الخميس 25 نيسان 2024

مصر وأمريكا تتطلعان لتعزيز العلاقات لمكافحة الإرهاب في أعقاب هجوم دموي بسيناء


النهار الاخباريه   وكالات

قال مسؤول عسكري أمريكي يوم الاثنين إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعرب عن أمله في تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب خلال محادثات مع الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية يوم الاثنين في القاهرة.
جاء اللقاء في أعقاب هجوم دموي شنه متشددون في شبه جزيرة سيناء في مطلع الأسبوع. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ضابط وعشرة جنود مصريين.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش عند إحدى محطات رفع المياه بسيارة ملغومة ونيران أسلحة ثقيلة من شاحنات صغيرة.
وكان ذلك أحد أكثر الهجمات دموية في السنوات القليلة الماضية في شمال سيناء.
وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، عقب المحادثات إن الهجوم يؤكد استمرار تهديد المتطرفين.
وأضاف "قدمت تعازيّ ورأيي عن تهديد (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش".
وذكر مكتب السيسي في بيان عقب لقائه مع كوريلا أن الإرهاب هو التحدي الأول لأمن مصر واستقرارها ويتطلب جهودا جماعية لمكافحته.
ومنذ عام 2018، وسع الجيش المصري سيطرته على المناطق الساحلية المأهولة في شمال سيناء بين قطاع غزة في الشرق وقناة السويس في الغرب، مما سمح بعودة بعض النشاط المدني وتطوير جانب من البنية التحتية.
ومع ذلك، استمرت هجمات متفرقة مع بحث المسلحين عن ملاذ في الصحراء الممتدة جنوبي الساحل واستخدامهم أساليب مختلفة مثل القنص أو زرع المتفجرات.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الهجوم الأخير وقع صباح يوم السبت على الطريق المؤدي شرقا من قناة السويس إلى الحسنة بوسط محافظة شمال سيناء.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن السيسي ومسؤولين مصريين آخرين سعوا في الاجتماعات مع كوريلا يوم الاثنين إلى تعميق العلاقات في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن كوريلا عرض إرسال الأميرال ميتشل برادلي، الذي يقود قوات العمليات الخاصة الأمريكية في الشرق الأوسط، إلى مصر لتقديم "التوجيه والمساعدة الإضافية".


تأتي زيارة كوريلا، وهي الأولى له منذ توليه قيادة القيادة المركزية الأمريكية في أبريل نيسان، بعد أقل من أربعة أشهر على إعلان إدارة الرئيس جو بايدن أنها ستقتطع 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر لمخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
جاء اللوم الأمريكي النادر لحليف جيواستراتيجي يسيطر على قناة السويس في أعقاب فشل مصر في معالجة أوضاع محددة تتعلق بحقوق الإنسان، والتي لم تكشف واشنطن عن تفاصيلها.
وقال نشطاء إن تلك الشروط الأمريكية تشمل إطلاق سراح أشخاص يُنظر إليهم على أنهم سجناء سياسيون.
وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن العلاقات الأمريكية مع مصر معقدة.
ودائما ما شدد المسؤولون العسكريون الأمريكيون على دور مصر في الإسراع بمرور السفن الحربية الأمريكية عبر قناة السويس والسماح بتحليق الطائرات العسكرية الأمريكية.
‭‭ ‬‬وقال كوريلا للصحفيين المسافرين معه إن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر حاسمة وإن زيارته أعطته "تقديرا جديدا لدور مصر البارز في الشرق الأوسط".
وأضاف "هذه الشراكة الاستراتيجية مهمة بالنسبة لي وللولايات المتحدة وللقيادة المركزية الأمريكية".
وعلى الرغم من عمق العلاقات مع الجيش الأمريكي، تحركت مصر لتنويع مصادر أسلحتها منذ أن جمد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2013 تسليم مساعدات عسكرية لمصر بعد الإطاحة برئيسها الراحل محمد مرسي.
وارتفعت واردات مصر من الأسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ومع ذلك، فإن قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال فرانك ماكنزي أخبر الكونجرس في مارس آذار بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستزود مصر بطائرات إف-15 التي تصنعها شركة بوينج.