الأحد 19 أيار 2024

عودة البعثات الدبلوماسية إلى العاصمة الليبية "طرابلس

النهارالاخباريه وكالات
شهد العاصمة الليبية طرابلس عودة عدد من البعثات الدبلوماسية للعمل بعد تعهد الأطراف الليبية بإيقاف الحرب التي غادرت على إثرها كل السفارات والبعثات الدبلوماسية العاملة في ليبيا في 2014
ومن أبرز الدول التي أعادت افتتاح سفارتها في ليبيا إسبانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا والجزائر وعدد من البعثات الدبلوماسية آخرها بريطانيا التي افتتح سفارتها يوم الأحد الماضي الخامس من يونيو/ حزيران الجاري
على الرغم من تأزم الوضع السياسي في ليبيا، وولادة حكومة موازية لحكومة الوحدة الوطنية، إلا أن عودة البعثات الدبلوماسية تعطي إشارة على استقرار نسبي في الأوضاع الأمنية التي تسود البلاد خلال هذه الفترة
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي جمال الفلاح في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" إن عودة السفارات والبعثات الدبلوماسية هو إعطاء رسائل عن عودة الاستقرار في العاصمة طرابلس ورسالة للأطراف الداخلية التي تفكر في دخول العاصمة بقوة السلاح بأن الوضع لا يسمح بذلك، ومفاد هذه العودة من قبل هذه البعثات عدم التفكير بتنصيب رئيس الحكومة المنتخبة من البرلمان فتحي باشاغا، وأن طرابلس لا تريد الحرب من جديد
وفاء الدبيبة لوعوده
يضيف المحلل السياسي جمال الفلاح أن "هذه العودة هي نجاح ينسب لحكومة الدبيبة التي أعطت وعودا للدول الأجنبية وعلى رأسها بريطانيا بأن العاصمة آمنة في ظل وجود حكومة الدبيبة، ومسألة التعاون من الجانب الأمني، والحد من الهجرة غير الشرعية، والأمور التي تربط ليبيا بالاتحاد الأوروبي، وهذه بمثابة رسائل من هذه الدول بأنها لا تزال تعترف بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة".
الحماية والتأمين
وأشار الفلاح إلى "أن هناك تفاهمات بين الدبيبة وبعض التشكيلات المسلحة بالعاصمة بحماية هذه البعثات، وأن مع كل ما حدث لا يمكن الاعتداء على هذه البعثات، لأنهم على دراية بالعقبات، وتعهد الدبيبة بحماية هذه البعثات، ومن ناحية أخرى تريد حكومة الدبيبة تحسين صورة وجودها أمام هذه البعثات تحديدا في ظل وجود حكومة جديدة وأنها استطاعت السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس"
من ناحية أخرى يقول المحلل السياسي الدكتور فوزي الحداد في تصريح خاص لـ"سبوتنيك": "بدأ الحديث حول عودة البعثات الدبلوماسية منذ أن استلمت حكومة الوحدة الوطنية السلطة في طرابلس، وهذا الأمر جاء من خلال تفاءل دولي ومحلي، وهدوء في الأوضاع على الأرض، وغياب شبح الحرب الأهلية، هو ما شجع الكثير من السفراء على العمل من طرابلس حتى وأن لم يفتتحوا سفاراتهم مثل السفارة الإنجليزية والأمريكية واليابانية وغيرها"
الهدف من العودة هو التقرب من القادة الفعليين
وأضاف الحداد أن "العودة هي محاولة هذه الدول المشاركة في إدارة الأزمة الليبية عن قرب، تحديدا وبريطانيا التي تعتبر متدخلة في الأزمة الليبية بشكل كبير، وكلما تحركت من داخل الأراضي الليبية، كان هذا التحرك أقرب مع القادة الليبيين وقادة الميليشيات والمجموعات المسلحة، كما فعلت السفيرة الإنجليزية التي التقت مع الكثير من قادة هذه المجموعات المسلحة قبل حتى إعلان افتتاح سفارتهم من طرابلس" ما يوحي بوجود تنسيق لكي تتمكن السفارة من العمل بدون إزعاج من العاصمة طرابلس"
نجاح يُحسب لحكومة الدبيبة
وتابع الحداد: "نجحت حكومة الدبيبة في إثبات أن العاصمة آمنة، وبإمكانها استقبال السفارات مرة أخرى وأعتقد أن هذه الأمر لا يحسب لحكومة الدبيبة فقط وإنما الأجواء العامة التي خلقتها حكومة الوحدة الوطنية، بمشاركة البرلمان ولجنة 5+5 التي اجتمعت أكثر من مره وقررت وقف إطلاق النار وكل هذا التفاؤل والتواصل بين الشرق والغرب هو الذي جعل من الأجواء مناسبة لعودة السفارات للعمل من طرابلس"
واختتم الحداد بقوله  "سوف نرى سفارات جديدة ستعود للعمل من طرابلس، بعد الابتعاد بشكل كبير عن الحرب فقد كان السبب الرئيسي لمغادرة هذه البعثات هي الحرب الطاحنة التي اندلعت في 2014، وأعتقد أن هذه الحرب لن تعود مره أخرى"
وتُعد عودة البعثات الدبلوماسية علامة فارقة في ظل وجود خلاف سياسي جديد وولادة حكومة جديد يرأسها فتحي باشاغا، الذي حاول دخول العاصمة بعدة طرق ولكنه لم يفلح بذلك بسبب تعنت عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي سُحبت منها الثقة من مجلس النواب الليبي بسبب عدة أسباب أبرزها، عدم إيفاءه بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد بالرغم من تعهده بذلك