الإثنين 13 أيار 2024

نابلس.. غضب وحداد ودعوة للإضراب إثر اغتيال


النهار الاخباريه  نابلس

تعيش مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، حالة من الغضب والحداد والحزن الشديد ودعوة رسمية للإضراب، بعد اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة شبان فلسطينيين من أبناء المدينة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة، حي المخفية بمدينة نابلس، عبر مركبة مدنية، ونفذت عملية إطلاق نار تجاه مركبة فلسطينية يستقلها ثلاثة شبان فلسطينيين مطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان تلقت وكالة النهار الاخباريه  نسخة منه، إن "3 مواطنين استشهدوا جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم في مدينة نابلس".
والشهداء الثلاثة، هم أدهم مبروكة، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، وينتمون لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب مصادر محلية.
وأمام مستشفى رفيديا الحكومي، تجمع عشرات الشبان الفلسطينيين الغاضبين، الذين رددوا هتافات تطالب بالرد على اغتيال الشبان، والمنددة بجريمة الاغتيال، ومن بين الهتافات ما وصفت الشبان الثلاثة بأبطال جبل النار (لقب مدينة نابلس).
وظهرت والدة الشهيد أدهم مبروكة الملقب بـ"الشيشاني" في مستشفى رفيديا الحكومي وهي ترفع علامة النصر، مطالبة الحاضرين بالتكبير.
وقالت أمام جمع من الحضور: "أدهم كان من خيرة شباب نابلس، وكان شاب مناضل وطموح ومعطاء وشجاع، وسبق وأن اعتقل واستدعي للمقابلة لدى الاحتلال عدة مرات".
وأفادت بأنها كانت تعلم أنه "يسير في طريق النضال والتضحية"، وهو ما يدعوها للفخر بنجلها، وقد طلب الشهادة ونالها.
وفي فيديو آخر، قالت والدته، إن آخر أكلة طلبها منها هي "العكوب" (أكلة تراثية فلسطينية تطبخ من نبات العكوب الشوكي).
والشهيد أدهم كان قد نشر عبر صفحته على الفيسبوك أمس الإثنين، صوراً خلال زيارته مع شبان آخرين لنصب تذكاري لشهداء مخيم جنين، ونصب تذكاري للشهيد جميل العموري (استشهد في جنين في يونيو/ حزيران 2021)، في مدينة جنين، شمالي الضفة.
وآخر منشور شاركه الأدهم عبر "الفيسبوك" كان الليلة الماضية، هي دعوة عامة، يدعو فيها للمشاركة في حفل تأبين صديقه الشهيد جميل الكيال (استشهد في نابلس في ديسمبر/ كانون أول 2021).
بدورها، حضرت والدة الشهيد أشرف مبسلط إلى المستشفى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم انطلق مع موكب التشييع.
كما ظهرت والدة "مبسلط" في الجنازة، وتوجهت نحو نجلها وهي تقول "الله معك" قبل أن تضع قبلة على رأسه، وتمرر كفها على وجهه.
أما والدة الشهيد محمد الدخيل فشاركت في الجنازة، وهي تردد الزغاريد، قبل أن تقترب من الجثمان وتتلمسه، وتشارك الشبان في حمله.
وفي مقابلة صحفية لها مع "شبكة قدس الإخبارية"، قالت والدة الدخيل، إن "محمد" طلب الشهادة ونالها، وطلب منها سابقاً أن ترضى عنه وألا تحزن عند استشهاده.
وأضافت: "منذ صغره عندما أنجبته وهبته لله".
من جانبه، أعلن محافظ نابلس (رسمية) إبراهيم رمضان، إضرابا شاملا يشمل كافة مناحي الحياة في المدينة الأربعاء.
وقبيل خروج الجنازة، أغلقت المحال التجارية أبوابها حداداً على أرواح الشهداء الثلاثة.
وانطلق موكب تشييع الشهداء من مستشفى رفيديا الحكومي، قبل أن يُقيم المشيعون صلاة الجنازة عليهم عند دوار الشهداء وسط المدينة، ليواروا الثرى بعدها في المقبرة الشرقية.
ورفع المشاركون في الجنازة، العلم الفلسطيني، ورايات الفصائل، ورددوا هتافات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية، وتنادي بالرد على جريمة اغتيالهم.
وخرج عشرات المسلحين الفلسطينيين من داخل البلدة القديمة في نابلس، وشاركوا في الجنازة، وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، خلال التشييع.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد نددت في بيان سابق لها بمقتل الفلسطينيين الثلاثة.
وقالت في بيان، إنها تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية، في الجريمة المروعة، التي ارتكبها جنود الاحتلال في مدينة نابلس.
ودعت الحكومة، الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، والإنسانية الدولية، إلى "إدانة الجريمة البشعة، والعمل على تقديم مرتكبيها للعدالة".