الخميس 25 نيسان 2024

الجزائر تجدد رفضها حضور الموائد المستديرة حول الصحراء الغربية

النهار الاخبارية. وكالات 
: أكد مبعوث الجزائر الخاص المكلف بمسألة الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، موقف الجزائر بمقاطعة أي مائدة مستديرة تنظم حول الصحراء الغربية، وقال إن "الانتهاك الصارخ” للمغرب لاتفاق وقف إطلاق النار "والضم غير القانوني للمنطقة العازلة في الكركرات” يضع المنطقة في حالة حرب ويضعها أمام حالة خطر تصعيد حقيقي”.

وقال عمار بلاني، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن "الجزائر لم تلتزم أبدا بأن تكون جزءا مما يسمى بالمائدة المستديرة”. وأوضح أن الجزائر كلفت ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك "بإبلاغ قرار الحكومة الجزائرية لرئيس مجلس الأمن حتى يوزع المذكرة الشفوية على أعضاء المجلس”. وأضاف في هذا السياق "نؤكد رفضنا الرسمي الذي لا رجعة فيه لما يسمى بصيغة المائدة المستديرة”.

وحمل بلاني المغرب مسؤولية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية بقوله إن "الانتهاك المفاجئ لوقف إطلاق النار من قبل المغرب والضم غير القانوني للمنطقة العازلة في الكركرات (الحدودية بين الصحراء الغربية وموريتانيا) انتهاك صارخ للاتفاقات العسكرية”.

واعتبر المبعوث الخاص إلى الصحراء الغربية والمغرب العربي أن "هذا الانتهاك الصارخ يضعنا أمام حالة حرب لهذا يجب أن نعترف أننا أمام خطر تصعيد حقيقي”، محملا مجلس الأمن مسؤولية "التعامل أكثر من أي وقت مضى مع مسألة الصحراء الغربية بوضوح ومسؤولية لأن المسألة تتعلق بأمن واستقرار المنطقة”.

وقال بلاني إن "أي خطوة لم تأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار ستجعل التساؤل شرعيا حول جدوى إعادة إطلاق عملية سياسية لا تتماشى مع حقيقة الميدان والتي قد تمنح الشرعية لسياسة الأمر الواقع الاستعمارية”. وحسب المسؤول الجزائري فإن "التساؤل يبقى مشروعا بخصوص تنفيذ عهدة المينورسو بما أنه تم خرق وقف لإطلاق النار نوفمبر 2020”.

وكان بلاني قد أكد منذ حوالي أسبوع أن الجزائر لن تشارك في الموائد المستديرة المزمع تنظيمها حول الصحراء الغربية التي كان قد باشر بتنظيمها المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر. وقال بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن "نسخة الموائد المستديرة التي دعا إليها النظام المغربي لمناقشة مشكلة الصحراء الغربية بمشاركة الجزائر عفى عليها الزمن”، مشيراً إلى أن "القيادة كانت حاضرة في مفاوضات سابقة لحل الأراضي المتنازع عليها، لكن الرباط عرضت دولة الجوار على أنها جانب من المواجهة المسلحة، رغم أن جميع قرارات مجلس الأمن تشير إلى أن المشاركين في الصراع هما المغرب وجبهة البوليساريو”.

وجاء موقف الجزائر ردا على تصريحات مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة أن الجزائر طرف في النزاع بحكم حضورها في المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، وهي المفاوضات التي تحضرها أيضا موريتانيا.

وتأتي هذه المستجدات قبيل التئام مجلس الأمن لمناقشة الوضع في الصحراء الغربية وتجديد عهدة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية "المينورسو”، التي تنتهي ولايتها نهاية الشهر الجاري.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أن الوضع في الصحراء الغربية يعرف تدهورا أمنيا كبيرا في تقريره الذي رفعه إلى مجلس الأمن، كما أكد في تقريره الجديد المقدم إلى الجمعية العامة، في إطار البند المتعلق حول تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، أن اللجنة الرابعة المختصة بالمسائل السياسية وإنهاء الاستعمار، وكذلك اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، "تتناولان القضية الصحراوية باعتبارها مسألة تتعلق بإنهاء الاستعمار”.