الخميس 25 نيسان 2024

حرب بيانات” بالأمم المتحدة حول الإيغور.. دول تدين الانتهاكات بحقهم

النهار الاخباريه وكالات

أدانت 43 دولة الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ممارسات الصين بحق مسلمي الإيغور وأقليات أخرى في منطقة شينجيانغ، وذلك في بيان موحد بالأمم المتحدة، تبعه بيان مضاد دافعت فيه 62 دولة بينها 14 عربية عن الصين وانتهاكاتها. 

وأصبحت المواجهات بشأن أقلية الإيغور بين الصين والدول الغربية في الغالب، حدثاً معتاداً في كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إلا أن بيان الدول الداعمة للصين ومنها العربية شكل حدثاً جديداً تحت سقف المنظمة الأممية. 

بيان الإدانة 
وأعربت 43 دولة، في بيان قرأه سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير أمام لجنة حقوق‭‭ ‬‬الإنسان بالجمعية العامة عن القلق بشأن تزايد "التقارير عن انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية لحقوق الإنسان"، متهمة الصين باحتجاز أكثر من مليون شخص في معسكرات.

قالت الدول في البيان إن الاتهامات بالانتهاكات تشمل "تقارير توثق التعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية واللاإنسانية والمُهينة، أو التعقيم القسري والعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس وفصل الأطفال قسرياً عن ذويهم".

من بين الدول الـ43: تركيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، استراليا، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، التشيك، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، ألمانيا، هندوراس، إيطاليا، اليابان، هولندا، وإسبانيا، والسويد.

بيان الدفاع 
على الطرف الآخر، دافعت 62 دولة بينها 14 عربية عن الانتهاكات الصينية ضد أقلية الإيغور المسلمة، في بيان مضاد. 

قالت هذه الدول في بيانها إنها "تعارض المزاعم التي لا أساس لها ضد الصين بدوافع سياسية قائمة على التضليل الإعلامي والتدخل في الشؤون الداخلية لذلك البلد بحجة حقوق الإنسان".

وأكدت في البيان، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، أنه "يجب على كل الدول الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والحياد والموضوعية".

أضاف البيان: "نحن نعارض تسييس حقوق الإنسان وازدواجية المعايير، كما نعارض المزاعم التي لا أساس لها ضد الصين بدوافع سياسية قائمة على التضليل الإعلامي والتدخل في الشؤون الداخلية للصين بحجة حقوق الإنسان".

الدول العربية الـ 14 التي وقّعت على البيان المضاد هي: مصر، والسعودية، والجزائر، وتونس، والمغرب، والإمارات، وفلسطين، والعراق، ولبنان، وليبيا، والسودان، واليمن، وموريتانيا، والصومال.

كما وقعت عليه دول أخرى، منها: إيران وميانمار وباكستان وفنزويلا وبنغلاديش.

رد. الصين 
من جانبه، رد سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون في بيان قرأ جزءاً منه أمام اللجنة الحقوقية، نافياً جميع مزاعم الانتهاكات بحق الإيغور، وواصفاً المعسكرات بأنها مرافق تدريب مهني لمكافحة التطرف الديني.

قال السفير الصيني: "إلى الولايات المتحدة وبضع دول أخرى: لن تنجح محاولاتكم المستميتة للتغطية على سجلكم الرهيب في مجال حقوق الإنسان".

وأضاف: "الأكاذيب تظل أكاذيب، مهما تكررت… أنتم تستخدمون حقوق الإنسان ذريعة للمناورات السياسية لإثارة مواجهة".

أقلية الإيغور 
يشار إلى أن ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، تفاوض الصين من أجل السماح لها بزيارة شينجيانغ منذ سبتمبر/أيلول 2018. وأبلغت مجلس حقوق الإنسان في يونيو/حزيران 2021 بأنها تأمل في الاتفاق على شروط زيارة هذا العام لبحث تقارير الانتهاكات الجسيمة ضد مسلمي الإيغور.

وحثت أكثر من 40 دولة في مجلس حقوق الإنسان الصين في يونيو/حزيران على السماح لباشليت بالدخول فوراً.

ومنذ 1949، تسيطر بكين على إقليم "تركستان الشرقية"، الذي يعد موطن "الإيغور" المسلمين، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.

تقول منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان إنّ مليوناً على الأقلّ من الإيغور وغيرهم من المسلمين الناطقين بالتركية محتجزون في معسكرات في شينجيانغ، وتفرض الصين قيوداً مشدّدة على الوصول إلى هذه المنطقة الحساسة، ممّا يجعل الإبلاغ عن حالات والتحقّق منها شبه مستحيل.

لكنّ شهود عيان ونشطاء يقولون إنّ الصين تسعى إلى دمج الإيغور قسراً في ثقافة الهان الذين يشكلون غالبية سكان البلاد، وذلك عبر محاولتها القضاء على العادات الإسلامية بما في ذلك إجبار المسلمين على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول، مع فرض نظام للعمل القسري.

وفي تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن احتجاز الصين للمسلمين بمراكز الاعتقال، "يهدف إلى محو هويتهم الدينية والعرقية".

غير أن الصين عادة ما تدعي أن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".