السبت 18 أيار 2024

سوريا وليبيا تكسران “صمتاً” عربياً حول الأزمة الأوكرانية-الروسية.


النهار الاخباريه وكالات

باستثناء طرابلس ودمشق، التزمت العواصم العربية الصمت حيال اعتراف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين  رسمياً بمنطقتي "دونيتسك" و"لوغانسك" الانفصاليتين كدولتين مستقلتين عن أوكرانيا، ضمن صراع محتدم مع الغرب الداعم لكييف.

فقد اعترفت روسيا باستقلال المنطقتين اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة انفصاليين موالين لموسكو، وسط رفض دولي واسع، في خطوة اعتبرتها دول غربية "بداية فعلية للحرب الروسية ضد أوكرانيا".

الموقف الليبي
الثلاثاء 22 فبراير/شباط، أكدت الحكومة الليبية، التزامها بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ودعت روسيا إلى التهدئة وسحب التحشيد العسكري على الحدود الأوكرانية ومن شبه جزيرة القرم المحتلة، واستخدام لغة الحوار والدبلوماسية بديلاً عن لغة الحرب، وفق بيان لوزارة الخارجية.

وتابعت الحكومة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أنها "تنضم إلى المجتمع الدولي في مناشدته لروسيا بالتراجع عن شن أية عملية عسكرية ضد جمهورية أوكرانيا، ورفضها الاعتراف باستقلال ما يعرف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية".

وجددت الخارجية الليبية رفضها للوجود غير الشرعي لقوات "فاغنر" الروسية في كل من أوكرانيا وليبيا.

وحتى الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء، لم يصدر أي رد فعل رسمي عربي آخر على هذه الخطوة الروسية، التي أثارت غضب دول الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

سوريا تدعم بوتين

التلفزيون الرسمي السوري، نقل الثلاثاء، عن وزير الخارجية فيصل المقداد قوله إن سوريا تؤيد قرار حليفتها روسيا الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

فيصل مقداد صرح خلال منتدى في موسكو: "سوريا تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك وستتعاون معهما".

تعتبر سوريا حليفاً قوياً لروسيا منذ أن شنت حملة جوية في سوريا عام 2015 وساعدت في  دعم النظام في حربه ضد  الارهاب الدولي،المنظم ضدد سوريا 
أضاف المقداد: "ما يقوم به الغرب ضد روسيا حالياً مشابه لما قام به ضد سوريا خلال الحرب الإرهابية".

صمت عربي
يبدو أن العواصم العربية، وفق مراقبين، تفضل على الأقل حتى الآن أن تنأى بنفسها عن التوترات المتصاعدة على الحدود الروسية الأوكرانية، رغبةً منها في الحفاظ على علاقاتها مع طرفي الصراع، وهما روسيا والغرب.

تأمل الدول العربية، بحسب المراقبين، ألا تندلع حرب؛ لأنها ستؤثر سلباً عليها لا محالة، خاصة على صعيد واردات دول عربية من القمح الروسي والأوكراني، ما قد يُضر بالاستقرار في منطقة الشرق٫ الأوسط.
بالدرجة الأولى، تعتمد دول عربية كثيرة على استيراد القمح الروسي أو الأوكراني لسد حاجتها المحلية، مثل اليمن ولبنان وليبيا ومصر وتونس والجزائر، وهي دول تعاني أزمات معيشية.

ربما يزداد الوضع المعيشي سوءاً في تلك الدول؛ جراء ارتفاعات محتملة في أسعار القمح؛ بسبب قلة المعروض منه، لا سيما أن صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا تمثل نحو 30% من حجم المعروض في الأسواق العالمية.