الأحد 19 أيار 2024

صواريخ” الرئيس التونسي تستهدف هيئة الانتخابات.. وسياسيون يحذّرون من “اغتيال” الديمقراطية


النهار الاخباريه  وكالات 

يبدو أن "الصواريخ السياسية” للرئيس قيس سعيد أصابت أخيرا هيئة الانتخابات التونسية والتي شكك أخيرا باستقلاليتها، وذلك ردا على معارضة رئيس الهيئة نبيل بفون لتدابيره الاستثنائية، في وقت حذر فيه سياسيون من "اغتيال” الديمقراطية في البلاد، في ظل الغموض الذي يحيط بتدابير الرئيس، والتي لم يضع حتى الآن سقفا زمنيا محددا يُنهي العمل بها.
وخلال استقباله أخيرا رئيس محكمة المحاسبات نجيب القطاري، وجه سعيد انتقادات لاذعة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مشككا باستقلاليتها.
وجاءت انتقادات سعيد ردا على تصريحات سابقة لرئيس الهيئة نبيل بفون، انتقد فيها التدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، معتبرا أن "الفراغ الدستوري” الذي أحدثته لن يمكّن من تنظيم انتخابات مبكرة.

وعلق بفون على ذلك بقوله إن أكبر دليل على استقلالية هيئة الانتخابات هو أن المرشح قيس سعيد فاز بانتخابات 2019، غير معروف ولم يكن لديه إمكانيات قياسا بمنافسين من الوزن الثقيل، ورغم ذلك تمكن من الفوز في الانتخابات.
وأثار استهداف سعيد لهيئة الانتخابات موجة من الاستنكار لدى الطبقة السياسية، حيث كتب الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي "والآن جاء الدور على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. إلى الأمام. لا رجوع إلى الوراء!”.
وكتب رفيق عبد السلام القيادي في حركة النهضة "بعد ضرب الهيئة المستقلة لمقاومة الفساد والاستيلاء على أرشيفها ومقرها ووضع رئيسها تحت الإقامة الجبرية، انتقل قيس سعيد إلى الخطوة الموالية وهي حل هيئة مراقبة دستورية القوانين، وخاط لنا دستورا على مقاسه سماه بالأحكام الانتقالية، جعلت منه المشرع والمنفذ والرقيب الوحيد، ولا يضاهيه في سلطته هذه غير الواحد القهار، ها هو الآن يوجه صواريخه البالية إلى الهيئة المستقلة للانتخابات ليصنع لنا انتخابات على هواه يكون فيها المرشح والحكم والرقيب الوحيد. فعلا دخلت تونس مع قيس سعيد دخلت حقبة البلطجة السياسية”.

وكتب أسامة الخليفي رئيس كتلة حزب قلب تونس "يعني أن الهيئة التي عملت الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2019 لم تكن مستقلة، إذا ماذا ننتظر؟ دعونا نعيد كل شي (إجراءات انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة)، فما بني على باطل هو باطل 
كما حذر الخليفي مما سماه "اغتيال الديمقراطية” في تونس، حيث كتب "البرلمان انتهى. وللسنوات العشر المقبلة على الأقل، ولن يتم الاعتراف بأي شرعية مستقبلا إذا ما واصلنا في هذا العبث”، كما سخر ممن قال إنه يقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها مضيفا "انتهى البرلمان في تونس وتم اغتيال الديمقراطية بنجاح فهنيئا لجوقة التخميرة”، في إشارة لمؤيدي الرئيس قيس سعيد.
وكان الآلاف من معارضي الرئيس سعيد تظاهروا في العاصمة ضد تدابيره الاستثنائية، ورد مناصرو الرئيس بتنظيم مسيرات كبيرة في العاصمة التونسية وعدد من المدن الأخرى، مطالبين الرئيس بحل البرلمان.