الأربعاء 22 آذار 2023

تقارير وتحقيقات

هل بدأ تحضير الشارع لـ”أمر العمليات”؟ الشارع اللبناني ينفجر غضبا

النهار الاخباريه بيروت احمد عثمان


استفاق اللبنانيون على الارتفاع الجنونى للدولار الذي اصبح ارتفاعه الصاروخى ينذر بما كل ما للكلمة من معنى، بأن هناك شى يحضر للشارع اللبناني

خبراء اقتصاديون عجزوا عن تفسير الواقع اللبناني، وأسباب انهيار العملة وتقهقرها بهذه الوتيرة السريعة جداً.
الشعب يسأل الشعب، لا يسأل نفسه فحسب، بل يسأل الآخرين لِمَ لَمْ يحركوا ساكناً تجاه الوضع، ويرشقون تُهم التخاذل على بعضهم البعض، ويبررون لأنفسهم "شو طالع بإيدنا”، وآخرون يقولون "تعودنا”، ليصدق "الحاكم” بما وعد به شعبه "بكرا بيتعودوا!”

والأغرب، هي الراحة التي تتنعَّم بها الطبقة السياسية، فبعد أن كانوا يحسبون ألف حساب لغضب الشارع إن زاد الدولار ألف ليرة، اليوم ينامون على "بساط علاء الدين”، رغم ارتفاع الدولار أكثر من 10 آلاف ليرة خلال 24 ساعة فقط!

بل وأكثر، فإن مصرف لبنان يلجأ أيضاً إلى رفع دولار منصة صيرفة، مما يزيد من العبء على اللبنانيين، بدل أن يلجأوا إلى تخفيف تبعات تقلبات "السوق السوداء”، وكأنهم على ثقة تامة أن الناس لن تحرك ساكناً تجاه ما يجري.

الصورة لا تعكس الواقع الحقيقي. هناك ما يشبه التمرد الداخلي، لكنه يحتاج إلى الشرارة، ربما، أو من يشعلها. ما حصل اليوم، لا يمكن اعتباره حراكاً شعبياً بمستوى حجم الانهيار. على العكس، ما زال الخجل والبرودة يحكمان ردة فعل الناس تجاه هذا الجنون المالي.

ما حصل من قطع طرق في بعض المناطق، لا يرقى الى اعتباره "غضباً شعبياً”، فهو إما أنه "انفعال موضعي” أو أنه افتعال "غير فاعل”.
فهل هناك انتظار لإشارة ما، من مكان ما، تُنظّم سخونة الشارع
ثمة من يذكر، أو يعيد الى الأذهان، ما قالته مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف، من أن لبنان مقبل على "أزمة فتاكة، تبدأ بهروب النواب من لبنان ولن تنتهي بشارع مشتعل”! وثمة من يربط كلام باربارا بالاجتماع الخماسي في باريس.