفضا لاعتقالهم الإداري، وطلبا للحرية، وهم كايد الفسفوس المضرب منذ 105 أيام، ومقداد القواسمة المضرب منذ 98 يوما.
كما يواصل الأسير علاء الأعرج إضرابه منذ 80 يوما، وهشام أبو هواش منذ 71 يوما، وشادي أبو عكر منذ 64 يوما، وعياد الهريمي منذ 35 يوما، فيما يخوض الأسير راتب حريبات إضراباً عن الطعام منذ 18 يوما إسناداً للأسرى الستة الإداريين.
ويوما بعد يوم تزداد معاناة هؤلاء الأسرى المضربين، الذين يرقد بعضهم بحالة خطرة على أسرى المشافي، وقد حذرت مؤسسات حقوقية وقانونية من خطورة الوضع الصحي للأسيرين كايد الفسفوس الذي يقبع بمستشفى "برزلاي”، ومقداد القواسمة الذي يقبع في مستشفى "كبلان”.
وأشارت إلى تضاعف احتمالية تعرضهما لانتكاسة مفاجئة تنتهي باستشهاد أحدهما، بسبب ما يتعرضان له من نوبات تشنج، والانخفاض الحاد بنسبة السوائل في الجسم، واستمرار ظهور علامات الاصفرار والهزال وعدم القدرة على النطق.
وأظهرت صورة جديدة للأسير القواسمة وهو على سرير المرض، ما الذي لحق بجسده جراء الإضراب، حيث اختفى اللحم من أسفل جلده، ولم يظهر بشكل واضح هيكله العظمي، بما يدلل على فقدانه الكثير من وزنه، حيث لاقت الصورة تفاعلا كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت الصورة أن وضعه تدهور عما كان عليه قبل أكثر من أسبوع، حين ظهر وهو نائم على سرير المرض، لكنه رغم ما ألم به وفقدانه الكثير من لحمه، يصر على المضي في معركة الحرية.
ونقل عن والدته القول "الصورة صعبة ولكنها تعكس الواقع والوضع لا يحتمل أن ننتظر أكثر من ذلك”، وقالت إن مقداد لا يزال موجودا في غرفة العناية المركزة في المشفى الإسرائيلي، لافتة إلى أنه تعرض لانتكاسه صحية قبل يومين كادت أن تقضي عليه بعد هبوط حاد في ضغط الدم، حيث تم إنقاذه بتخدير موضعي”.
وأوضحت أنها تزور نجلها في موعد الزيارات ساعة في النهار وساعة في المساء فقط، وتقول إنه لا يستطيع التكلم جيداً، وأنه "ويصر على الحرية التي يدفع ثمنها من لحمه”.
وفي السياق، يقبع الأسرى علاء الأعرج، وهشام أبو هواش، وشادي أبو عكر، يقبعون في عيادة "سجن الرملة” في وضع صحي يتفاقم مع مرور الوقت، فيما يحتجز عياد الهريمي في زنازين العزل بسجن "عوفر”.
وتواصل سلطات الاحتلال تجاهل مطالب هؤلاء الأسرى، وسط تحذيرات فلسطينية من مخططات تهدف إلى تصفيتهم جسديا، وفي دلالة على ذلك، وبدلا من الاستجابة لطلب الإفراج عنهم، أصدرت مخابرات الاحتلال أمر اعتقالٍ إداريّ بحقّ المعتقل هشام أبو هواش المضرب، لمدة ستة أشهر تنتهي في أبريل من العام القادم.
وقال المحامي جواد بولس "هذا القرار يفسر مدى الرغبة في الانتقام من المعتقل أبو هواش ورفاقه المضربين عن الطعام، رغم ما وصلوا إليه من وضع صحي خطير”.
ولفت بولس، إلى أنّه وحتى اليوم لا توجد طروحات جدّية بشأن قضاياهم، وأنّ إصدار مزيد من أوامر الاعتقال الإداريّ بحقّهم، جواب كافٍ لكل المطالبات الراهنة بالإفراج عنهم، حتّى لمطالبات المؤسسات الحقوقية الدولية
وما أبدته من قلق على مصيرهم.
ويلجأ الأسرى لخوض "معارك الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتد بعضها لأشهر طويلة، إلى عمليات قمع من الاحتلال وعزل انفرادي، يطال أجسادهم المريضة.
وقد نجح الكثير من الأسرى الإداريين في مرات سابقة في إرغام إدارة سجون الاحتلال على تلبية مطالبهم، بعدما حصلوا على قرارات بإطلاق سراحهم.
والاعتقال الإداري يتم من خلال إصدار قرار من قبل ضابط إسرائيلي كبير، ولا توجه خلاله أي تهمة للمعتقل، بزعم أنها "تهم سرية”.
ولا يطلع محامي الأسير الإداري على التهم المزعومة، وفي أغلب الأحيان، يقوم الاحتلال بتمديد فترة الاعتقال الإداري، في اليوم المخصص لإطلاق سراح الأسير الفلسطيني.
وفي السياق، أعربت فصائل المقاومة الفلسطينية، عن ثقتها بانتصار الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام رفضًا لاعتقالهم الإداري في سجون الاحتلال، مطالبة الهيئات الحقوقية الدولية التدخل فورًا لإنقاذ الأسرى من جرائم الاحتلال.

استمرار المعركة التي يخوضها الإداريين.. والمقاومة تحذر: كل الخيارات مفتوحة

وقالت منذرة "خيارات المقاومة مفتوحة في الرد على جرائم العدو بحق أسرانا الابطال”، وتابعت "لن يهدأ لنا بال حتى تحريرهم من سجون الاحتلال”.
وأكدت على أن الخيار الأقوى لتحرير الأسرى يكون من خلال "عملية تبادل مشرفة تقودها المقاومة”.
وأشارت إلى أنّ المقاومة استطاعت تحقيق معادلة "توازن الرعب والردع” أمام الاحتلال الذي تقهقرت قوة ردعه كثيرًا أمام قوة ضربات المقاومة خصوصًا في الحرب الأخيرة ضد غزة، وقالت "سيف القدس لن يُغمد طالما بقي الاحتلال جاثمًا على أرضنا”.
وفي إطار حملات الدعم والاسناد، تواصلت الفعاليات الشعبية التي تنادي بحرية الأسرى، وخلال وقفة أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة طولكرم، طالب ذوو الأسرى، هذه المنظمة الدولية، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالتحرك العاجل على كافة المستويات لإنقاذ حياة الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، رفضا لاعتقالهم الإداري الظالم.
كذلك شارك حشد من المواطنين، وسط مدينة رام الله، في مسيرة دعم واسناد للأسرى المضربين عن الطعام، والذين يتهدد حياتهم الخطر.
وخلال الفعالية رفع المشاركون صور الأسرى المضربين، ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بجرائم الاحتلال تجاههم والداعية لنصرة الأسرى.