الخميس 25 نيسان 2024

صورة لقيس سعيد على مئذنة في مدينة تونسية .. أثارت الجدل


النهار الاخباريه وكالات

أجبرت انتقادات رواد شبكات التواصل الاجتماعي في تونس، السلطات المحلية بمحافظة سيدي بوزيد (وسط)، على إزالة صورة للرئيس التونسي قيس سعيد تم تعليقها على واجهة مئذنة في منطقة سيدي علي بن عون.
وفي بيان للمحافظة، قالت إنه "على إثر تعليق صورة رئيس الجمهورية على إحدى المآذن بمعتمدية سيدي علي بن عون، أذن الرئيس بإزالتها فوراً".
وعقب تعليق الصورة على المئذنة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي، إلى ساحة للاحتجاج، معبرين عن مخاوفهم من عودة أنماط الدعاية السياسية لنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
الناشط نصر الدين السويلمي أشار إلى أن هذه الممارسات لم تحصل في تونس خلال عقود الاستبداد السابقة، وأن الصورة تترجم "النزعة الاستبدادية للرئيس التونسي وأنصاره الذين يقومون بعملية تأليه لشخصه".
أما المواطن التونسي محمد الرفرافي فغرد قائلاً: "لم يحدث هذا، لا مع المرزوقي ولا مع السبسي! وإذا قبل قيس تونس بهذا الدعاية السخيفة فهذا يعني أنه قام بانقلابه كيْ يصل إلى استبداد شامل لا يتورع في استعمال الدين إلى حد القبول بتوظيف مئذنة مسجد لإعلاء صورته إلى مرتبة التكبير الإلهي! والأغرب أن أنصاره العلمانجيين يتلذذون خازوقهُ!".

كما غردت رئيسة تحرير موقع تونس: "في ثقافة عبادة الحاكم تتمدد السريالية. هذه الصورة من تونس، صورة علقت الجمعة على صومعة جامع سيدي علي بن عون بساحة مهرجان الولي سيدي علي بن عون.. الجمهورية الجديدة، الباب الأول، الفصل الأول".

وقال وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام: "هذه لم يفعلها بورقيبة ولا بن علي، لكن ماكينة قيس سعيد فعلتها بوعي وتصميم، فقد انطلقت في تجسيد مقاصد سعيد الخاصة للإسلام".
ودفعت الصورة آخرين إلى التساؤل عن مدى الالتزام بالمبدأ الذي طالب به التونسيون في السنوات الأخيرة القائم على تحييد المساجد عن الدعاية السياسية والحزبية.
في هذا السياق، تساءل المدون عبد الستار الجربي: "ألم يتعاقد التونسيون على تحييد المساجد عن العمل والدعاية السياسية؟!"، مضيفاً على حسابه في تويتر أنه "حتى في عهد بورقيبة وبن علي رحمهما الله لم يحصل هذا التجاوز البائس والسيئ لحرمة بيوت الله".
في المقابل، استبعد آخرون أن يكون الرئيس قد أعطى موافقته على تعليق صورته على واجهة المئذنة، مرجحين "وقوف خصوم سياسيين وراء هذه الحادثة لإحراجه أمام الرأي العام".
يأتي ذلك فيما نأت جمعية مهرجان سيدي علي بن عون بنفسها عن الصورة، قائلة في بيان لها إن "هذا المسجد لا يدخل ضمن مشمولات المهرجان ولا العروض ولا مسؤولياتها الإدارية".
وأعربت عن "التزامها في هذا المجال بقانون تحييد الأنشطة الثقافية عن الشأن السياسي"، وذلك في ردها على الانتقادات التي حملتها مسؤولية تعليق هذه الصورة.
ونقلت إذاعة موزاييك الخاصة عن مصادر وصفتها بـ"العليمة" أنه تم "إعفاء معتمد سيدي علي بن عون من منصبه"، مرجحة أن تكون إقالته مرتبطة بالصورة المثيرة للجدل.